“نيوزويك”: لماذا يسعى نتنياهو لإقامة علاقة دافئة مع أكبر دولة إسلامية في العالم؟!

1 min read

شيماء عمرو 

دعا بنيامين نيتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إندونيسيا (الإثنين)، في الوقت الذي تواصل فيه إندونيسيا أكبر دولة إسلامية النظر تجاه بلاد الشرق لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.

إندونيسيا التي يبلغ تعداد سكانها 250 مليون نسمة، أكبر البلدان الإسلامية تعدادًا للسكان في العالم ، لم تقم إلى الآن أية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. فيتم التعامل مع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بحذر من جانب الكثير من الدول العربية والإسلامية، فعلى سبيل المثال مصر، التي تتعامل مع إسرائيل بشأن قضايا أمنية لكنَّها لا تتحدث علنًا عن تعاونها مع إسرائيل بسبب المعارضة الشعبية الشديدة للكيان الصهيوني .

أقامت إسرائيل علاقات سرية مع الكثير من البلدان العربية والإسلامية؛ لكن من النادر التحدث عنها علنًا، فيحظر على  حاملى جواز السفر الإسرائيلي دخول الكثير من البلدان العربية، مثل دول الإمارات العربية المتحدة . فقط استطاعت إسرائيل إقامة أول حضور رسمي في الإمارات عام 2015 .

وقال مسؤولون إسرائيليون مطلع هذا العام، إنَّ التعاون الأمني الإسرائيلي مع  الأردن –التي تتشارك معها الحدود – أقرب الآن من أي وقت مضى؛ إذْ أعطت الحكومة الإسرائيلية 16 طائرة هليوكوبتر للأردن في يوليو 2015، لمساعداتها في حربها ضد داعش!!.

وقالت وكالة “رويترز” الأمريكية ” إنَّ إسرائيل تحاول اجتذاب أكبر اللاعبين الاقتصاديين في آسيا بشتى المغريات بما فيها دولة إندونيسيا”. 

ففي إطار المساعي الإسرائيلية لتعزيز إزدهارها الأمني والاقتصادي في المنطقة، شرع “نتنياهو” في تبني السياسة البراجماتية، ساعيًا لتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية الأخرى. 

وقال “نتنياهو” للوفد الصحفي الإندونيسي الزائر (الإثنين):” لقد حان الوقت لإقامة علاقات رسمية ما بين إندونيسا وإسرائيل- خاصة- فيما يتعلق بمجالات المياه، والتكنولوجيا،والتقنيات عالية الجودة”. 

إلاَّ أنَّ “نتنياهو” يواجه مهمة صعبة. فأحد الأسباب في عدم إقامة أي علاقات دبلوماسية ما بين إسرائيل وإندونيسيا إلي الآن، مشابهة لما في مصر، هى نظره الشعب الإندونيسي السلبية تجاه الكيان الصهيوني . ففي استطلاعًا للرأي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ، كشف عن أنَّ 75% من الإندونيسيين نظرتهم سلبية حيال الكيان الصهيوني. السبب الآخر للقطيعة بين اللبلدين هو الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية ، والقدس الشرقية.  

وردًا علي دعوات نتنياهو، أقسم النواب الإندونيسيون بمعارضة أي  تحرك لجعل العلاقات مع إسرائيل تقام بشكل رسمي. فوفقًا لصحيفة “جاكارتا بوست” – الإندونيسية- ، قال أحد النواب البارزين (الأربعاء) أنَّ أمل  إسرائيل في إقامة علاقات رسمية مع إندونيسيا، سيظل  مجرد  محض رغبة تحلُم بتحقيقها مع استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية. وقال “طنتوي يحي” عضو البرلمان الإندونيسي وممثل لجنة الأمن والعلاقات الخارجية (الأربعاء) :” إنَّنا لن نقيم أية علاقات دبلوماسية مع  دولة محتلة ،وفقًا لما يقتضيه دستورنا”. 

ورغم معارضة نواب البرلمان الإندونيسي، قال مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي “تسيبي هوتوفلي” للبرلمانيين الإندونيسيين مطلع شهر مارس بإنَّ إسرائيل تقيم علاقات سرية مع إندونيسيا ولديها علاقات ثنائية ما بين البلدين بشأن  مجموعة من القضايا يتم مناقشاتها خلف الأبواب المغلقة”. 

تأتي تلك الخطوة في الوقت الذي تستمر فيه العلاقات الإسرائيلة مع الاتحاد  الأوروبي والغرب في التدهور بعدما فرضت الكتلة مبادىء توجهية لوضع علامات على منتجات المستوطنات في الضفة الغربية، والتي اعتبرت غير قانونية من قبل قطاع كبير من المجتمع الدولى، ففي نوفمبر 2015م ، صرح نتنياهو بالرغم  من مخاوف الاتحاد الأوربي حيال المستوطنات الإسرائيلية بإنَّ :” ينبغي ألاَّ يكون هذا(الاحتلال الصهيوني) عائقا لاقامة علاقات ما بين إسرائيل و”جاكرتا” لما لهما من مصالح اقتصادية ،والعمل علي مكافحة التطرف المتبادلة .” 

وقال “نتنياهو”  للصحفيين الإندونيسيين: “لقد حان الوقت لتحسين علاقاتنا، فلأسباب التي تمنع تحقق ذلك بلا جدوى … فجاكرتا وإسرائيل “حلفاء”! في مكافحة التطرف ” وفقًا لما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلية. 

مطلع العام الجاري، كانت إندونيسيا هدفًا لتنظيم “داعش” كما واجهت إسرائيل موجهة من المقاومة الفلسطينية استمرت لستة أشهر، أسفرت عن مقتل 26 إسرائيليًا، واستشهاد أكثر من 180 فلسطيني. 

وفي إشارة على حرص “نتنياهو” على تدفئة العلاقات مع هذه القوة الإسلامية، قال للوفد الذي استضافته  وزارة الخارجية الإسرائيلية ” بإنَّ لديه عدد غير قليل من الأصدقاء الإندونيسيين على موقع  التواصل الاجتماعي “فيس بوك”!!

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours