انتقدت الخرطوم موقف واشنطن من الاستفتاء الإداري لإقليم دارفور المضطرب، الذي بدأ اليوم الاثنين، ويختار بموجبه الناخبون بين الوضع القائم (يقسم دارفور إلى 5 ولايات) أو دمجها في إقليم واحد.
وكانت واشنطن قد أعربت، أمس الأحد، عن قلقها إزاء إجراء الاستفتاء في دارفور.
وقال بيان صادر من نائب المتحدث بإسم الخارجية الامريكية مارك تونر، حصلت “الأناضول” على نسخة منه، إنه “لايمكن عقد استفتاء يعبر عن ارادة سكان دارفور بمصداقية في الظرف الحالي، علاوة على أنه يقوض عملية السلام الجارية الآن”.
وأضاف أن “انعدام الأمن والتسجيل غير الكافي لسكان دارفور يمنع النازحين في المخيمات من المشاركة الكافية، فضلا عن أن إعلان مفوضية الاستفتاء الذي يمنع سكان دارفور المقيمين خارج الإقليم من التصويت باعتبارهم غير مؤهلين، يهمش الملايين من اللاجئين والنازحين”.
وأكد المتحدث باسم الخارجية السودانية علي الصادق، إستقرار الاوضاع الأمنية في الإقليم، وقال أنه “لم يتم تسجيل أي حادث أو خرق أمني خلال زيارة الرئيس عمر البشير إلى ولايات دارفور الأسبوع الماضي، ما يؤكد استتباب الأمن والاستقرار”.
وأوضح الصادق في تصريحات صحفية اليوم، أن قرار قصر التصويت على المواطنين الموجودين في دارفور “توصلت إليه الجهات المسؤولية بعد دراسة متأنية وطويلة”، واصفاً ذلك بالأمر الطبيعي والمعمول به في معظم الدول.
وفتحت صباح اليوم الإثنين، مراكز الاقتراع أبوابها، أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في استفتاء من شأنه تحديد الوضع الإداري لإقليم دارفور المضطرب غربي السودان.
ويحق لنحو 3.5 مليون شخص، المشاركة في الاقتراع الذي بدأ الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (05:30 ت.غ.) ويستمر 3 أيام، فيما انتشرت قوات الأمن في كافة المدن التي سيجري بها الاستفتاء وخاصة “الفاشر” أكبر مدن الإقليم.
ويجرى الاستفتاء بموجب اتفاق سلام وقعته الحكومة في يوليو/ تموز 2011 مع حركة “التحرير والعدالة” برعاية قطرية، بينما رفضته حركات التمرد الثلاث الرئيسية (“العدل والمساواة” بزعامة جبريل إبراهيم، و”جيش تحرير السودان” بزعامة مني مناوي، و”تحرير السودان” التي يقودها عبد الواحد نور).
وقاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، حملة لحث الناخبين على اختيار نظام الولايات الخمس، بينما دعت حركة التحرير والعدالة أنصارها للتصويت لصالح الإقليم الواحد، وطالبت حركات التمرد الثلاث التي لا تزال تحارب الحكومة، مؤيديها حيث الكتلة الأكبر منهم في معسكرات النازحين، بمقاطعة الاستفتاء.
+ There are no comments
Add yours