“الحجامة” تشرق في أولمبياد ريو

0 min read

أعادت أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، المقامة حاليًا بالبرازيل، العلاج بالحجامة إلي دائرة الضوء، بعد أن ركزت عدسات الكاميرا على أسطورة السباحة الأولمبية، الأمريكي مايكل فيلبس، الذي أحرز الأحد الماضي ذهبيته التاسعة عشرة في مشواره بالدورات الأولمبية، وقد ظهرت على جسده آثار دوائر حمراء تتركها عملية الحجامة، ذلك العلاج الشعبي القديم.

ولم يكن فيلبس الأمريكي الوحيد في ريو، بل ظهرت آثار الحجامة أيضًا على جسد مواطنه لاعب الجمباز أليكس نادور، ما يطرح موجة من التساؤلات بشأن فوائد هذه الطريقة من الطب البديل التي يعتمدها أقوى رياضيي العالم والتي أوصت بها السنة النبوية الشريفة.

وتقول الدكتورة صهباء بندق، أخصائي أمراض المناعة والروماتزم، إن “الحجامة لها فوائد وقائية تفوق أهميتها كوسيلة علاجية، فاستخدام الحجامة خاصة مع نزح الدم، يمكن أن يساعد في إزالة السموم من الجسم، ويحفز عملية تدفق الدم النقي المحمّل بالخلايا المناعية وخلايا الدم الليمفاوية الحمراء المحملة بالأوكسجين”.

بندق، الحاصلة على أول رسالة علمية (الماجستير) عام 2005، حول تأثير الحجامة على الجهازين المناعي والحركي، من كلية الطب جامعة الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، أضافت في حديث خاص للأناضول، أن الحجامة تعمل أيضًا على تنشيط وتوزيع الدم في جميع أنحاء الجسم، كما تعمل على توسيع الشعب الهوائية وتحسين كفاءة الجهاز التنفسي.

أما عن دورها العلاجي للحجامة، أشارت بندق إلي أنه يتمثل في علاج مرضى الصداع بأنواعه المختلفة، والأنفلونزا ونزلات البرد والسعال وآلام الظهر والعضلات، وضعف الدورة الدموية، والحساسية، وأوجاع وآلام المفاصل.

وعن كيفية عمل الحجامة، ذكرت أن هناك 13 نوعًا مختلفًا، أبرزها نوعان، الأول الحجامة مع نزح الدم، وتتم عبر كأس زجاجي في داخله شعلة نار صغيرة، وتوضع فوهة الكأس على الجلد بشكل مباشر بعد تجريحه بشكل بسيط، وعندما تنطفئ الشعلة الصغيرة، ينخفض الضغط داخل الكأس، فيحاول سحب الهواء من الخارج، فيسحب الجلد إلى أعلى، ويتسبب ذلك بخروج بعض الدم قليل الكثافة من الجروح التي أجريت في الجلد.

أما النوع الثاني، فهو الحجامة الجافة، التي تتم عن طريق الكؤوس الزجاجية، ولكن دون اللجوء إلي جرح الجلد، ويصلح هذا النوع لمن لا يتحملون النوع الأول، وهم الأطفال وكبار السن، ويستخدم لعلاج لآلام العضلات والمفاصل، ونزلات البرد، إضافة لكونه مساج خفيف للجسم.

وكغيرها من العلاجات، هناك محاذير للحجامة تحدثت عنها بندق قائلة: “الحجامة لا تصلح لجميع الأمراض والأشخاص كما يروج البعض، حيث أنها تشكل خطرًا على من يعانون من الأنيميا أو فقر الدم، ومن يضعون منظم ضربات القلب، إضافة لمن لديهم سيولة في الدم”.

ونوّهت إلي أن هناك مبالغات يرددها البعض من أن الحجامة تعالج ضمور العضلات، والضمور العقلي، واضطرابات الغدة الدرقية، إضافة إلى علاج الأمراض التي تتطلب تدخلًا جراحيًا، وهو ما ثبت عدم صحته.

وعن المتطلبات التى يتواجب توافرها قبل إجراء الحجامة، تحدثت بندق عن ضرورة توافر المكان والمعالج المناسبين، إذ لابد أن يراعى المعالج الشروط الصحية، لتجنب احتمالية نقل عدوى عن طريق الدم، فضلًا عن أدوات الحجامة التى يشترط أن تستخدم لمرة واحدة فقط، ويتم التخلص منها ومعاملتها معاملة النفايات الطبية الخطرة، التى تحرق في محارق خاصة بالنفايات الطبية، لتجنب العدوى.

ورأت الأخصائية المصرية أن الحجامة ليست حكرًا على الطب الصيني التقليدي، ولا على ما يسمى بالطب النبوي، فقد استخدمت أشكال مختلفة من هذا العلاج من قبل المصريين القدماء، وهنود أمريكا الشمالية، وفي وقت مبكر في عهد الإغريق، وهي منتشرة ورائجة جدًا بشكلها الحديث والتقليدي معًا في البلدان الآسيوية والأوروبية.

وأشارت إلى أن أبقراط، الرجل الذي يعتبره الكثيرون “أبو الطب الحديث” وآخرون مثل جالينيوس أحد أعظم الأطباء في العصور القديمة، وابن سينا أحد أشهر الأطباء المسلمين، وأبو بكر الرازي الذي أول من مارس طب التشريح وغيرهم، أوصوا بالعلاج بالحجامة.

واستطردت: “تبنى حاليًا كثير من المراكز الطبية المتخصصة في علاجات الطب البديل، العلاج بالحجامة بأنواعها المختلفة، كما تقوم العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية بتدريس دورات تدريبية لتعليم الأطباء الراغبين في ممارسة هذا النوع من العلاج”.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours