منتدى أستانا الدولي.. الرؤية الحكيمة والعالم المضطرب

1 min read

 

كتب- أبوبكر أبوالمجد

منذ ولايته الأولى، ولا هم للدبلوماسي الكبير، والسياسي الخبير، والمواطن الواعي، والقائد القوي، قاسم جومارت توقايف، سوى محاربة الفساد، وتصحيح الأخطاء، وضبط المسار نحو هدف عظيم منشود ومستحق، وهو تحقيق النهضة الاقتصادية الشاملة، بما يحفظ التوزيع العادل للثروات.

وتأهيل كازاخستان لأن تكون جسرًا رابطًا بين الشرق والغرب، وبلد يثق فيه جميع أطراف الصراع إن وجد.

وفي ظل هذه التحديات الكبيرة، والأمنيات المشروعة، يدرك الرئيس توقايف، أن العالم يواجه تحديات تاريخية لم يواجه مثلها منذ عشرات السنين أو أكثر، وأن هذه التحديات تشكل ضغوطاً لم يسبق لها مثيل على المجتمع الدولي، وهذا ما أشار له الرئيس الكازاخي، وهو يعلن عن قرب انطلاق النسخة الجديدة من منتدى آستانا الدولي في يونيو المقبل.

موضحًا أن الهدف من المنتدى هو العمل من أجل مواجهة هذه التحديات، وعن أمله في أن تساعد بلاده من خلال تنظيم هذا المنتدى في بناء جسور جديدة وتعزيز العلاقات والعمل الجماعي من أجل التغلب على التحديات الجماعية، وأن ترسم طريقاً جديداً للمضى قدماً إلى الأمام دبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا.

ولتحقيق هذه الأهداف يوفر منتدى آستانا الدولي منبرًا للقوى الوسطى حول العالم لتعلن عن وجهة نظرها، ومواقفها، بشأن القضايا التي تؤرق العالم حاليًا، وعلى رأسها حالة الاستقطاب المتزايدة، والتي تزيد من اتساع رقعة الصدام بين الدول، ما يضاعف الأخطار الاقتصادية والأمنية، ويهدد استقرار الدول.
من هنا تأتي الأهمية الكبرى لمنتدى آستانا الدولي، الذي يعقد في العاصمة الكازاخية آستانا تحت رعاية الرئيس قاسم جومارت توقايفكازاخستان، في الفترة 8-9 يونيو-حزيران المقبل، والذي سيكون بمثابة منصة للمندوبين البارزين لللحكومات والمنظمات الدولية والشركات والأوساط الأكاديمية لتوحيد الجهود لمواجهة التحديات العالمية الرئيسية خاصة تحديات المناخ وندرة الغذاء وأمن الطاقة.

قدرة كازاخستان والتحديات

كازاخستان لديها تاريخ طويل في تعزيز العلاقات الدولية البناءة، وقد تم اختبار هذه السياسة بقوة في عام 2022، والتي أثبتت مرونتها.

لقد أظهرت كازاخستان قيمة التعاون، ويعتبر منتدى أستانا الدولي انعكاسًا لقيم كازاخستان التاريخية، ورؤيتها الحكيمة المعاصرة لمواجهة التحديات العالمية اليوم وتجاوزها، تحت قيادة تمتلك الخبرات والقدرات والقوة.

والتحدي الأول الذي يتعين على الجميع مواجهته في المنتدى هو السياسة الخارجية والأمن والاستدامة.

فالسلام والاستقرار العالميين يتعرضان حاليًا للتهديد بسبب التوترات بين القوى العالمية الكبرى؛ بينما لا تزال القضايا الدولية الأخرى كنزع السلاح النووي وأزمة اللاجئين، تضغط على الأنظمة والتحالفات الدولية المهتزة.

علاوة على ذلك، يستمر صعود القومية والحركات الشعبوية في العديد من البلدان، ما يسهم في تعقيد العلاقات الدولية، ويزيد صعوبة إيجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا التي تتطلب استجابة عالمية منسقة، وهذا ما يدفع الدول إلى التحول نحو حلول قصيرة الأجل غير مستدامة لمشكلات طويلة الأمد، وهذا هو الخطر الداهم.

ولذا، وبحسب رؤية الرئيس الكازاخي الفريدة، كان من المهم أن تجتمع القيادات الدولية معًا في المنتدى للمساعدة في التموضع على الاتجاه الصحيح لحماية المستقبل الجماعي للعالم.
أما التحدي الثاني الذي يتطلب التنسيق العالمي فهو تغير المناخ، حيث ان لعواقبه تأثير مدمر على الكوكب، مع ارتفاع مستوى سطح البحر، والظواهر الجوية البالغة الجدة، وفقدان التنوع البيولوجي، وكلها عوامل تؤدي إلى خسائر فادحة.

وفي الوقت نفسه، فإن اعتماد العالم على الوقود الأحفوري يجعل من الصعب بشكل متزايد تقليل انبعاثات الغازات والاحتباس الحراري والتصدي لتغير المناخ.

ومن ناحية أخرى، لا يمكن التغاضي عن الدور الحاسم لصناعة النفط والغاز في ضمان أمن الطاقة وفي تحول الطاقة.

ويعتبر تحول الطاقة مسألة معقدة يجب التعامل معها بحذر لضمان عدم تخلف العالم النامي عن الركب.

وأخيرًا، أدت جائحة COVID-19 إلى انكماش اقتصادي حاد على مستوى العالم، حيث تكافح العديد من الدول والشركات والأفراد للبقاء صامدة.

بالإضافة إلى ذلك ، يؤدي تزايد عدم المساواة في الدخل والتوترات التجارية المستمرة بين القوى العالمية الكبرى إلى عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي.

ويركز التحدي الثالث على الاقتصاد والتمويل، ويسلط الضوء على الحاجة إلى استجابة عالمية منسقة لهذه التحديات الاقتصادية والبيئية والأمنية.

في حين أن هذه التحديات قد تبدو مروعة، إلا أنه يمكن اعتبارها أيضًا فرصًا للتعاون والتقدم العالميين. من خلال العمل الجماعي، ويمكن للمجتمع الدولي معالجة هذه القضايا في منتدى أستانا الدولي والمساهمة في عالم أكثر استقرارًا وإنصافًا وازدهارًا للجميع.

ومن خلال منتدى أستانا الدولي، تأمل القيادة الكازاخية في بناء جسور جديدة وتعزيز العلاقات الدولية، حيث ستجتمع معًا للتغلب على التحديات الجماعية التي تواجهها، ورسم طريق جديد للمضي قدمًا – دبلوماسيًا واقتصاديًا وسياسيًا.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours