حرب شوارع بالعاصمة اليمنية بين أنصار صالح والحوثيين

1 min read

أجبرت المواجهات التي تجددت في صنعاء الأحد المدارس والمحلات التجارية على اغلاق ابوابها في حين يقول سكان ان التحالف الذي استمر ثلاثة أعوام بين قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين ينهار وان العاصمة تشهد "حرب شوارع".

وتدور اشتباكات في صنعاء منذ الأربعاء وسط مخاوف من ظهور جبهة جديدة في الحرب التي حصدت آلاف الأرواح وتسببت بأخطر أزمة إنسانية يشهدها العالم.

وفيما اعلن صالح استعداده لفتح "صفحة جديدة" مع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، اتهمه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بـ"الطعن في الظهر".

وعلقت وزارة التعليم الدراسة الأحد خوفا على الطلاب والمدرسين.

وأفاد شهود عيان الاحد ان القوات الموالية للرئيس السابق الذي احتفظ بنفوذه رغم تخليه عن السلطة منذ العام 2012، قطعت عددا من الطرقات وسط صنعاء وانتشرت بكثافة استعدادا لهجوم محتمل من الحوثيين. وحاول أنصار الرئيس السابق مجددا السيطرة على حي الجراف، معقل الحوثيين المدعومين من ايران، فيما عزز المتمردون مواقعهم باستخدام عشرات المركبات المزودة رشاشات.

وقال سكان ان الحوثيين جلبوا تعزيزات من معاقلهم الشمالية ونشروها في جنوب صنعاء.

وقالت مصادر قوات صالح ان الحوثيين سيطروا على منزل وزير الداخلية المعين المقرب من صالح محمد عبدالله الوقصي وقتلوا ثلاثة من حراسه واعتقلوا آخرين.

وأضافت ان الحوثيين قتلوا الزعيم القبلي محمد الزرقا المقرب من صالح في محافظة عمران شمال العاصمة

ضحايا

بلغت حصيلة القتلى وفق المصادر المختلفة في العاصمة والمطار نحو ستين قتيلا، فيما ذكر شهود عيان أن بعض الجثث التي خلفتها مواجهات الأيام القليلة الماضية لا تزال ملقاة في الشوارع.

وأفاد سكان عدة أحياء أنهم لزموا منازلهم تفاديا للقناصة والقصف في وقت اندلعت اشتباكات في محيط الوزارات الرئيسية حيث كان الجانبان يتعاونان قبل أيام فقط.

وقال إياد عثماني (33 عاما) أنه لم يغادر منزله منذ ثلاثة أيام بسبب الاشتباكات والتوتر.

وأما محمد عبدالله، وهو موظف في القطاع الخاص، فقال إن المسلحين قطعوا الشارع حيث مقر سكنه مؤكدا أنه بقي في المنزل تجنبا للمرور على نقاط التفتيش.

ووفقا لناشط محلي يعمل مع منظمة الهجرة الدولية "تتحول صنعاء إلى مدينة أشباح. هناك حرب شوارع والناس يختبئون في منازلهم".

وحذر من أنه "في حال استمرت المواجهة، فستعزل العديد من العائلات" في منازلها.

وانفرط خلال الأيام الأخيرة التحالف بين المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014 وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل نحو 60 مقاتلا في مواجهات بين الطرفين في أنحاء العاصمة، بما في ذلك المطار الدولي.

التحالف 

ويوم السبت، توجه صالح إلى التحالف الذي تقوده السعودية ويتدخل عسكريا ضد القوات الموالية له والحوثيين، قائلا "أدعو الاشقاء في دول الجوار والمتحالفين ان يوقفوا عدوانهم وان يرفعوا الحصار وان يفتحوا المطارات (…) وسنفتح معهم صفحة جديدة".

وفرض التحالف حصارا مشددا على مطار صنعاء والموانئ التي يسيطر عليها المتمردون منذ أن أطلق الحوثيون الشهر الماضي صاروخا اعترضته القوات السعودية قرب مطار الرياض.

وأثارت تصريحات صالح غضب الحوثيين. ووصف الحوثي في خطاب مساء السبت موقف صالح بأنه "خيانة كبيرة للوطن" واعتبره "انقلابا على الشراكة".

أما التحالف العسكري، فرحب بتصريحات صالح معتبرا أن موقفه سيخلص اليمن "من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (…) التابعة لإيران"، في اشارة إلى الحوثيين.

واشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي تلعب بلاده دورا بارزا في التحالف، ب"انتفاضة صنعاء" معتبرا انها ستعيد "شعب اليمن الى محيطه العربي الطبيعي".

ميدانيا، شن التحالف غارات فجر الأحد استهدفت مواقع للحوثيين في التلال الواقعة في جنوب صنعاء فيما لم يتضح إن كانت العمليات تهدف إلى دعم قوات صالح.

ولم يتسن لوكالة فرانس برس الحصول بعد على تعليق من الناطق باسم التحالف.

نفي إماراتي 

وفي سياق متصل، نفت الإمارات أن يكون المتمردون الحوثيون أطلقوا صاروخا من اليمن بلغ مجالها الجوي أو شكل تهديدا لمشروع مفاعل نووي سيفتتح العام المقبل.

وأعلن المتمردون الحوثيون عبر قناتهم "المسيرة" الأحد أنهم استهدفوا مفاعل براكة الذي وصفوه بأنه "هدف استراتيجي" في أبوظبي بصاروخ من طراز "كروز".

وأكدت الهيئة الوطنية الإماراتية لإدارة الطوارئ والأزمات أن الدولة "تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع".

وصدر الإعلان بعدما توعد الحوثيون بأن "تدفع عواصم العدوان ثمنا باهظاً"، في إشارة إلى دول التحالف.

أسفرت الحرب اليمنية عن مقتل أكثر من 8750 شخصا منذ تدخلت السعودية في 26 اذار/مارس والدول الحليفة لها لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في حربها ضد المتمردين.

وتواجه البلاد حاليا ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

حكم صالح اليمن طيلة 33 عاما قبل ان يضطر إلى نقل السلطة إلى هادي الذي كان نائبه آنذاك في 2012 بعد حراك شعبي. وخاض ست حملات عسكرية ضد الحوثيين، وهم اقلية زيدية يعيش معظم أفرادها في شمال اليمن.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours