وجدان عبدالرحمن: تظاهرات إيران مستمرة وتأثيرها السلبي واضح جدا على الاقتصاد

1 min read

روسيا لن تتدخل لحماية إيران حال توجيه ضربة لها والعلاقة بينهما قائمة على المصالح المشتركة فقط

إعلام الملالي يزرع في عقول الإيرانيين أن الحفاظ على النظام أولى من الصلاة والصيام!

تصريح مجاهدي خلق حول الحكم الذاتي للقوميات مجرد مناورة

إيران تسعى منذ انتهاء الحرب العراقية لامتلاك القنبلة النووية ولكن حتى حلفاؤها لن يمكنوها من ذلك

الخلاف الإيراني الصهيوني على النفوذ والتوسعات ولا يجرؤ النظام على اغتيال شخصية أمريكية بارزة

حوار- أبوبكر أبوالمجد

هبوط في العملة.. احتجاجات مستمرة.. عقوبات دولية.. أزمات اقتصادية وسياسية داخلية وخارجية.. صراع بين الملكية يتبناه الغرب، ومساعي المعارضة الخارجية في تقديم بديل جيد، وأطروحات جديدة.

هذا قليل من كثير يواجهه النظام الإيراني حاليًا، حتى بات أقرب للسقوط من أي وقت مضى. وحول كل هذه القضايا كان حوارنا مع خبير الشؤون الإيرانية، وجدان عبدالرحمن.

 

– ما تقييمكم للوضع الحالي في إيران؟

• الوضع في ايران غير مستقر والدليل هو ما نشهده من هبوط سريع للعمله الايرانيه مقابل العملات الاجنبيه من بينها الدولار والجنيه البريطاني، وهذا إشارة قوية لعدم استقرار الوضع في البلاد التي تعاني العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، وبالتأكيد من شأن عدم استقرار الوضع إلى ديمومة الاضطرابات والتي كان لها أثر سلبي عظيم على الاقتصاد الإيراني؛ بل وأثر على الصراع داخل السلطة، حيث نشأ خلاف بين البرلمان وحكومة إبراهيم رئيسي، والذي طلب منها توضيحًا عن أسباب هذه الاحتجاجات، والتي لم يجد المستشار الاقتصادي للرئيس رئيسي، محمد مخبر؛ غير كلمة “هذا هو الموجود”!

أي أنه لا يملك أي حلول أو توضيح عن استمرار الاحتجاجات، والتي امتدت إلى شركات الصلب وسط إيران وإلى العمال في مختلف القطاعات!

إذا الاحتجاجات التي بدأت منذ منتصف سبتمبر الماضي، إلى يومنا هذا لم تتوقف على الإطلاق؛ لكنها تشهد صعودًا وهبوطًا.

– صرح المتحدث الإعلامي لمجاهدي خلق أنه لا ديمقراطية في إيران بدون منح الحكم الذاتي لقومياتنا العربية والكردية والبلوش.. فما جدية هذا التصريح وهل هو واقعي أم مجرد مناورة سياسية؟

* هو سماها قوميات وثمة فارق كبير بين القوميات والشعوب، ولعله مزج بينهما لأنها في رأيي مجرد مناورة لكي يلعب عليها إذا ما احتاج إليه. لكن في النهاية هذا التصريح جاء عقب الحراك الشعبي المستمر في كل جغرافيا إيران من عرب الأحواز في الجنوب، إلى الأكراد في الغرب، وأيضا شمال وشمال غربي إيران الأذربيجانيين الأتراك وفي الشمال التركمان وصولًا إلى الشرق حيث يكون هنالك البلوش، وحتى في في الوسط الإيراني اللور والبختاريين الذين هم أيضا من الشعوب غير الفارسيه، بمعنى أنه اليوم الغالبيه الكبرى في ايران هي للشعوب غير الفارسية؛ لكن الإعلام الفارسي حاول تقليص أو تقسيم حراك هذه الشعوب مستغلًا وسائل الإعلام التي بين يديه.

لكن بالنسبة لمجاهدي خلق، نعرف منذ بدايه الثوره كان شعارهم هو الديمقراطيه في إيران وأيضا الحكم الذاتي لكردستان، وهذا أتى بسبب الحراك الكردي منذ بداية الثورة، لذلك تم الاعتراف بهذا الأمر؛ لكن هذا الإعلان والاعتراف الآن بالشعوب هو بسبب ما قدمته هذه الشعوب، لذلك لا يمكن تجهيل متطلباتها، ولا تجاهل القوة التي باتت عليها هذه الشعوب من خلال الحراك الداخلي وتنظيماتها السياسية في الخارج.

لهذا جاءت الإشارة إلى الحكم الذاتي لكل الشعوب؛ لكن علينا أن نفطن إلى أن موضوع الحكم الذاتي يعطى من قبل الحكومة، وينتزع أيضا من الحكومة حال طالبت هذه الشعوب في ايران بنظام فيدرالي، بحيث تكون الحكومة لا مركزية، وأن تكون هناك حكومات محلية، أي حكومة للشعوب في ايران، أو حكومه فيدرالية في المركز.

لكن لماذا هذا التصريح الآن؟ فإني أرى أنه جاء بسبب التنافس ما بين التيارين المتخاصمين، الملكي الذي يركز عليه حاليًا الإعلام الفارسي، حيث يحاول تلميع صوره النظام السابق والمجيء بابن الشاه محمد بهلوي، وهذا التصريح يظل عبثيًا ما لم تكن هناك رؤى موحدة للشعوب وتنسيقا بين مجاهدي خلق وبينها في إطار لقاءات ومؤتمرات تعقد لمدارسة هذا الأمر وآلية تنفيذه بضمانات واضحة.

– لاحظنا حراكًا كبيرًا في الآونة الأخيرة لاحتواء عدد من المنضوين تحت مظلات معارضة إيرانيىة داخل البرلمانات الغربية.. فهل الغرب راغب الآن حقًا في تغيير النظام في إيران؟!

* البرلمانات الأوروبيه في الوقت الحاضر ومن خلال بعض المندوبين من أصول إيرانيه فيها اذا ما تابعنا حراك هذه البرلمانات فسيكون السبب راجع إلى هؤلاء المندوبين من أصول إيرانية وهي تميل أكثر بالاتجاه الملكي، ولهذا نشهد بأن التسليط الإعلامي ركز حول موضوع رضا بهلوي بما يمتلكه من مادة، وأيضا من قبل الوطنيين أو القوميين الفرس الذين يهيمنون على وسائل الإعلام الفارسية، إضافة لوسائل الإعلام الأوروبية مثل راديو فرنسا، ودويتشه فيله، وبي بي سي الفارسية، حتى إيران إنترناشيونال وهي مقسمة ما بين التيارين الملكي والإصلاحي.

إذًا اليوم أكثر التركيز هو على تيار رضا بهلوي؛ لكن بالنسبه للتغيير، فالدول الغربيه وليس فقط الأوروبية نعم نشهد هنالك بالفعل تغيير جذري وهذا لم نشهده قبل احتجاجات منتصف سبتمبر من العام الماضي، وتعامل الدول الغربية مع النظام الإيراني على هذا النحو الجديد يعود لثلاثة أسباب منها:

موضوع الملف النووي الإيراني، والتقدم الذي بدأ يحدث، وما يقوم به النظام الإيراني لامتلاك قنبلة نووية.
ثانيًا: موضوع تدخل إيران بالحرب الأوكرانية الروسية، وتزويد ايران روسيا بمسيرات، وكذا إنتاج المسيرات في روسيا، وهذا تغيير شامل في الاتجاه، فكلنا يعرف أن اتجاه إيران وهواها هو بالأساس غربي، منذ الحرب العالمية الأولى، وإلى يومنا هذا، أما اليوم فالاتجاه الإيراني بات شرقيًا، والنظام الإيراني بدأ يرتمي بالاتجاه الشرقي بشكل كبير وهذا تغيير أساسي يستوجب وضعه علي طاولة الدراسة ومحاسبة النظام على هذا التغيير.

والأمر الثالث برأيي هو ما يتم استغلاله دون قناعة وهو موضوع حقوق الإنسان بإيران.

إذًا هذه العوامل الثلاث كانت الدوافع الأهم لزيادة الضغوط والاهتما الغربي لما يجري في إيران، أكثر من حتى التدخل الصارخ للنظام الإيراني في الشؤون العربية رغم تصريحاتهم الجوفاء من حين لآخر حول هذا الأمر.

– ما دلالات الهبوط الحاد للعملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية؟

* هبوط العملة الإيرانية له سببان، أولهما داخلي ويتعلق بسوء االإدارة، يعني لا توجد هناك إدارة خاصة بعد مجيء إبراهيم رئيسي للسلطة الذي أتى بحكومة غير قادره وغير كفؤ لإدارة بلد يعاني من أزمه اقتصادية، ويعاني من عقوبات دولية.

هذا أمر، والأمر الثاني هو خارجي، حيث شاهدنا أنه بعد مجيء إبراهيم رئيسي، حدثت احتجاجات، وهذه الاحتجاجات استمرت إلى يومنا هذا، وقد أضرت بالاقتصاد الإيراني بشكل كبير بسبب القطع الكثير للإنترنت وكل الشركات اليوم والعالم يعتمد على الإنترنت.

الأمر الثاني هو العقوبات التي فرضت على إيران من الدول الغربية، يعني كان هنالك متنفس للاقتصاد الإيراني من قبل الدول الغربية؛ لكن فرض العقوبات لخمس حزم على نظام إيران جعل العملة الإيرانية تهوي بهذه السرعة.
وهنالك من قبل أيضا الدول الغربية وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية نعرف بأن اليوم إيران تعتمد على العراق بشكل كبير، وأيضا استنزفت كل الاقتصاد العراقي لصالحها، وأيضًا حتى العمله الصعبة العراقية تم سرقتها إلى الداخل الإيراني، والذي جعل النظام الإيراني يستمر وأيضا يحافظ على العملة؛ لكن التشديد الغربي وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية، وفرض عقوبات على البنوك العراقية، والمنافذ التي تجلب من عندها إيران العملة الصعبة من داخل العراق أدى إلى هذه الأزمة.

– هل إيران قادرة على صنع القنبلة النووية؟ وهل الغرب عازم على منعها حقًا؟

هنالك عاملان فيما يتعلق بموضوع القنبلة النووية ليس فقط الدول الغربية التي لا ترغب في امتلاك إيران القنبلة النووية؛ بل إن أصدقاء إيران أنفسهم لا يريدون لها ذلك، لا الصين ولا روسيا، فإيران من دون قنبلة نووية تجعل روسيا أكثر تأثيرًا على النظام الإيراني واستغلال المنافع الاقتصاديه والصين أيضًا هكذا، ولا ننسى أن اسرائيل لا يمكن لها حتى وإن كان الغرب لديه هذه النوايا لا يمكن أن تسمح بدولة منافسة لها أن تمتلك قنبلة نووية خاصة إيران التي لديها خلافات معها، وليست الخلافات ما بين اسرائيل وما بين ايران أخلاقية، وإنما هي خلافات على النفوذ، وكل طرف من الأطراف يحاول أن يوسع من قدراته في المنطقة، ولذلك اسرائيل تجد إيران منافس كبير لها، لذلك لا يمكن أن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية.

لكني أعتقد أيضًا أن الدول الغربية بالفعل لا ترغب بامتلاك إيران القنبله النووية وتصريحاتها لا اتصور أنها فقط لإشغال الدول العربية بأن هنالك دعم غربي لهم، لأن امتلاك إيران للقنبلة سيطلق صراع تسلح في المنطقة، وفي هذه الحالة لن تستطيع الدول الغربية وقف توجه الدول العربية لامتلاك القنبلة النووية هي الأخرى، الأمر الذي من شأنه إحداث صراعات في المنطقة التي يعتمد عليها الغرب كمصدر رئيس للطاقة.

فحتى موضوع الطاقة المتجددة التي تعتمد في المقام الأول على الهيدروجين سواء الأخضر كما هو في الإمارات أو الأصفر الذي باتت المملكة السعودية من أوائل دول العالم إنتاجًا له.

فلذلك اليوم الدول الغربية هي بحاجة للطاقة، ولذلك لا يريدون أن تمتلك إيران القنبلة لأن هذا يهدد مصالحها.

أما عن إيران فهي تسعى بالفعل لامتلاك القنبلة، وهذا شاهدناه بعد الحرب الإيرانية العراقية، فإيران فكرت في هذا الموضوع بأنه لا يمكن حماية حدودها إلا من خلال القنبلة النووية التي ستكون رادعا لمهاجمتها مستقبلًا.

وبالفعل ايران كانت تسعى لتجارب نوويه في 2003؛ لكن تسريب هذا الموضوع في 2003 جعلها متخوفة من إجراء هذه التجربة؛ لكن هذا ما زال في صميم العقيدة الإيرانية وأن امتلاك القنبلة ضرورة خاصه الآن وهي معرضة لتهديدات ليست خارجية وحسب، وإنما داخلية أيضًا، الأمر الذي يهدد بقاء النظام الذي حمايته أوجب من الصلاة والصيام بحسب مؤسس هذا النظام، لذلك وجود القنبلة سيكون رادعا في ظل التهديد الداخلي والخارجي.

– خرجت تصريحات روسية عزمها إرسال طائرات حربية إلى إيران.. فهل نحن مقبلون على تحالف روسي إيراني حقيقي يمكن أن تحمي بموجبه روسيا إيران من أي عدوان خارجي؟

* فيما يتعلق بالعلاقة ما بين إيران وروسيا هي علاقات مصالح وليس علاقات تحالف أو علاقه استراتيجية، فلا يمكن أن تتدخل روسيا لحماية إيران من أي ضربات أو أن الغرب يمكن أن يدخل في حرب مباشرة مع روسيا، هذا لا يوجد ولن يحدث.

لكن النظام الإيراني في ظل العقوبات المفروضة من الغرب يريد دعم روسيا لكسب خبرات، وكذلك للحصول على تقنية الصواريخ الروسية؛ لأننا نعرف أن الصواريخ الإيرانية غير دقيقة، وغير حديثة، وبحاجة إلى التكنولوجيا الروسية.

فإيران تعتبر أن هذه الصواريخ الرادع الوحيد أو القوة الوحيدة التي تمتلكها للدفاع عن نفسها، لذلك فهي تحاول تطوير هذه الصواريخ من خلال تزويدها لروسيا بصواريخ قصيرة المدى حتى وإن لم تكن دقيقة؛ ولكنها رخيصة الثمن وأيضا المسيرات، وفي المقابل روسيا بحاجة إلى هذا، لذلك وارد جدًا أن تقوم روسيا بتزويد إيران بطائرات حربية، كما يتم الحديث عنها وهي مقاتلات سو 35؛ ولكن إيران ما زالت تحت العقوبات الغربية لغايه أكتوبر، يعني بما أن الاتفاقية النووية مجمدة فلا يسمح لإيران شراء السلاح، ولذلك إذا أقدمت روسيا على تزويد إيران بمقاتلات سو 35 فإننا سنشهد المزيد من العقوبات الغربية على روسيا.

– هددت إيران باغتيال بومبيو وترامب عقب إعلانها تطوير صاروخ كروز.. فهل هي قادرة على فعل ذلك حقًا؟

• أما عن موضوع الصواريخ التي تحدث عنها وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، فإيران نعم تنتج صواريخ لأنها ركزت على هذه الصناعة منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية؛ لكنها لا زالت بحاجة إلى التقنية المتطورة، وهذا ما أشرنا إليه في إجابة السؤال السابق.

فإيران تستطيع إنتاج الصواريخ حتى بعيدة المدى؛ لكنها تبقى غير دقيقة في إصابة الأهداف، وهذا ما شاهدناه أيضا حينما استهدفت الصواريخ الإيرانية القاعده في سوريا، وإطلاق صواريخ من إيران إلى سوريا لاستهداف القاعدة، وشاهدنا كيف أن هذه الصواريخ لم تصب أهدافها، وأيضًا لا تصل للأهداف، ومنها سقطت في داخل إيران، ومنها ما سقط في العراق، والتي وصلت إلى سوريا لم تصب أهدافها.

الأمر الآخر أيضًا حتى بعد مقتل قاسم سليماني واستهداف قاعدة عين الأسد؛ لكن فيما يتعلق بموضوع التهديدات الإيرانية باغتيال بامبيو وترامب، اعتقد أنه لا يتجاوز الحناجر، والهدف منه رفع معنويات ما تعانيه الميليشيات والجماعات الموالية لإيران من تردي في الأوضاع النفسية، وأيضًا الدعم العسكري.

لذلك إيران تحاول دعم معنويات ميليشياتها بالمنطقة بأن إيران لديها القدرة على صنع صواريخ وأيضا لديها القدرة على قتل أو اغتيال أي شخص في أي مكان.

الحقيقة أن إيران كانت ترنو إلى هذه العملية؛ لكنها لا تجرؤ على تنفيذها ولو كان لديها هذه الإمكانية لردت أيضا على القوات الموجوده في العراق.

إيران لا تجرؤ على الإقدام على هكذا عملية ولا تتجرأ حتى على استهداف اسرائيليين مؤخرًا لأنها تعرف بأن هذا الأمر سيكون له تكاليف باهظة بالنسبة للنظام الإيراني.

ولذلك هذا الأمر يأتي في إطار الحرب الإعلامية التي تخوضها باعتراف المرشد الإيراني علي خامنئي الذي أشار بأنه يقدر ويثمن إعلام العدو الذي استطاع أن ينجح في تأجيج الصراع في الداخل الإيراني وأعتقد أن هذه التصريحات هي للإعلام الإيراني، يريد القول له بأننا ما زلنا لدينا قدرة ويريد مواجهة الإعلام المعادي؛ ولكن سيفشل أيضًا كما فشل في السابق.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours