سمير زعقوق كاتب صحفي وباحث متخصص في الشئون الباكستانية والهندية
في أحد التعليقات على موضوع عن منظمة عسكر طيبة خرجت علينا “نانسي الأمورة الخطيرة” هكذا كتبت اسمها على التعليق .
وطرحت الإرهابية” نانسي الأمورة الخطيرة ” سؤالاً : كم عدد الإرهابيين في باكستان؟ وتتبع السؤال بالإجابة مباشرة : أعتقد أن جميعهم إرهابيين ما عدا قلة قليلة! .
وتعرض الحل للخلاص من هؤلاء الإرهابيين (المسلمين) ، فتقول :” ترمي عليهم الهند قنبلة نووية بعد عزل المسالمين”.
هكذا بكل سهولة ويسر تقوم الهند بقتلهم بقنبلة نووية ، وينتهي الأمر .
ومما يؤسف له أن التعليق لم يكن على موضوع في موقع إلكتروني هندي أو صهيوني لكنه على موقع العربية نت ، وتم تمريره من باب حرية الرأي!
والسؤال ، الذي أطرحه أنا ، هل حرية الرأي تقتضي القضاء على أهل دين في دولة لمجرد أن هذه الدولة بها بعض المتشددين لدينهم؟
إن كان الأمر كذلك فالهند هي أول دولة ينبغي تطبيق حل “نانسي” الإرهابية عليها بقنبلة نووية بعد إخراج المسالمين منها ، حسب رؤية وفكر المُعلقة التي تم تمرير تعليقها ؛ لأنه على هوى القائمين على الموقع الإلكتروني ناشر التعليق.
سؤال آخر : لماذا باكستان دولة إرهابية؟
الإجابة لن تكلفنا عناءً، فهي متداولة في فكر أجهزة المخابرات الأمريكية والهندية والصهيونية، ومن كان ذيلا ذليلا لهذه الدول وأجهزتها الاستخباراتية.
– فباكستان دولة الإرهابيين ؛ لأن أغلب سكانها من المسلمين السنة ، والمسالمين هم من الطوائف والديانات الأخرى.
– وباكستان دولة الإرهابيين ؛ لأنها تتمسك بحقها في تحرير كشمير طبقـًا لقرارات الأمم المتحدة التي مر عليها أكثر من ستين عامًا ، والتي تقضي بحق شعب كشمير في تقرير مصيره بالاستقلال أو الانضمام إلى باكستان أو الهند .
إلا أن الأخيرة ترفض ذلك لعلمها سلفـًا أن شعب كشمير يحلم باليوم الذي يعود فيه إلى باكستان طبقـًا لقرار تقسيم شبه القارة الهندية الذي مر عليه نيف وستين عامًا.
– باكستان دولة الإرهابيين ؛ لأنها تدعم إخوان لها في الدين – هم أهل كشمير – لنيل حقهم في تقرير مصيرهم.
– باكستان دولة الإرهابيين؛ لأنها آوت جماعة الدعوة التي قامت بدور بارز في إغاثة متضرري زلزال 2005 الذي ضرب كشمير ، وأثنت على جهدها ، حينئذ ، الولايات المتحدة الأمريكية.
التي تراجعت فيما بعد ووضعتها على القائمة السوداء؛ بحجة أنها تدعم المجاهدين في كشمير من خلال جناحها العسكري (عسكر طيبة).
– باكستان دولة الإرهابيين؛ لأن محاكمها برأت البروفسور حافظ محمد سعيد، رئيس جماعة الدعوة في باكستان، والذي عمل أستاذًا للدراسات الإسلامية في جامعة الهندسة والتكنولوجيا في لاهور.
وهو رجل مرح تعلو وجهه ابتسامة هادئة، يرتدي قبعة تركية على رأسه لا يغيرها وقميص شلوار (الزي التقليدي الباكستاني) وهو يميل إلى الشرق في الملبس والعادات وهو ودود ولين الجانب لأولئك الذين ينصتون إليه باهتمام.
طبعا الرجل بطبيعة الحال عدو الهند التي تسعى للخلاص منه بأي طريقة فقد كان له شرف قتل 14ألف و369 جنديًا هنديًا محتلا خلال السنوات الماضية.
