10 يناير يوم حداد الأمة.. كازاخستان تتأهب لعبور المحنة

1 min read

أبوبكر أبوالمجد

في حياة الأمم أوقات فارقة، بين تطورها واضمحلالها، ونكبتها، ونهضتها، وأحيانا بين بقائها وفنائها.

وكازاخستان الآن تعيش تلك الأوقات، متحدية كل المؤامرات والرغبات في طمس هويتها، والإجهاز على وحدتها، وتماسك أبنائها، وتقدمها نحو الرفاهية والقيادة القديمة.  

خلال الأيام القليلة الماضية ، عانت كازاخستان من أحلك فترة في تاريخها الحديث، حيث اختطفت الجماعات الإرهابية والمتطرفة والإجرامية المظاهرات السلمية في العديد من المدن الكبرى في كازاخستان.

لم تعد السلطات تتعامل مع المتظاهرين الذين لديهم مخاوف اجتماعية واقتصادية مشروعة، وإنما مع مجموعة تريد الإضرار بالأمة الكازاخية.

فثمة معلومات أولية تشير إلى أن متطرفين تم زراعتهم في كازاخستان كـ “خلايا نائمة”، في مدينة ألماتي، تمكنوا من الاستيلاء على العديد من المباني الحكومية ومحطات التلفزيون والإذاعة، ومطار ألماتي الدولي بخمس طائرات لشركات النقل المحلية والأجنبية، بما في ذلك الركاب.

وتسببت الأنشطة الإجرامية لهؤلاء المتطرفين في أعمال شغب ونهب وعنف جماعي.

لقد حاولوا تدمير سيادة كازاخستان وإحداث الذعر واليأس بين السكان، والأكثر ترويعًا أن هؤلاء المجرمين قتلوا أناسًا كانوا شجعانًا بما يكفي للوقوف في وجههم بشكل مأساوي، وراح ضحية هذه الممارسات الإجرامية العديد من المواطنين، ومن بينهم العشرات من رجال إنفاذ القانون (الجيش والشرطة).

لقد دفعوا ثمنًا باهظًا فداء لأمن واستقرار وطنهم وسلامة مجتمعاتهم.

ولم تتأخر القيادة الكازاخية في تقديم أحر التعازي، والتعويضات المادية اللائقة بتضحيات أبناء الوطن.

وفي هذا الصدد ، وقع رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توقاييف، على مرسوم يعلن يوم 10 يناير يوم حداد وطني على ضحايا الاضطرابات الأخيرة في البلاد.

هذا هو وقت الحزن وتذكر أولئك الذين ضحوا بحياتهم لحماية سيادة واستقرار كازاخستان – الرجال والنساء الشجعان الذين قاتلوا بلا خوف ضد المجرمين، والمواطنين الأبرياء الذين وقعوا ضحايا أعمال العنف.

واليوم.. هو دعوة من قلب كازاخستان لكل أصدقائها ومحبيها حول العالم أن ينضموا إلى يوم الحداد.

إن الأولوية بالنسبة لكازاخستان الآن هي استعادة الأمن والاستقرار الكاملين، وكذلك ضمان سلامة مواطنيها والأجانب فيها.

وإن التدابير التي اتخذها الرئيس توقاييف لاستعادة السلام تحظى بدعم شعب كازاخستان، ولا شك في أن كازاخستان ستكون دولة مستقرة وآمنة مرة أخرى.

فالوطن الذي ضم أكثر من 100 مجموعة عرقية في سلام عقب استقلاله، ولمدة تربو عن 30 عامًا لن تنال منه هذه الفترة المظلمة.

فمن خلال الوحدة والروح القوية، سيتغلب شعب كازاخستان على هذا التحدي! كما أكد الرئيس توقاييف في خطابه للأمة في 5 يناير 2022: “سنخرج من هذه الأزمة أقوى”.

 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours