لجنة دولية تحذّر من تداعيات استراتيجية “التجويع أو الاستسلام” في حلب السورية

0 min read

قالت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الانتهاكات بسوريا، إن الحصار المفروض حاليا على مدينة حلب (شمال)، ربما يبدو تمهيدا للاستيلاء بالقوة على المدينة من خلال استراتيجية سبق توثيقها وهي “الاستسلام أو التجويع”، محذرة من تداعيات تلك الاستراتيجية.

وفي بيان، اليوم الثلاثاء، حذّرت اللجنة أيضا من تداعيات الوضع الحالي في مدينة حلب خاصة بالنسبة لأكثر من 100 ألف طفل، يعيشون في شرقها(الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة).

وأضافت اللجنة: “لقد وصل العنف إلى مستويات عالية في الأسابيع الأخيرة، في ظل اشتداد حدة القتال في حلب”.

ولفتت إلى أن “القصف الجوي اليومي لأحياء في مدينة حلب من قبل قوات الحكومة(حكومة النظام السوري) والقوات الموالية لها(لم تحددها) أوقع الكثير من الضحايا المدنيين”، دون تحديد عددهم.

وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن أعدادا من المدنيين يقتلون جراء الضربات الجوية “بينما يقضي آخرون تحت أنقاض المباني المنهارة بجوار المناطق المستهدفة”.

وقالت إن الضربات المتتالية قتلت المسعفين أيضاً بمن فيهم أفراد الدفاع المدني السوري(تابع للمعارضة) أثناء محاولاتهم إنقاذ الأحياء، كما أدى القصف الجوي إلى تدمير ما يزيد عن 25 مستشفى وعيادة منذ يناير/كانون ثان هذا العام، من ضمنها مستشفيات توليد، وأقسام أطفال وعيادات طوارئ إضافة إلى أسواق ومخابز ومحطات لضخ المياه، حيث حُرم مليونا مدني في حلب من المياه.

وفيما يتعلق بالممرات الإنسانية أكد البيان على أهمية إعدادها وتنفيذها بطريقة تتوافق مع المبادئ الإنسانية، مشدداً على أهمية أن يتمكن المدنيون الذين يقرّرون البقاء من الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

وأوضح البيان أن “هناك قوانين للحرب يتعين على الأطراف المتنازعة الالتزام بها”، دون مزيد من التفاصيل.

وحثّ بيان اللجنة الدول التي لها نفوذ، خاصة تلك الداعمة لأطراف النزاع على الضغط من أجل العودة للمفاوضات السياسية، مشيرة إلى أنه لحين حدوث ذلك، يبقى الرجال والنساء والأطفال السوريون هم من يدفع الثمن الباهظ.

وفي 6 أغسطس/آب الجاري، أعلنت قوات المعارضة السورية تمكنها من فك الحصار المفروض من قبل قوات النظام، على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في مدينة حلب، وعقب ذلك كثف النظام السوري المدعوم من روسيا غاراته على المدينة ومدن أخرى في شمال سوريا.
وفي 10 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستوقف “جميع العمليات العسكرية والضربات الجوية وضربات المدفعية” في حلب لمدة 3 ساعات يوميا، بدءا الساعة العاشرة صباحا (7 تغ) حتى الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي، وذلك لإتاحة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة التي تشهد معارك عنيفة منذ أيام بين مقاتلي المعارضة من جهة وقوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها من الجهة الأخرى، الأمر الذي تشكك به المعارضة السورية.

واللجنة الدولية المستقلة المعنية بسوريا تأسست من قبل مجلس حقوق الإنسان في أغسطس/آب 2011 للتحقيق وتسجيل جميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان ومزاعم ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب. –

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours