في ندوة معهد التنمية السياسية (الأمن والتحديات السياسية في دول الخليج العربي)..التأكيد على أهمية دور الاعلام في مواجهة التدخلات الايرانية

0 min read

نظم معهد التنمية السياسية مساء أمس الأحد، ندوة بعنوان (الأمن والتحديات السياسية في دول الخليج)، وذلك في اطار دور المعهد التثقيفي من خلال نشر الوعي السياسي في المجتمع البحريني، تحدث خلالها كل من الدكتور عبدالله المدني من مملكة البحرين، أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الآسيوي، والدكتور فهد الشليمي دولة الكويت، خبير أمني واستراتيجي ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، وأدار الندوة الاعلامية والكاتبة الصحفية سوسن الشاعر.

وقد شهدت الندوة حضورًا جماهيريًا مكثفًا على رأسهم علي بن محمد الرميحي وزير شئون الإعلام ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية، وعددًا من أعضاء مجلسي النواب والشورى والخبراء السياسيين من مملكة البحرين والدول العربية.

وفي مستهل الندوة أكد الدكتور عبد الله المدني، أنّ دول الخليج تواجه عددًا من التحديات تتلخص في بناء دولة المؤسسات والقانون الحديثة والمستنيرة، وضرورة تطبيق القانون بصرامة وحزم ضد كل من يتجرأ على هيبة الدولة ويسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها، موضحًا أنّ هذا الأمر سيواجه من قبل الخارج باستخدام فزاعة ملف حقوق الإنسان المسيسة، ويجب من دول الخليج الرد عن طريق الإعلام لتوضيح الصورة الحقيقية عما يدور بالفعل في بلادنا.

وأوضح المدني انه ليس هناك مساومة على حماية أمن الوطن، مضيفا انه اذا كنا نريد بالفعل تحقيق الرخاء لشعوبنا والمحافظة على أمن دولنا فيجب علينا تطبيق القانون.

واعتبر استاذ العلاقات الدولية أن من ضمن التحديات التي تواجه دول الخليج العربي أيضًا مسألة تعزيز الهوية الوطنية والانتماء الوطني، وجعل الانتماء للوطن قبل الانتماء للدين والمذهب والعشيرة، مستشهدًا بالنموذج الهندي الملئ بالأديان والأعراق؛ ولكن في النهاية استطاعت الهند أن تجعل ولاء شعبها للوطن أولا.

وتابع قائلًا: “من ضمن الأمور التي يجب أن نواجه بها التحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا هو إحداث ثورة في المناهج التعليمية وتطوير البحث العلمي، مشيرًا إلى أنّ من ضمن التحديات أيضًا هو عدم الشفافية والوضوح في علاقات الدول الغربية الكبرى مع دول الخليج، مطالبًا بضرورة أن تكون العلاقة أكثر وضوحًا وشفافية ورفض المراوغات في التعامل مع قضايا مصيرية تهم أمن واستقرار منطقتنا، وأن يتم اقامة منظومة أمنية عربية موحدة في مواجهة أي تهديد خارجي”.

واعتبر المدني أن أبرز الأمور التي ستكون حائط صد أمام التحديات التي تواجه المنطقة، هو الانتقال إلى الوحدة الخليجية والتحول إلى الهوية الخليجية لكل شعوبنا، مع أهمية تنويع مصادر الدخل القومي بطريقة توفر فرص عمل وخفض معدلات البطالة التي قد تكون سبب تستغله الجماعات المتطرفة لتجنيد الشباب.

بدوره تطرق الدكتور فهد الشليمي إلى أهمية الأمن في حديثه، لافتًا إلى أنّه إذا فُقد الأمن فُقدت معه الديمقراطية والحرية والرخاء، وبالتالي هو أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدول، موضحًا أنّ خسائر المنطقة من الإرهاب بلغت نحو 200 مليار دولار، مضيفًا أنّ الوضع الحالي يتطلب الوحدة الوطنية لمواجهة التهديدات التي تواجه المنطقة، مشيرًا في ذلك إلى أنّ التهديدات العالمية تتمثل في ندرة المياه والتصحر ومواجهة الفقر، وأن 37% من الشعوب الإسلامية تعيش تحت خط الفقر، أي أن قرابة نصف مليار مسلم يعيشون بـ 2.3 دولار في اليوم.

وبيّن أن دول مجلس التعاون أثبتت وقوفها بجانب الدول العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أنّ أكبر تبرعات ومشروعات كانت من دول الخليج، قائلًا: “إننا كشعوب خليجية يجب أن نفخر بأنفسنا، فقد قدمنا العديد من التضحيات والمساعدات، كما قدمنا شهداء لنا عبر التاريخ فداء للأمتين العربية والإسلامية”.

وأوضح الشليمي، أنّ الإرهاب أصبح مشكلة عالمية وأحد التحديات التي تواجه دولنا، مُعددًا باقي التحديات التي يراها تهدد أمن واستقرار دول المنطقة ومنها انتشار أسلحة الدمار الشامل، ضاربًا اسرائيل مثالًا للدول التي تمتلك تلك الأسلحة.

وشدّد على أنّ من أهم وأبرز التهديدات التي تواجهنا هو التدخل الإيراني في الشئون الداخلية لدول الخليج العربي، مبينًا “أن إيران لا تحارب مباشرة وإنما تقود حربًا بالوكالة على دول المنطقة تستخدم فيها أبناءنا لحربنا”.

وفرّق الخبير الأمني والاستراتيجي بين الشعب الإيراني وبين الملالي، قائلًا: إنّ “هؤلاء الملالي هُم من يقومون بتسخين النعرات العرقية والطائفية بين أبناء الشعب الخليجي”.

وأوضح أنّ إيران تحارب دول الخليج بأهم الأسلحة الموجودة حاليًا وهو الإعلام، لافتًا إلى أن هناك 52 قناة ناطقة باللغة العربية موجهة بشكل دائم ومستمر على دول الخليج فقط، مضيفًا انّ هناك ميزانيات ضخمة تخصصها إيران لتلك القنوات.

وطالب الشليمي بضرورة أن تقوم دول الخليج بإظهار نقاط الضعف في دولة الملالي، مشيدًا بالتحرك السعودي في هذا الاتجاه، والعمل على إظهار المعاناة التي يعاني منها الشعب الإيراني.

وأكد على أهمية أن تقوم الشعوب الخليجية بالوقوف خلف قياداتهم والشد على أيديهم، كما أكد على أهمية إسعاد القادة لشعوبهم وتحقيق الأمن لهم.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours