جدد السودان، اليوم الإثنين، اتهاماته لحركات التمرد المسلحة في بلاده بالقتال كـ"مرتزقة" في ليبيا وجنوب السودان.
جاء ذلك في كلمة لنائب الرئيس السوداني، حسبو محمد عبد الرحمن، أمام ورشة بعنوان "ظاهرة الإرتزاق والمقاتلين الإرهابيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية السالبة وأثر ذلك على الأمن والاستقرار في أفريقيا"، تنظمها "لجنة الأمن والمخابرات الأفريقية" (السيسا) في الخرطوم بالتعاون مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني.
وقال عبد الرحمن إن "حركات التمرد في السودان ما زالت مستمرة في ارتكاب جرائم القتل والخطف والنهب والتجنيد القسري للأطفال والمدنيين، وتهريب البشر والقتال والارتزاق في دولتي ليبيا وجنوب السودان".
وأضاف أن "المرتزقة – أو ما يعرف بجيوش الظلام – ظلت بنادق مستأجرة تقاتل مقابل منافع مادية".
وحذر من أن "الإرهاب والارتزاق أصبح مهدد إقليمي ودولي يتطلب مواجهته بقوة وعزيمة خاصة أن الظاهرة ترعاها دول كبرى (لم يسمها) لزعزعة الأمن والاستقرار في إفريقيا".
وتابع: "المقاتلين المرتزقة يستهدفون الأسرى والجرحى ويقتلون ويحرقون دون رادع ديني، ونشاطهم يخالف الأسس القانونية والأعراف الدولية".
وسبق أن صدرت عن مسؤولين سودانيين تصريحات تتهم حركات التمرد في بلاده بالقتال في ليبيا والخرطوم كـ"مرتزقة".
من جهته، قال الفريق أول ركن مهندس محمد عطا المولى، مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، خلال الورشة ذاتها، إن "الحركات المسلحة ما زالت تواصل نشاطها القاتل والمدمر في القارة الإفريقية".
ونوه إلى أن "ظاهرة الارتزاق والمقاتلين الإرهابيين والتطرف العنيف تمثل مثلث الرعب والخطر في إفريقيا ما يعيق التنمية والاستقرار".
وأشار إلى أن "حركات التمرد في السودان ما زالت مستمرة في ارتكاب جرائم القتل والخطف والنهب والتجنيد القسري للأطفال والمدنيين، وتهريب البشر والقتال والارتزاق في دولتي ليبيا وجنوب السودان".
وأكد عطا المولى أن "الطريق ما زال طويلا لتجويد الاستراتيجيات وإعمال الفكر وتبادل المعلومات والخبرات لمكافحة الظواهر السلبية والهدامة لتكون أكثر شمولا".
من جانبه، قال الأمين التنفيذي لــ"السيسا"، شيملس ولد اسماعين، إن "الارتزاق تحدٍ أمني في القارة الإفريقية، ويتطلب تعاونا مثمرا بين الدول الإفريقية للقضاء عليه واجتثاثه من جذوره".
ولفت إلى أن "المقاتلين الإرهابيين ينفذون أجندات خارجية بشن حروب دموية لزعزعة الأمن والاستقرار وقتل وترويع الآمنين، وتبديل الأنظمة الديمقراطية في القارة الإفريقية".
وشدد على أن "تنظيمات القاعدة، والدولة الإسلامية (داعش)، وبوكو حرام، تمثل تهديدا خطيرا في القارة الإفريقية، واعتبرها ظاهرة معقدة وتحتاج دراسة عميقة لمواجهتها".
ودعا شيملس "أجهزة المخابرات الإفريقية لرفع الوعي في أوساط المجتمعات الإفريقية بشأن الإرهاب والمقاتلين المرتزقة والتطرف العنيف".
وتستمر ورشة "السيسا" لمدة 3 أيام في الخرطوم، بمشاركة 27 جهاز أمن ومخابرات إفريقي لمناقشة ظاهرة الإرتزاق والمقاتلين الإرهابيين.
وتم إنشاء "السيسا" عام 2005، وتضم في عضويتها 54 دولة إفريقية، ومن بين أهدافها التعاون بين أجهزة أمن والمخابرات في القارة السمراء، وبحث المشاكل الأمنية، والمخاطر بالقارة، وإيجاد حلول لها.
+ There are no comments
Add yours