رغم التوترات الأمنية التي تشهدها تونس منذ مطلع العام الجاري، وتنفيذ الجيش عمليات للقضاء على منتسبي تنظيم داعش، إلا أن بورصة تونس لم تشهد التراجع الذي تعرضت له خلال سنوات الثورة أو العام الماضي الذي شهدت فيه البلاد هجومين على سياح أجانب.
وينظر المدير العام لبورصة تونس بلال سحنون، إلى أن العمليات التي نفذها الجيش التونسي ضد مسلحين في بنقردان، لم تؤثر على أداء أسواق الأسهم في تونس بشكل كبير، “ربما بسبب النتائج الإيجابية حتى اللحظة لهذه العمليات”.
واستهدف هجوم مسلح، مؤخرًا، مدينة بنقردان، حيث قامت جماعات “إرهابية” مسلحة، بمهاجمة ثكنات عسكرية وأمنية، قُتل فيها العشرات، وأفادت بيانات رسمية صادرة عن الحكومة، أن العملية كانت محاولة لإقامة “إمارة داعشية” جديدة في المدينة.
وبحسب آخر حصيلة نشرتها وزارتا الداخلية والدفاع التونسيتين، فقد أسفرت العملية عن “القضاء على 49 إرهابيًا، وإلقاء القبض على 9 آخرين، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، فيما قتل 12 آخرون بينهم أمنيين وعسكريين و7 مدنيين”.
ويرى سحنون في مقابلة خاصة مع الأناضول أن العملية الأخيرة في بنقردان بعثت برسائل طمأنة إلى المستثمرين المحليين والأجانب، “لذا لم نلحظ تراجعاً مؤثراً على سوق الأسهم التونسي خلال العمليات الأخيرة أو التي سبقتها خلال العام الجاري”.
وكانت بورصة تونس قد تعرضت خلال السنوات التي رافقت الثورة إلى تراجع كبير، خاصة في أعوام 2011 حتى 2013 نتيجة للظروف السياسية والأمنية وهوى بالأسهم والاستثمارات إلى أدنى مستوى منذ عقود، “لأن ظروف الانتقال الديمقراطي وظهور الإرهاب جعلا المستثمر يتخوف”.
وتتداول 79 شركة مدرجة في بورصة تونس أسهمها بشكل يومي، في عدة قطاعات اقتصادية كالخدمات والبنوك والخدمات المالية والاستثمار والتأمين والصناعة.
ووفق التجارب العالمية، فإن البورصة أول ما يصاب بعدوى التوترات الأمنية أو الاقتصادية، وتتراجع أسواقها بدرجة كبيرة، قبل أن تعاود الاستقرار، مع انحسار التوتر.
يقول سحنون “هذا ما حصل مع مستثمري بورصة تونس، كما هو معلوم المستثمر المتخوف يسحب استثماراته بسرعة من السوق، وعند الانفراج ينتظر إلى حين استقرار الأوضاع ليعاود الإدراج والاستثمار، لكن لم نشهد هذا الخروج من السوق في أحداث بنقردان”.
ويرى سحنون أن عدم تأثر بورصة تونس بشكل كبير خلال الأحداث الأخيرة يعود إلى تنوع القطاعات، “فالسياحة تمثل 7% من الناتج المحلي الإجمالي، وعندما تتأثر السياحة، فإن 7٪ من الاقتصاد التونسي يتأثر”.
أحداث سابقة
ويتابع، “أفضل عام في أداء البورصة كان في 2014 عندما زاد مؤشر البورصة الرئيس بأكثر من 16٪، وكانت هي السنة التي شهدت المصادقة على الدستور وإجراء الانتخابات”.
وفي 26 حزيران/ يونيو 2015 فتح شاب تونسي يُدعى سيف الدين الرزقي النار من سلاح كلاشينكوف كان يخفيه تحت مظلة شمسية، على سياح أجانب كانوا على أحد الشواطئ بمدينة سوسة، وقتل 38 سائحاً أغلبهم من البريطانيين، فضلاً عن جرح 39 آخرين، قبل أن يلقى حتفه على يد قوات الأمن.
وأشار مدير عام البورصة، أن ذلك الحدث الأمني، هبط بالأسواق المالية إلى مستويات مدنية، قبل أن يعاود الصعود مرة أخرى، “لتنتهي سنة 2015، بخسارة الأسواق لكل ما ربحته خلال شهور تلك السنة”.
وأكد أن مؤشر البورصة لم يهبط لفترة طويلة إثر عملية باردو (عملية استهدفت في 18 من مارس/آذار 2015 سياحاً أجانب في أكبر متاحف تونس، وهو متحف باردو في العاصمة وقتل خلاله 24 شخصاً، بينهم 21 سائحاً، ومنفذَي العملية، ورجل أمن، وإصابة حوالي 40 شخصاً).
وتابع، “ضربة باردو كانت كبيرة في قلب العاصمة، ونزل المؤشر الرئيس بنسبة 2.5% في يوم واحد، و هذا يعتبر انزلاقًا كبيرًا جداً لمؤشر عام البورصة”.
وبدأت سنة 2016 بشكل جيد بالنسبة لبورصة تونس، “مضى شهران جيدان في التداول، هناك ارتفاع ملحوظ في أسعار الأسهم وفي التدوالات، وبرأيي فإن أداء البورصة منذ مطلع العام الجاري كان أفضل منه في البورصات العربية والعالمية التي شهدت تراجعات بفعل النفط وغيره”.
وبلغت نسبة مشاركة الاستثمار الأجنبي في الشركات المدرجة ببورصة تونس، نحو 22٪ في سنة 2013، إلى 26.5% خلال العام الجاري.
+ There are no comments
Add yours