وهم من الجنود الهندوس الذين يحتلون ولاية كشمير يقتِّلون أبناءها ويغتصبون نساءها ويدمرون قراها ومدنها وهو ما أكدته تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية (عدد القوات الهندوسية في كشمير 800 ألف جندي).
ويشرف الشيخ حافظ بأن ابنه الوحيد طلحة، الذي يبلغ من العمر 33 عامًا يعنى بالإشراف على معسكر «عسكر طيبة» في مظفر أباد.
ولمن لا يعرف عسكر طيبة ، فإن مهمتها الرئيسية هي مقاومة الاحتلال الهندوسي في كشمير، وليس لها عمليات خارج كشمير كما تدعي الهند، وليس لها علاقة بتفجيرات بومباي في نوفمبر 2008.
– باكستان دولة الإرهابيين؛ لأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تحدت العالم وامتلكت سلاحًا نوويًا رادعًا ، يسعى ثالوث الشر أمريكا والهند وإسرائيل إلى تفكيكه.
هذا فضلا عن أن إيران هي الأخرى تشترط لوقف تخصيب اليورانيوم أن يتم تفكيك السلاح النووي الباكستاني!!
– باكستان دولة الإرهابيين؛ لأنها ساعدت المجاهدين في أفغانستان للخلاص من الاحتلال الروسي.
الهند .. دولة المسالمين!
على الجانب الآخر من الصورة تبدو الهند من وجهة نظر الغرب واجهزة استخباراته والموالين لها دولة علمانية مدنية متقدمة، وهي دولة المسالمين، ومسألة التطرف والإرهاب فيها تأتي من قلة هندوسية يصل تعدادها إلى 800 مليون هندوسي تقريبًا!
إرهابهم موجه في الأساس للمسلمين ، ثم الديانات الأخرى ، ومن هنا لا تُحظر تنظيماتهم ولا يضعون على القوائم السوداء الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية.
– الهند .. دولة المسالمين !
لأنها تهتم بالمسلمين بدليل أن وضعهم أصبح مزريا. ففي المناطق الريفية هناك 29% من المسلمين يحصلون على أقل من 6 دولارات شهريا مقارنة بـ 26 % لغير المسلمين.
وفي المدن فإن الفجوة تزداد حيث تصل نسبة من يحصلون على أقل من 6 دولارات يوميا إلى 40% بين المسلمين، مقابل 22% بين غير المسلمين.
– الهند .. دولة المسالمين!
لأن المسلمين العاملين في قطاع الخدمات العامة 7% من عدد العاملين مقابل 17% لغير المسلمين. و5% في مجال النقل و4% في حقل البنوك وهناك 29 ألف مسلم فقط في الجيش الهندي، البالغ عدده 1.3 مليون عسكري.
– الهند .. دولة المسالمين!
لأنها تنتهك حقوق مسلميها فما يحدث للمسلمين في الهند يدفع المتابع إلى إقرار أن ما يتعرض له المسلمون الهنود هو مخطط تم إعداده بعناية فائقة ، ولا أدل على ذلك من تعرض المسلمين دوما للعقاب الجماعي.
ففي كل مرة تقع حادثة تفجير إرهابية يقبض على مسلمين ويُتَّهمون ، وهناك عشرات الآلاف من النماذج تؤكد أن قوات الشرطة تعتبر المسلمين ليسوا أكثر من مجرمين أو إرهابيين.
واعتبرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية في عددها الصادر يوم السبت 21 فبراير 2010 أن مصطلح “العقاب الجماعي” المصطلح الأنسب لوصف ما يتعرض له مسلمو الهند من انتهاكات ، وتمييز مع كل حادثة عنف توصف بـ”الإرهابية” تقع في البلاد؛ حيث يفرض عليهم المجتمع ذو الغالبية الهندوسية “الشعور بالذنب ، وتتفاقم ضدهم الممارسات المهينة”.
– الهند .. دولة المسالمين!
ففيها تعرض المسلمون لمذابح وفظائع من قبل الهندوس بدأت منذ عام 1947م (تقول بعض التقديرات إنه قُتِل خلال ستة أسابيع – من بداية أغسطس حتى سبتمبر 1947م – ما لا يقل عن مائة ألف مسلم)، وبلغت ذروتها الأولى في مذابح أحمد أباد عام 1969م.
وقد شهد على هذه المذابح شاهد من أهلها فقد قدم البروفيسور سانتيماي راي عضو مجلس الوحدة الوطني في الهند تقريرًا عن المذبحة بعد زيارة إلى أحمد أباد إلى رئيس الوزراء – وقئذ – قال فيه “لقد قُتل على الأقل أربعة آلاف شخص في هذه الحوادث، واستقبل المستشفى في أحمد أباد أيام 19 و20 و21 سبتمبر 2048 جريحًا.
وبعد هذا التاريخ أصبحت الجثث تُنقل إلى المقابر وتم وضعها في حُفرة كبيرة تم ردمها. وبلغت المذابح ذروتها الثانية في النصف الأول من التسعينيات الذي شهد تدمير المسجد البابري عام 1992م ومسجد شرار شريف عام 1995م.
والمتأمل في تاريخ بداية اضطهاد المسلمين في الهند يجده موافقـًا لحدثين كبيرين أولهما انفصال باكستان عن الهند، والثاني كان تصاعد اعتناق المنبوذين للإسلام خلال عقدي الثلاثينات والأربعينات.
– الهند .. دولة المسالمين!
فقد بدأت القرن الحادي والعشرين بمذبحة جوجارات التي وقعت عام 2002 وراح ضحيتها قرابة 3000 مسلم على أيدي الهندوس المتعصبين المدعومين من مسئولين كبار في حزب بهارتيا جاناتا الحاكم – وقتها – والتي وصفها الصحفي الهندي الشهير خشوانت سينج – سيخي الديانة – بالهولوكوست، مؤكدًا أنها تمثل مفترق طرق في تاريخ الهند.
وأشار في مقدمة كتابه “”The End of India (نهاية الهند) إلى أن التعصب الهندوسي وأجندته الفاشية هو ما سيقود الهند إلى الهاوية. وقد لا تكون باكستان أو أي قوة خارجية هي التي ستدمر الهند، بل يمكن أن تدمر الهند نفسها بنفسها.
وتناول خشوانت مذبحة جوجارات الشهيرة عام 2002 كدليل بارز وحديث يشير إلى مستوى ما وصل إليه التعصب الهندوسي من عداء تجاه بقية الديانات الأخرى وأتباعها ولا سيما المسلمين.
في حين يشير إلى أدلة متعددة توضح طبيعة التخطيط المسبق للمذبحة من قبل الزعيم الهندوسي المتطرف كريشنا لال أدفاني ومناصريه.
– الهند .. دولة المسالمين!
لأنها تؤوي” مسالمين” تقول بروتوكولاتهم:
* عند القيام بأعمال شغب ضد المسلمين أقيموها بعيدًا عن مساكنكم حتى لا يتم التعرف عليكم.
* لا تحاولوا أبداً القتال من الأمام ، قاتلوا دوماً من الخلف.
* اعملوا قدر طاقتكم على إغراق أصدقائكم وزملائكم من المسلمين في إدمان الكحوليات والمخدرات والنساء ، ولا تعطوهم الفرصة ليفكروا بنا أبدًا.
* كونوا على صلة حميمة جدًا بالمسلمين لتتمكنوا من تفريق وحدتهم.
* تحت أي ظرف من الظروف، لا تعطوا الشرطة الفرصة لضبط أسلحتكم.
* عند العمل لدى أو مع المسلمين اجعلوا الغش شعاركم.
* عند قيامكم بالتسوق من متاجر المسلمين، ادفعوا قيمة البضاعة فقط لا ربحهم من البيع.
* خلال التحقيق من قبل الشرطة لا تدلوا أبدًا ببيانات متعارضة.
* من خلال أعمال العنف والشغب احرسوا معابدكم وهاجموا ودمروا ممتلكات المسلمين.
* خلال عملكم في منازل المسلمين، حاولوا إثارة النساء المسلمات، وبالتالي جعلهن راغبات بكم، الأمر الذي يعطيكم الفرصة لخلق جنين هندوسي في أرحام المسلمات.
* حاولوا إصابة أجنة المسلمات الحوامل بالإعاقات المختلفة.
* ابذلوا كل طاقاتكم في سبيل خفض مستحقاتكم وأرباح المسلمين.
وبعد هذا العرض الذي يُمثل غيض من فيض يأتي السؤال :
أيهما دولة الإرهابيين باكستان أم الهند؟
+ There are no comments
Add yours