الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل “متخوف” من “الالتفاف” على مكاسب “ثورة الياسمين”

عبّر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، اليوم السبت، عن خشيته من "الالتفاف" على مكاسب الثورة التي شهدتها بلاده، وعن تخوفه من "تعطل" المطالب التي نادى بها الشعب منذ 6 سنوات.

و خلال كلمة له في مؤتمر انعقد بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة تونس، بمناسبة إحياء ذكرى الثورة، قال العباسي: "هناك دعوات خافتة تريد جذبنا للخلف حتى يقع الحد من مكسب الحرية الذّي حققته الثورة".

وأضاف "لكننا سنبقى منتبهين ويقظين في ظل وجود تضييقات على الحريات".

وأشار العباسي، إلى أن "الحكومة التونسية، مطلوب منها خطاب يتطرق للواقع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد على المدى المتوسط والبعيد بكل وضوح".

وقال في هذا الصدد: "يجب التحدث عن الواقع في بلادنا، ومن المؤكد أن شبابنا سيتفهم ذلك، وإلا فإننا سنسير نحو إخلالات أخرى وعدم استقرار إن لم تعالج المطالب".

وتشهد عدة مدن تونسية هذه الأيام، احتجاجات مطالبة بالتنمية والتشغيل وتحسين الظروف الاجتماعية، في ظل أوضاع اقتصاديّة صعبة، لم تتعدّى فيها نسبة النمو 1.3% و معدلات البطالة بلغت نسبة 15.6%، وفق أرقام رسميّة.

كما تطرق العباسي لظاهرة الفساد، قائلا إنّ "الاقتصاد التّونسي يدار عبر أباطرة تغلغلت في مجتمعنا، صحيح أن هناك مقاومة لظاهرة الفساد ولكنها ليست كافية، فالتهريب متغلغل في البلاد".

وطالب السلطات "بتشديد الرقابة واليقظة للحد من ظاهرة التهريب".

وقبل شهر، أمضت الحكومة التونسية على ميثاق الاستراتيجية الوطنية للحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد وخطة تنفيذها (2016/2020).

ويحيي التونسيون اليوم، الذكرى السادسة للثورة التي عرفت موجة احتجاجات شعبية مناهضة لحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ومنادية بالعدالة الاجتماعية والتنمية والكرامة.

للإشارة فقد اندلعت شرارة الثورة الأولى في تونس من محافظة "سيدي بوزيد" وسط البلاد، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، قبل أن تتوسع رقعة الاحتجاجات في كامل البلاد، لتسقط النظام في 14 يناير/كانون الثاني 2011، بهروب بن علي، إلى الخارج.

ويعد "14 يناير" من كل عام "عيدا وطنيا" في تونس تقام فيه التظاهرات، ويخرج التونسيون إلى شارع "الحبيب بورقيبة" وسط العاصمة، لاستحضار ذكرى الثورة.