الأمن العراقي يمنع أتباع “الصّدر” من التوجه إلى المنطقة الخضراء ببغداد

منعت قوات مكافحة الشغب العراقية، اليوم الجمعة، المئات من المتظاهرين أتباع مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري) من الوصول إلى المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، التي تضم المقار الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مستخدمةً الغاز المسيّل للدموع.

وقال مراسل الأناضول في بغداد، إن “المئات نظموا مظاهرة في ساحة التحرير، القريبة من المنطقة الخضراء ( المحصّنة أمنيًا) التي وصلوها سيرًا على الأقدام، قادمين من مناطق شرقي العاصمة، بعد أن أغلقت القوات الأمنية بالحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة أغلب الطرق المؤدية إلى المنطقة”، مضيفًا أن المتظاهرين “رفعوا لافتات، ورددوا شعارات تنتقد بقاء حكومة حيدر العبادي، بينما حاول العشرات منهم تسلق الحواجز الإسمنتية للعبور باتجاه المنطقة الخضراء”.

واستخدمت قوات مكافحة الشغب، الغاز المسيل للدموع، لمنع المتظاهرين، من تجاوز الحواجز، بناءً على تعليمات من قيادة عمليات بغداد، “تقضي بمنع المتظاهرين من التوجه إلى المنطقة الخضراء خشية اقتحامها”.

وقال مهند الأنصاري، أحد المتظاهرين للأناضول، إنه “رغم الإجراءات التي اتخذتها حكومة الفساد، لمنعنا من التظاهر، فإرادتنا كانت أكبر من إجراءاتهم، قطعنا المسافات الطويلة للوصول إلى ساحة التحرير سيرًا على الأقدام، لنقول لهم لن نسكت على فسادكم”، على حد قوله.

وأضاف “ليعلم العبادي (رئيس الحكومة)، أن أقوى الجيوش لا تستطيع الوقوف بوجه الجماهير المطالبة بالإصلاح، وليعلم أن تظاهراتنا ستبقى سلميّة ولن نتراجع عن تنظيمها حتى تتحقق مطالبنا بإنهاء حكومة الفساد”، مشيرًا أن “15 متظاهراً على الأقل أصيبوا جرّاء استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها القوات الأمنية”.

يذكر أن الآلاف من أتباع مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري (شيعي) في العراق، اقتحموا الجمعة الماضية، وللمرة الثانية، المنطقة الخضراء المحصنة أمنيًا، ودخلوا مكتب العبادي، احتجاجًا على عدم تشكيل حكومة “التكنوقراط” التي يطالب بها مقتدى الصّدر.

واحتدّت الأزمة السّياسية في العراق منذ مارس/ آذار الماضي، عندما سعى العبادي لتشكيل حكومة من “المختصين” التكنوقراط، بدلًا من الوزراء المنتمين لأحزاب، في محاولة لمكافحة الفساد، لكن الأحزاب النافذة، بينها جماعات شيعية، عرقلت تمرير حكومته الجديدة، فيما تشكل الأزمة أكبر تحد سياسي حتى الآن للعبادي، الذي ينتمي للإئتلاف الشيعي الحاكم.

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours