إميل رحيموف يكشف صراع أرمينيا وأذربيجان وأبرز المذابح في تاريخها(2)

1 min read

حوار- أبوبكر أبوالمجد

لا نزال في حوار جامع مع المستشار الإعلامي والثقافي، لسفارة جمهورية أذربيجان بالقاهرة، وقبل تركه لمهمته بعد انتهاء مدته في مصر عائدًا إلى بلاده، وها هو يحدثنا عن أهم المحطات التاريخية والإنسانية التي لا يعرفها المسلمون عن هذه الدولة الإسلامية العريقة!

 

فقد واجهت أذربيجان وأرمينيا فترات من الصراع على مدار سنوات عديدة، وارتكبت أرمينيا العديد من المجازر في إقليم قاراباع الذي كانت تحتله قبل عام ونصف تقريبًا، وتتسلل عصابات مسلحة من أرمينيا نحو أذربيجان لتنفيذ عمليات عديدة، حيث تعيش البلدين حالة من الأرق خلال الفترة الأخيرة.

 

حدثنا عن أبرز هذه المجازر التي ارتكبها الأرمن؟

 

بعد الاضطرابات التي نفخ فيها الأرمن وأججوا نارها عام 1988م، انتهك السوفييت الأعلى لجمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفييتية انتهاكًا سافرًا لسيادة أذربيجان بتبني قرار متناقض مع الدستور بشأن إلحاق إقليم قراباغ الجبلية ذي الحكم الذاتي إلى جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفييتية في الأول من ديسمبر عام 1989م.

 

هذا الانحياز السوفييتي للأرمن أدى إلى زيادة الوضع توترًا في نهاية عام 1990 وأوائل عام 1991م، وتوسع نطاق العدوان الأرميني في إقليم قراباغ الجبلية ذي الحكم الذاتي ومناطق أذربيجان المتاخمة لأرمينيا.

 

ما هو نوعية العدوان الذي تعنيه؟

 

وقع العديد من ألوان الاعتداء حيث تعرضت قطارات الركاب السائرة بين موسكو وباكو، والسيارات الموجهة على الطريق بين تبيليسي وباكو، تبيليسي وأغدام، أغدام وشوشا، أغدام وخوجالي للاعتداءات الإرهابية، وسقط المئات من الأذربيجانيين، ولم يتم التصدي أو التحقيق السوفييتي في هذه الجرائم التي قام بها الانفصاليون الأرمن بمساعدة الوحدات المسلحة والآليات العسكرية المرسلة من أرمينيا، الأمر الذي أسفر عن اشتعال النزاع وتحوله إلى شبه حرب واسعة النطاق.

 

وابتداء من عام 1991م، ازدادت حدة التوتر في الجزء الجبلي لقراباغ، وخلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر لنفس العام قتل 29 شخصًا وجرح 105 آخرين في هجوم الوحدات المسلحة الأرمينية على قرية قاراداغلي لخوجاوند وقرية ميشالي بمحافظة عسكران، واستهداف الحافلات السائرة بين شوشا وجميللي، وبين أغدام وخوجاوند، ومن أغدام إلى قاراداغلي بطلقات نارية من قبل الميليشيات الأرمينية المسلحة.

 

وفي نهاية أكتوبر وخلال شهر نوفمبر عام 1991 أحرق الأرمن ودمروا ونهبوا أكثر من 30 منطقة سكنية في الجزء الجبلي لقراباغ، بما فيها قرانا الاستراتيجية الأهمية أمثال توغ وإمارة قروند، سيرخاوند، ميشالي، جميللي، أومودلو، قاراداغلي، كركيجاهان وغيرها.

 

وابتداء من أوائل عام 1992 سقطت المناطق السكنية الأخيرة المأهولة بالاذربيجانيين في قراباغ العليا في قبضة المحتل الأرميني.

وفي 12 فبراير استولت وحدات القوات المسلحة لأرمينيا على قريتي ماليبايلي وقوشجولار لشوشا، وسقط 118 مواطنًا (أطفال، نساء وعجائز) كأسرى في يدي جيش الاحتلال أثناء الهجوم المسلح على قرية قاراداغلي لمحافظة خوجاوند في الفترة من 13 إلى 17 فبراير، كذلك قُتِل هناك 33 أذربيجانيًا من قبل الأرمن رميًا بالرصاص ودُفنوا مع الجرحى الآخرين جماعيًا في بئر موجود هناك.

 

كذلك اغتيل 68 شخصًا من الأسرى وتم تحرير 50 أسيرًا بصعوبة كبيرة، كما توفي 18 شخصًا بعد وقت قليل من تحررهم بسبب جروح خطيرة أصابتهم خلال مدة احتجازهم.

 

هذا يعني أن المحتل الأرميني عامل الأسرى معاملة سيئة؟

 

لم تكن معاملة سيئة؛ بل يمكننا القول أنها معاملة وحشية وهمجية، فهناك حالات تم قطع رؤوسها، ودفنها أحياء، وخلع أسنان بعض الأسرى أثناء التعذيب، ومنع البعض الآخر من الطعام والماء، وقتلهم تحت التعذيب.

 

وفي قرية قاراداغلي قتل 4 أشخاص من كل أسرتين، وفقد 42 عائلة عائلها، وتيتم حوالي 140 طفلًا، ففي هذه القرية التي تعرض سكانها للإبادة الجماعية على يدي الأرمن قتل بشكل عام 91 مواطنًا أي واحد من كل عشرة من سكان للقرية!

 

فماذا عن مذبحة خوجالي؟

 

تتميز مدينة خوجالي بموقعها الاستراتيجي في منطقة قراباغ الجبلية وتعتبر حجر عثرة في طريق الأرمن لتنفيذ مخططهم التوسعي الامبريالي في أراضي أذربيجان، حيث تقع خوجالي على بعد 12 كم شمال شرق خانكندي، بين الطريقين البريين من أغدام إلى شوشا ومن عسكران إلى خانكندي.

 

ويزيد من أهمية خوجالي احتضانها لمطار جوي وحيد في قراباغ الجبلية وكان الهدف الرئيسي للقوات المسلحة الأرمينية هو السيطرة على الطريق البري الواصل بين عسكران وخانكندي عبر خوجالي واحتلال مطارها، إضافة إلى رغبة الأرمن المعتادة في طمس الآثار بهذه المدينة القديمة، إذ أن خوجالي امتازت دائمًا بآثارها التاريخية والثقافية كإحدى الأراضي القديمة في أذربيجان.

 

كانت خوجالي المأهولة حينذاك بالسكان الاذربيجانيين المتجاوز عددهم 7 آلاف نسمة أكبر وأقدم مسكن (مساحتها 926 كم مربع) وسط القرى المأهولة بالأرمن. ومن المعلوم أنه كانت توجد قرب خوجالي آثارًا تعكس ثقافة خوجالي-كاداباي التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسابع قبل الميلاد.

 

دمرت القوات المسلحة الأرمينية في هجومها على خوجالي بمساعدة الفوج الآلي برقم 366 التابع للجيش السوفييتي السابق في فبراير عام 1992 م آثار خوجالي النادرة في أذربيجان وكذلك في البشرية أيضا فضلا عن إبادة سكان خوجالي بمنتهى الوحشية.

 

قبل 4 أشهر من المأساة، أي بدء من نهاية أكتوبر عام 1991 كانت كل الطرق البرية المؤدية إلى مدينة خوجالي قد قطعت وكانت المدينة محاصرة تمامًا، كما قطعت الكهرباء الممددة إلى خوجالي منذ 2 يناير، وبذلك، تم عزل خوجالي عن باقي مناطق أذربيجان ما عدا المجال الجوي فقد بقي لبضعة شهور قبل أن ينقطع هو الآخر.

 

هذا التمهيد مكن لجيش الاحتلال الأرميني باحتلال المناطق السكنية الأخيرة في قراباغ التي كانت يقطنها الأذربيجانيون.

وليلة 26 فبراير عام 1992م قامت قوات الاحتلال الأرميني بمحاصرة مدينة خوجالي بدعم من 10 دبابات و16 ناقلة مدرعة للمشاة و9 ناقلة مدرعة قتالية للمشاة و180 ضابط متخصص وعدد كبير من أفراد الجنود من فوج المشاة الآلية المقاتلة رقم 366 التابع للتقسيم رقم 23 للجيش الـ 4 للاتحاد السوفييتي المرابط في مدينة خانكندي. وجعل الأرمن المدينة عاليها سافلها باقتحامها بأحدث الأسلحة.

 

وتم تدمير المدينة تمامًا وأحرقت مع قتل السكان قتلا همجيا. وكان معظم القتلى مقطوعي الرؤوس ومقلوعي الأعين ومسلوخي الجلود ومحروقين أحياء وسائر أنواع التشويه قبل القتل وبعده.

 

ونتيجة جريمة الإبادة الجماعية هذه، لقي 613 شخصا حتفهم منهم 63 طفلا و106 امرأة و70 شيخا حسب المعطيات الرسمية.

 

إضافة إلى أن 8 عائلات قتلت بالكامل، و56 شخصًا لقوا مصرعهم جراء التعذيب، و27 عائلة ما بقي لها عدا فردًا واحدًا، و 25 طفلا فقدوا كلا الأبوين، و130 طفلًا فقدوا أحد الأبوين، و230 أسرة فقدت أربابها، و487 شخصًا أصبحوا معاقين منهم 76 معاقًا من غير بالغي الرشد، و1275 ساكنًا أصبحوا أسرى، و1165 شخصًا تم تحريرهم من الأسر، و150 شخصًا لا علم لنا بمصيرهم حتى اليوم.

 

فكيف كان موقف المجتمع الدولي والدول الصديقة من هذه المجزرة؟

 

لم يتم إعادة فتح ملف هذه المجزرة إلا بعد عودة الزعيم العام للشعب الأذربيجاني حيدر علييف إلى السلطة السياسية عام 1993م وحينها لقيت الإبادة الجماعية الواقعة في خوجالي تقييمها السياسي والقانوني تحديدًا في فبراير عام 1994م من قبل المجلس الوطني الأذربيجاني.

 

كما أن الزعيم العام حيدر علييف أصدر في 26 مارس عام 1998م قرارًا جمهوريا خاصًا بشأن مناداة يوم 31 مارس بيوم مجزرة الأذربيجانيين بسبب تعرض الأذربيجانيين لعمليات الإبادة الجماعية حينا بعد حين عبر التاريخ.

 

وفي الوقت الحاضر تم فضح مرتكبي هذه الإبادة الجماعية واطلاع المجتمع الدولي عليها وبات اتجاهًا من الاتجاهات الرئيسية للسياسة الخارجية في أذربيجان.

 

كما أن الخطوات الملموسة المهمة ما برحت تتخذ في سبيل اطلاع العالم على مجزرة خوجالي ونشرها عبر العالم الدولي والتوصل إلى لقائها تقييما سياسيا قانونيا على الساحة الدولية.

 

ولقد شرفت بكتابة كتاب عن هذه المذبحة الرهيبة تخليدًا لذكراها المأساوية وتأكيدًا أن شعبنا لن ينسى الجريمة ولن يفرط في دماء ضحاياها.

 

كما أن مؤسسة حيدر علييف الخيرية خاصة رئيسها، سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو والإيسيسكو مهربان علييف تقوم بالعديد من الفعاليات من أجل إطلاع العالم على وقائع مجزرة خوجالي.

 

فقد أقامت المؤسسة بتنظيم معرض الصور الشمسية واللوحات الرسمية للأطفال باسم “ضحايا العدوان ” في بروكسل بمبادرة مؤسسة حيدر علييف الخيرية وأقامت كذلك حفلات تأبينية عامة في العديد من الولايات التركية وعلى رأسها اسطنبول، وكذلك تنظيم المؤتمر العلمي الدولي المعنون بـ “مجزرة خوجالي وحقائق أحداث 1915م” في برلين، وتم إحياء الذكرى الـ 20 لمجزرة خوجالي في أكثر من 100 منطقة بمختلف أنحاء العالم عام 2012م بمبادرة مؤسسة حيدر علييف الخيرية أيضَا.

 

وتعد منظمة التعاون الإسلامي إحدى أكبر المنظمات العالمية التي اعترفت بمذبحة خوجالي وبالإبادة الجماعية.

 

كما تم تبني بيان أبوظبي في الدورة الثالث عشرة لمجلس اتحاد مجالس الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في مدينة أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة في التاسع عشر من يناير عام 2011م، ذلك البيان الذي يدعو لاعتراف مأساة خوجالي “بالجريمة الجماعية المرتكبة ضد البشرية” لدعم الحملة الدولية “العدالة لخوجالي”.

 

وأعادت الدورة السابعة للدول الأعضاء لدى اتحاد مجالس الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بمدينة فلمبان الإندونيسية في الواحد والثلاثين من يناير عام 2012م تصديقَ دعمها مرة أخرى للحملة الدولية “العدالة لخوجالي”.

وأدرج كذلك بندٌ خاص بمبادرة المنتدى إلى القرار المتبنى باستمرار خلال السنوات الأخيرة باسم “عدوان جمهورية أرمينيا ضد جمهورية أذربيجان”. ويجب الذكر كذلك أن هذه الوثيقة من الوثائق المتخذة على الساحة الدولية بصدد هذا النزاع جاءت أول وثيقة قيّمت مأساة خوجالي سياسيًا وقانونيًا على مستوى واقعة الإبادة الجماعية، وإن أخذنا بعين الاعتبار أن اتحاد مجالس الدول الأعضاء لدى منظمة التعاون الإسلامي من كبريات المؤسسات الدولية البرلمانية التي تجمع في صفوفها ربع مجالس العالم، فمن الممكن أن نقيّم هذا القرار كوثيقة بالغة الأهمية في سبيل التوصل على الساحة الدولية إلى الاعتراف بمأساة خوجالي بجزء مركب من سياسة الإبادة الجماعية المنتهجة ضد الشعب الأذربيجاني من قبل القوميين الأرمن وجلب مرتكبي هذه الجريمة الحربية إلى المسؤولية القانونية.

 

إضافة لمنظمة التعاون الإسلامي اتخذت خطوة أولى نحو الاعتراف بمجزرة خوجالي في الولايات المتحدة الأمريكية في الخامس والعشرين من فبراير عام 2010م وفي ذلك اليوم، تبنى مجلس النواب لولاية ماساتشوستس قرارا بشأن الاعتراف بواقع ارتكاب المجزرة في خوجالي. وفي الحادي عشر من يونيو عام 2011م اعترفت ولاية تكساس الأمريكية بواقع ارتكاب الجريمة الكبيرة في خوجالي من قبل أرمينيا، حيث يدين القرار المتبنى من جانب مجلس النواب لولاية جورجيا برقم 535 تعرض الأهالي المسالمين لمدينة خوجالي الأذربيجانية للقتل العام من قبل قوات الاحتلال الأرميني.

 

واستمرارا لهذه العملية، تبنت ولاية نيو جرسي الأمريكية في الثالث والعشرين من فبراير عام 2012م وبعدها ولاية جورجيا قرارين بشأن مجزرة خوجالي. وتم اتخاذ القرار رقم 1594 باجتماع مجلس النواب للولاية نتيجة حملة نفذتها الجاليات الأذربيجانية والتركية. وفي الثالث والعشرين من مارس عام 2012م قامت ولاية أمريكية أخرى وهي ولاية من باتخاذ قرار بشأن الذكرى السنوي الـ 20 لمجزرة خوجالي في اجتماع مجلس النواب لها.

 

واتسعت حملة اطلاع مجزرة خوجالي على الساحة الدولية عام 2013م، حيث أن ولاية نيو مكسيكو الأمريكية تبنت قرارين بشأن الاعتراف بمجزرة خوجالي باجتماعي مجلس النواب أولا ثم مجلس الشيوخ في الثامن والعشرين من يناير. وبعد ذلك، تبنت مجلس النواب لولاية أركانساس في الثامن من فبراير ومجلس الشيوخ لها في الحادي عشر من فبراير وفي الخامس والعشرين من فبراير ولاية ميسيسبي قرارات بشأن مجزرة خوجالي.

 

ثم انضمت إليها ولايات أوكلاهوما في الرابع من مارس وإنديانا في الثامن من مارس وبنسلفانيا في الثامن عشر من مارس ذاته في اجتماع الجمعية العامة للولاية الأخيرة وفي مجلس النواب لولاية تنيسي وفي الثالث من أبريل بمجلس النواب لولاية وست فيرجينيا قرارات بشأن الذكرى السنوي الـ 21 لمجزرة خوجالي وفي الثالث من مايو اعترفت الجمعية العامة لولاية كونيكت كوت بمجزرة خوجالي.

 

واتخذ مجلس الشيوخ لولاية أريزونا في فبراير عام 2015م قرارا بشأن اعتراف أحداث خوجالي بواقع الإبادة الجماعية وفي شهر مارس نفس السنة وقع والي ولاية يوتا على وثيقة بالاعتراف بمجزرة خوجالي. وفي عام 2016م وقعت ولايات نبراسكا وهاواي ومونتانا وأيداهو الأمريكية على بيانات خاصة بشأن الاعتراف بمجزرة خوجالي وبلغ عدد الولايات الأمريكية المعترفة بمجزرة خوجالي 21 ولاية.

 

كما اتخذ مجلس النواب للكونغرس المكسيكي في العشرين من ديسمبر عام 2011م قرارا يدين بشدة احتلال أراضي أذربيجان من قبل قوات الاحتلال الأرميني خاصة ارتكابها الإبادة الجماعية في خوجالي.

 

وفي أول فبراير عام 2012م تبنى مجلس الشيوخ الباكستاني قرارا بشأن الاعتراف بمجزرة خوجالي. ويستنكر القرار الباكستاني على لسان لجنة العلاقات الخارجية الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل الأرمن ضد الأهالي المدنيين.

 

وفي صفوف بلدان أمريكا اللاتينية وصف مجلس الشيوخ الكولومبي عقب المكسيك الأحداث الواقعة في خوجالي بقرار اتخذه في 23 أبريل عام 2012م.

 

وزد عليه أن مجلس الشيوخ الأردني اتخذ بيانا بشأن مجزرة خوجالي في الثامن والعشرين من مايو وفي الثالث عشر من يونيو برلمان بيرو وفي الثلاثين من يونيو لجنة النواب للكونغرس الكولومبي اتخذت قرارات بشأن مجزرة خوجالي ونزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان.

 

وإثر هذا، تم تبني قرار رقم 4 بالجمعية الوطنية في باناما في الثلاث عشر من أغسطس العام نفسه بشأن “احتلال أراضي أذربيجان من قبل قوات الاحتلال الأرميني” وتستنكر الوثيقة الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل البلد المعتدي ضد الأذربيجانيين في خوجالي وتدعو حكومة جمهورية أرمينيا لمراعاة مطالب القرارات الأربعة المعلومة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بصدد النزاع المذكور.

 

كما اتخذ الكونغرس الوطني في هندوراس قرارا رقم 333-2013 في السابع عشر من يناير عام 2014م يعترف باحتلال أراضي أذربيجان ومجزرة خوجالي. وتم التصديق على هذا القرار الصادر عن الكونغرس الوطني الهندوراسي من جانب رئيس الكونغرس وأمنائه وأصبح ساري المفعول بصفة قانون هندوراسي بعد أن تم إدراجه في جريدة “ذي غازيتي” الجهاز الإعلامي الرسمي للبلد في الثالث عشر من فبراير 2014م عقب إبرامه من قبل رئيس هندوراس ووزير الخارجية للبلد.

 

وتصف الوثيقة المتخذة من جانب لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني السوداني في الواحد من سبتمبر عام 2014م القتل العام المرتكب من قبل قوات الاحتلال الأرميني ضد الأهالي الأذربيجانيين في مدينة خوجالي في شهر فبراير عام 1992م بواقع الإبادة الجماعية والجريمة ضد البشرية. وتدين الوثيقة قتل السكان المدنيين في خوجالي واعتداء أرمينيا على أذربيجان وتطالب معتمدا على القرارات الأربعة الـ 822 والـ 853 والـ 874 والـ 884 الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، بسحب قوات الاحتلال الأرميني سحبا فوريا وبالكامل وبدون قيد وشرط من أراضي أذربيجان المحتلة فضلا عن اعتراف الوثيقة المذكورة بحق ضحايا مجزرة خوجالي وذويهم في الحصول على تعويضات قانونية عادلة لما تعرضوا من الخسائر الأخلاقية والمادية.

 

واستمرارًا للفعاليات المتتالية الرامية إلى إعلام مجزرة خوجالي على الساحة الدولية بدون انقطاع إلى أن تم تبني وثائق سياسية بمناقشة القضية لدى مجالس البلدان الأوروبية أيضا.

 

وفي الثاني عشر من فبراير عام 2013م أصدر تكتل حزب الليبرالية الديمقراطية في البرلمان الروماني بيانا سياسيا باسم “نزاع قراباغ الجبلي”. وقرأ البيان السياسي من منصة البرلمان نائب التكتل المذكور لوجيان ميليتارو وأشار إلى ارتكاب القتل العام ضد الأذربيجانيين عمدا وبهمجية فظيعة بمدينة خوجالي الأذربيجانية محيطا البرلمان الروماني علما بضحايا المجزرة ونطاقها وشدد على ضرورة اعتراف المجتمع الدولي هذا الواقع التاريخي بصفة الجريمة ضد البشرية.

 

وأصبحت جمهورية التشيك أول دول من بين أعضاء الاتحاد الأوروبي التي استنكرت رسميًا القتل الأرميني العام لسكان خوجالي المسالمين واعترفت هذه المعاملات بالجريمة ضد البشرية.

 

واتخذت لجنة العلاقات الدولية لمجلس النواب للهيئة التشريعية العليا التشيكية في السابع من فبراير عام 2013م قرارا بالإجماع باسم “الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل وحدات الاحتلال الأرميني في مدينة خوجالي المحتلة الأذربيجانية بالقضاء على 613 ساكن مسالم اعزل قتلا همجيا “. وبهذا القرار صادقت التشيك مرة أخرى على أنها تعترف إقليم قراباغ الجبلي بجزء مركب من جمهورية أذربيجان وأرمينيا بدولة احتلت هذه الأراضي وارتكبت هذه الجريمة الكبيرة في خوجالي.

 

وتم بعد ذلك اتخاذ قرار باسم “الاعتراف بسيادة جمهورية أذربيجان وسلامة أراضيها والاحترام بها”، تلك الوثيقة الرسمية بشأن اعتداء أرمينيا على أذربيجان ومجزرة خوجالي وذلك من قبل الجمعية البرلمانية للبوسنة والهرسك في اجتماع مجلس الشعوب البرلماني المنعقد في السادس والعشرين من فبراير عام 2013م بالأغلبية المطلقة للأصوات.

 

ويؤكد قراران أخيران صدرا في 11 يناير عام 2017م عن اللجنتين الدائمتين البرلمانيتين للعلاقات الخارجية لدى الجمعية الوطنية لجمهورية جيبوتي وفي 2 فبراير 2017م عن الجمعية الوطنية لجمهورية باكستان الإسلامية على احتلال أراضي أذربيجان من قبل قوات الاحتلال الأرميني أيضا.

 

وتعترف الوثيقتان القتلَ العام المرتكب ضد المسالمين العزل بمدينة خوجالي الأذربيجانية من قبل قوات الاحتلال الأرميني في 26 فبراير عام 1992م بواقع الإبادة الجماعية والجريمة ضد البشرية وتطالبان بضرورة معاقبة المجرمين وفقا للقوانين الدولية.

 

كما تدعو الوثيقتان لتنفيذ مطالب القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة وكذلك سائر المنظمات الدولية بشأن سحب قوات الاحتلال الأرميني من الأراضي المحتلة الأذربيجانية بدون قيد وشرط وعلى الفور وبالكامل. كما تناشد الوثيقتان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لممارسة الضغط على أرمينيا كي تلتزم بمطالب هذه القرارات.

 

وبذلك، فإن الأعمال المنفذة من اجل إعلام مجزرة خوجالي والتوصل إلى تقييم سياسي لها قد أنتجت نتائج جادة على الساحة الدولية وتزداد هذه العملية توسعا ونفوذا وانتشارا.

 

ولا شك في أن كل هذا يعود إلى الأعمال المهمة التي تنفذها دولة أذربيجان ولها بالغ الأهمية من حيث اطلاع المجتمع العالمي على العدوان المسلح الأرمني ضد أذربيجان وشعبها.

 

فماذا عن موقف مصر من المذبحة كإحدى الدول الصديقة؟

 

مصر دولة صديقة فعلًا وتاريخها عريق ونحن في أذربيجان نعرف ونحب تاريخها ونقدر مكانتها في افريقيا والشرق الأوسط كله.

 

وبذكر مصر استحضر اجتماع القمة الإسلامية الثاني عشر الذي عقد في مدينة القاهرة في الفترة من السادس إلى السابع من فبراير عام 2013م بمشاركة رؤساء الدول والحكومات للبلدان الأعضاء لدى منظمة التعاون الإسلامي، الذي يعد أعلى هيئة للمنظمة، تم الاعتراف بمأساة خوجالي وبالإبادة الجماعية والجريمة المرتكبة ضد البشرية.

 

والحقيقة في مصر هناك العديد من المؤسسات البحثية والمثقفين والرموز يدعمون مساعينا لنيل حقوقنا المشروعة سواءً في استرداد أراضينا المحتلة من أرمينيا أو في معاقبة المجرمين وتعويض الأسر التي تضررت من الجرائم التي ارتكبها الأرمن في أبناء عوائلهم عمومًا وفي مذبحة خوجالي على وجه الخصوص.

 

فكيف هو الحال اليوم مع أرمينيا وما هو دور روسيا وتركيا؟

 

إن روسيا تلعب دورًا إيجابيًا في الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا، كما تفتح أذربيجان أبوابها للسلام مع جارتها أرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام معها بعد أن حررت أراضيها، وتوقف أرمينيا عن الأعمال الاستفزازية.

 

أما عن تركيا وقبلها روسيا وحتى إيران وجورجيا، فإن جميع هذه الدول تطمح في أن تعم المنطقة سلام آمن كي يتم الحفاظ على طرق التجارة، حيث أن أذربيجان دولة غنية بالغاز والنفط وغيرها من الموارد.

 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours