“فتة الرقاق” زينة اللحوم على موائد “الأضحى” بمصر

0 min read

ليس فقط اللحوم، قبلة للمصريين في عيد الأضحى، فكثير من الأسر لا تمتلك سعر أضحية تلتف حول مراسم ذبحها، غير أنها لديها عادات أخرى كفيلة بتزيين موائدها في تلك الأيام، ومن بينها إعداد وجبتي “الفتة” و”الرقاق”.

“الفتة والرقاق”، وفق السيدة المصرية “سعدية حجاج”، ذات الستين عامًا، وجبتان رئيستان على مائدة أيام عيد الأضحى وخاصة اليوم الأول، في أي بيت مصري، ولا يمكن التخلي عنهما بجانب اللحوم.

و”الفتة” عبارة عن خبز يقطع إلى فتات صغيرة يكسوها الأرز ومرق اللحم، والصلصة الحمراء أحيانًا، بينما “الرقاق”، عبارة عن رقائق مصنوعة من دقيق القمح، تُطَّعم بمرق اللحم أيضًا وأحيانًا تحشى بلحم مفروم، حسب العادات والطرق المتبعة.

“عادة سنوية” توصف بها “حجاج”، أول مراسم صناعتها المنزلية لـ”الرقاق” ولوجبة “الفتة”، بمنزلها في منطقة القناطر الخيرية، شمالي القاهرة.

وتلك العادة وفق تقارير ومراجع تاريخية تعود لأزمنة قديمة بمصر، حيث الفراعنة والعصر الفاطمي (909 – 1171م )، وما تزال مستمرة في البيوت المصرية لاسيما في عيد الأضحى.

تبدأ “سعدية حجاج”، في صناعة الرقاق، وسط أسرتها، حيث تضع دقيقًا في إناء، وتبدأ بخلطه بالسمن والماء حتى يصبح عجينًا، ثم تبدأ بتقطيع العجينة لكرات صغيرة، وتقوم بفرد كل كرة على حدة بخشبة طويلة وسميكة حتى تصبح العجينة رقيقة، ويتم وضعها بأشكال مستطيلة أو دائرية في صاج بفرن منزلي لدقائق معدودة.

وبينما تستمر “حجاج” في عملية تسوية الرقائق بنار هادئة، تقوم فتاة ثلاثينية العمر، تساعدها في إعداد وجبة العيد بالإسراع إلى مطبخ مجاور لغرفة إعداد الرقائق لتبدأ عملية الغسل والطهي للحم حتى تجهزه وتعد مرقًا منه بكميات مناسبة.

وتقول “حجاج” بلغتها العامية البسيطة وتمتلئ عينها بفرحة العيد: “الرقاق لابد نأكله أول يوم العيد زيه (مثله) زي (مثل) الفتة، ولا يمكن العيد يمر إلا بالعادة (تقصد الفتة والرقاق) دي (هذه)”.

وأطفال من حولها يتابعون عملية الإعداد لوجبات العيد، تضيف حجاج: “في سفرة أول يوم عيد، تجد اللحمة علي الفتة والرقاق، وأسر متجمعة على الأصناف الثلاثة دي (هذه)”.

وتستطرد “فيه (هناك) أذواق في عمل الفتة والرقاق (..) كله حسب ما اتعود (اعتاد)”، في إشارة لبعض الناس التي تزين الفتة بالأرز، سواء بالصلصة واللحم والمرقة أو الخل والثوم والمرقة واللحم، بخلاف الرقاق الذي يحبه البعض أن يحشوه بلحم مفروم، أو يُزين بالمرقة واللحوم والخضروات.

ساعة على الأقل لإعداد تلك الوجبات الثلاثة الفتة والرقاق واللحوم، إن كان الرقاق جاهزًا من قبل أول أيام العيد، أو 3 ساعات لإتمام الرقاق وتجهيز الوجبات الثلاثة على أول موائد عيد الأضحى بمصر، تتحدث “حجاج”.

“حجاج” من الأسر المصرية التي تعد الرقاق في منزلها، بشراء الدقيق بشكل مسبق، وترى تجميع الأسر حولها أثناء إعدادها “شيئا يسعد”، بينما تحرص أسر مصرية أخرى على شرائه من وجبات الحلوى والمخابز الأهلية، توفيرا للوقت وللجهد.

وما أن تنتهي مراسم إعداد الوجبات الرئيسية على مائدة أول أيام العيد، حتى تلتف الأسر لتلتهم عادتها السنوية التي يقبل عليها الغني والفقير عادة.

وعلى مدار اليومين الماضيين، عرض أكثر من برنامج متلفز معني بإعداد الأكلات في محطات مصرية خاصة، طريقة عمل الرقاق والفتة بطرق مختلفة للمشاهدين، بخلاف إعداد وجبات اللحوم، أيضا.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours