مفاجأة.. الاحتلال يزعم أنه بريء من دم شيرين أبو عاقلة

1 min read

كما جرت العادة، نفى الاحتلال الاسرائيلي أي مسؤولية له عن دماء مراسلة الجزيرة، الفلسطينية، شيرين أبو عاقلة! وزعم أنه يملك فيديو يشير إلى احتفال فلسطينيين بقتل جندي اسرائيلي، وكانوا يقصدون الإعلامية!

ووثقت كاميرتان اللحظات الأخيرة قبيل مقتل الصحفية بقناة الجزيرة القطرية، شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها لاشتباكات في مدينة جنين بالضفة الغربية، حيث ترجح السلطات الإسرائيلية مقتلها على يد “فلسطينيين مسلحين”، بينما تؤكد السلطات الفلسطينية مقتلها برصاص الجيش الإسرائيلي.

ويظهر في فيديو نشرته رويترز، نقلا عن قناة الجزيرة، شخص يبدو أنه من طاقم عمل أبو عاقلة، وهو يطلب حضور الإسعاف بعدما تعالت أصوات رصاص عشوائي. وتظهر الكاميرا مراسلة صحفية وهي تحتمي من الطلقات العشوائية، بينما كانت شيرين على الأرض بجوار شجرة.

وكان الصحفي، علي السمودي، الذي يعمل أيضا في قناة “الجزيرة” وأصيب خلال الاشتباكات، قال للأسوشيتدبرس إنهما كانا ضمن مجموعة من سبعة صحفيين توجهوا لتغطية المداهمة صباح الأربعاء.

وأضاف أنهم كانوا جميعا يرتدون ملابس واقية تشير بوضوح إلى أنهم صحفيون، ومروا بجوار القوات الإسرائيلية حتى يراهم الجنود ويعرفون أنهم هناك.

وتابع السمودي الذي أصيب برصاصة في أعلى الظهر: “كنا في طريقنا لتصوير عملية الجيش. فجأة أطلقوا علينا النار، لم يطلبوا منا أن نخرج، لم يطلبوا منا التوقف، أطلقوا النار علينا”.

وأوضح أن الطلقة الأولى أخطأتهم، ثم أصابته الثانية، وقتلت الثالثة شيرين، مؤكدا أنه لم يكن هناك مسلحون أو مدنيون آخرون في المنطقة – إذ لم يتواجد سوى المراسلون والجيش.

كما نقلت فرانس برس عن السمودي قوله: “لم تكن هناك أي مقاومة، ولو كان هناك مقاومون لما كنا ذهبنا إلى هذه المنطقة”.

وفي المشاهد التالية بالفيديو الذي نشرته رويترز، نقلا عن الجزيرة، يمكن سماع صوت شخص مجهول يوجه نداء لصحفيين آخرين بعدم الحركة تجنباً للرصاصات الطائشة، ثم يظهر أحدهم ليساعد المراسلة الصحفية على مغادرة الموقع، ويرفع جثة شيرين أبو عاقلة ويضعها داخل سيارة خاصة بالتعاون مع عدد من الأشخاص.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قالت إن أبو عاقلة أصيبت بطلق ناري في الرأس، قبيل دقائق من إعلان مقتلها.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مدير المعهد العدلي في جامعة النجاح الوطنية، ريان العلي، قوله إن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة “كانت قاتلة مباشرة”.

وأثار مقتل أبو عاقلة ردود فعل دولية وعربية، حيث طالب السفير الأمريكي في إسرائيل، توم نيدز، بإجراء تحقيق شامل في ملابسات مقتلها وإصابة صحفي آخر.

فيديو الرواية الإسرائيلية

وفي المقابل، نشر مسؤولون إسرائيليون مقاطع مسجلة لمسلحين فلسطينيين يتفاخرون بأنهم قتلوا جنديا، لكن لم يصب أي إسرائيلي في الحادث، مما يشير إلى أنهم أطلقوا النار على صحفيين، حسبما نقلت فرانس برس.

وتحدث أحد المسلحين في الفيديو، الذي نشره كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على تويتر، عن إصابة جندي إسرائيلي بإطلاق الرصاص، مضيفا أن الجندي ملقى على الأرض، ليرد عليه شخص آخر، متسائلا: “لماذا أطلقوا النار عليه؟”.

وذكرت إسرائيل أنها اقترحت إجراء “تحقيق طب شرعي مشترك” مع السلطة الفلسطينية التي رفضت العرض.

بينما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ: “ننفي ما أعلنه رئيس حكومة إسرائيل عن طلبهم إجراء تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة”.

ورجح بينيت أن تكون نيران “فلسطينيين مسلحين” هي المسؤولة عن مقتل أبو عاقلة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: “خلال العملية الوقائية في المخيم، أطلق العشرات من المسلحين الفلسطينيين النار وألقوا مواد متفجرة في اتجاه قواتنا مهددين حياتهم”. “ورد الجنود بإطلاق النار”، بحسب البيان.

وعلق أدرعي، على الفيديو الذي نشره عبر حسابه بتويتر، قائلاً: “إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين فلسطينيين اليوم في مخيم جنين، والذي أسفر حسب التقديرات الأولية عن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة”.

وتابع قائلا:” تفاخروا بمقتل جندي وهذا ما ننفيه”، متسائلا: “هل الجندي الذي تحدثوا عنه هو الصحفية أبو عاقلة؟”.

وأضاف أدرعي، “عرضنا إجراء تحقيق وتشريح مشترك للجثة، ولم يلق أذانا صاغية، لماذا؟”.

 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب