الرابح والخاسر من حصار حزب الله

0 min read

اتفق خبراء ومحللون سياسيون، على تأثير تصنيف وزراء الخارجية العرب، حزب الله اللبناني “إرهابيًا”، في التضييق على نشاط الحزب ومن خلفه إيران، متوقعين في الوقت ذاته من أن دولًا عربية من بين من صوتوا بالموافقة، بجانب من تحفظوا على القرار، ستعمل على تقويض تنفيذه مستقبلًا. 

 

وأعلن وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أول أمس الجمعة، تصنيف حزب الله اللبناني “إرهابيًا”، وسط تحفظ من لبنان، والعراق، وملاحظة من الجزائر. 

 

وحذر الخبراء في تصريحات منفصلة لمراسل الأناضول، من تأجيج الصراع الطائفي (سني/ شيعي) بالمنطقة العربية جراء إدراج حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، وتأثير ذلك على القضايا العربية الشائكة، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا، ولبنان، وفلسطين. 

 

“يسري عزباوي”، الخبير بوحدة الرأي العام في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية التابع لصحيفة الأهرام (حكومية)، قال إن اعتبار مجلس وزراء الخارجية العرب، حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، موجه بالأساس إلى إيران. 

 

وبينما يَعِدُ “عزباوي” في حديثه لـ”الأناضول”، حزب الله كأحد أبرز الأدوات الإيرانية في المنطقة العربية، يؤكد أن “القرار العربي بإدراجه منظمة إرهابية يؤجج لصراع سني شيعي في المنطقة بشكل أساسي”. 

 

ولم يستبعد “عزباوي” أن يمتد الصراع بين “حزب الله” ومن خلفه دعم إيراني من جانب، والسعودية من جانب آخر، إلى استهداف مصالح الطرفين في المنطقة عسكريًا داخل وخارج محيط أراضيهم، مستطردًا “ذلك سيترتب على مدى اتزان أو تهور حزب الله”. 

 

وحذر عزباوي، من أن “القرار قد يدفع لعداء واضح بين حزب الله اللبناني والسعودية، وبالتالي إضعاف للمقاومة العربية المسلحة الموجهة صوب تل أبيب”.

 

ويرى الخبير السياسي، إسرائيل، الرابح الأول بشكل أساسي من القرار العربي، باستهدافه أبرز جماعة مسلحة، تسيطر على دولة عربية، تعد إسرائيل كيان احتلال ينبغي مقاومته عسكريًا. 

 

وبشأن تداعيات القرار على الأوضاع في سوريا ولبنان، رأى “عزباوي” أنها “تتمثل في إضعاف قدرات الحزب بشكل واضح، بجانب استفادة قوى في الداخل اللبناني من القرار، خاصة وأن الحزب يعتبر دولة داخل الدولة”. 

 

وبشأن الدول التي تحفظت على القرار، قال عزباوي، “العراق أغلبيته شيعية وتؤيد حزب الله، والجزائر لها موقفها الثابت من دعم المقاومة العربية الموجهة في الصراع العربي الإسرائيلي، وبشأن تحفظ لبنان، فالحزب له اليد الطولى داخلها في كافة القرارات”. 

 

ويتوافق قرار المجلس الوزاري العربي، مع إعلان سابق لوزراء الداخلية العرب، في 2 مارس/ آذار الماضي يقضي باعتبار حزب الله “منظمة إرهابية”، وذلك في ختام اجتماعهم الـ 33 بتونس، وسبقه قرار مشابه صدر عن مجلس التعاون الخليجي، الذي صنف حزب الله بكافة قادته، وفصائله، والتنظيمات التابعة له، والمنبثقة عنه منظمة إرهابية. 

 

واتفق أستاذ علم الاجتماع السياسي أحمد التهامي، فيما طرحه “عزباوي”، مضيفًا أن “السعودية نجحت في تحقيق هدفها بفرض قرار إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية على المنظومة العربية، رغم المعارضات التي أتت من اتجاهات قومية مثل الجزائر، ولبنان، والعراق”. 

 

وأشار “التهامي” في تصريحات لـ”الأناضول” أن “مصر تراخت في التعامل مع الملف الخاص بإدراج حزب الله منظمة إرهابية”، موضحًا، “قد تكون مصر ساومت على إدراجه منظمة إرهابية، مقابل تمرير تولي أحمد أبو الغيط وزير خارجيتها الأسبق رئاسة الأمانة العامة للجامعة العربية”.

 

وتوقع التهامي، “أن تشهد الجامعة العربية تحولًا مستقبلياً يتماشى مع السياسات السعودية والقطرية في المنطقة العربية، بجانب قطيعة لدور مصري في الوساطة في الملف السوري”. 

 

وأضاف، أن “الأمور تتجه نحو تصعيد كبير للغاية بين المحور العربي الشيعي المتحالف مع روسيا مع المحور العربي الخليجي، سينعكس بالضرورة سلبًا على الأوضاع في سوريا ولبنان”.

 

واستبعد التهامي، أن تصل الأمور إلى استهداف “لمصالح طرفي الصراع الراهن”، مشيرًا أن “لبنان بات محكومًا بتوازنات دولية تخرجه من دائرة الصراع العربي”. 

 

أما زهير سالم، مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية بلندن، فرحب بالقرار العربي، مشيرًا أنه “جاء متأخرًا، فحزب الله كان يجب إدراجه ضمن المنظمات الدولية الإرهابية، منذ دخوله اليوم الأول لقتل المدنيين في سوريا”. 

 

وقال “سالم”، في تصريحات عبر الهاتف لـ”الأناضول”، إن “حزب الله تجاوز كل القوانين المحلية والدولية”، مؤكدًا أن المعركة الدولية ضد الإرهاب هي أبرز المستفيدين من إدراج حزب الله عربيًا على قوائم الإرهاب”. 

 

وأضاف، أن “القرار بداية عربية جيدة، لوضع حد لأعمال إيران في المنطقة العربية”.

 

واتهم سالم، الدول العربية التي تحفظت على القرار، بأنها “تعادي الربيع العربي، بجانب دول أخرى ساومت على القرار، وستعمل على الالتفاف حوله مستقبلًا وتقييده وعلى رأس هذه الدول مصر”، مضيفًا، “مصر قايضت على القرار بتولي أبو الغيط أمانة الدول العربية”.

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours