أثارت مواصلة مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي “ستراتفور”، نشر الأكاذيب والأخبار المضللة، عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والوضع الميداني في تركيا، لاسيما عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت 15 يوليو/ تموز الجاري، علامات إستفهام كثيرة في الساحة الدولية.
جدير بالذكر أن مركز ستراتفور المعروف بأنه “الوجه الخفي لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA”، زاد من نشراته وتقاريره المريبة فور انتشار أنباء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في تركيا منتصف الشهر الجاري.
ونشر المركز، الذي يشكل غالبية العاملين فيه، ضباطا وموظفين في الاستخبارات الأمريكية، تفاصيل دقيقة في فترة زمنية قصيرة جدا، عبر تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن إحداثيات طائرة الرئيس أردوغان بالجو، التي كانت متجهة حينها صوب مدينة اسطنبول، والمرصودة من قبل المجموعة الانقلابية.
ورد مسؤولون بالوكالة، فضلوا عدم ذكر أسمائهم،على سؤال مراسل “الأناضول” حول الوسائل التي استخدموها لرصد مكان طائرة أردوغان بالجو بهذه السرعة والدقة، قائلين: “كل هذه المعلومات تم الحصول عليها من مصادر مفتوحة، ليست بالحصرية”.
لكنهم في الوقت ذاته امتنعوا عن الإجابة على سبب نشرهم معلومات تحمل هذه الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذا الوقت العصيب الذي كانت تمر به تركيا (محاولة الانقلاب).
واستمر ستراتفور في نشر سلسلة الأكاذيب عن وقائع محاولة الانقلاب، حيث روج على منافذه الإعلامية، خبرا كاذبا لقناة MSNBC الأمريكية، يشير إلى “طلب أردوغان اللجوء السياسي من ألمانيا”، ونشر عنه العديد من وسائل الإعلام الخبر في العالم.
وفي اليوم التالي لمحاولة الانقلاب، حاول ستراتفور صرف نظر الرأي العام الدولي عن تأييده لأردوغان في صموده بوجه المحاولة الانقلابية، من خلال نشر سيرة ذاتية مليئة بالمعلومات المضللة، عن الأخير، عبر تويتر، زاعما أن “أردوغان حُبس في 1999 لنشره أفكارا طائفية تحرض على العنف والتفرقة”.
كما سعى إلى خلق تفسير منطقي (سبب ونتيجة) لمحاولة الإنقلاب من قبل مجموعة عسكرية تابعة لمنظمة غولن، بزعمه أن “أردوغان عمد الى تقليص نفوذ المؤسسة العسكرية خلال فتره حكمه، نظرا لخصومته القديمة مع الأخيرة”.
ولعل أبرز أكاذيب المركز على الإطلاق، إعلانه انتخاب أردوغان لرئاسة الجمهورية في 2014، من خلال حصوله على 5 ملايين و412 ألف و423 صوتا فقط، بينما الحقائق تؤكد أن الأصوات التي حصل عليها أردوغان في الانتخابات، تقدر بـ21 مليون صوتا .
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.
+ There are no comments
Add yours