لا يملك الأيتام من أطفال قطاع غزة في يوم “اليتيم العالمي” الذي يصادف يوم الجمعة الأولى من أبريل/نيسان كل عام، سوى الحنين لأم أو أب رحلا عن هذا الوجود.
وزادت الحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، خلال ست سنوات فقط (2008-2014)، من أعداد الأيتام التي تقول مؤسسات حكومية وأهلية، إن هناك أزمة في استيعابهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم، حيث وصل عددهم إلى قرابة الـ20 ألف، منهم 3366 نتيجة تلك الحروب.
وفي الجمعة الأولى من شهر أبريل/نيسان من كل عام يحتفل العالم بـ”يوم اليتيم”، وهو يوم تحتفل به هيئة الأمم المتحدة والدول العربية للتذكير بحقوق الأطفال الأيتام.
ووفقاً لإحصائية أصدرتها وزارة الشؤون الاجتماعية بمناسبة يوم “اليتيم العالمي”، يبلغ عدد الأيتام الإجمالي في قطاع غزة 20 ألف يتيم بفعل حروب إسرائيل أو الوفاة الطبيعية، لافتة إلى أن 34,2% من إجمالي هؤلاء هم ضمن الفئة العمرية من 5-11 عاماً.
وكشفت الإحصائية التي اطلعت الأناضول على نسخة منها، أن عدد الأيتام في القطاع بفعل الحروب الثلاث بلغ 3366 يتيماً، تقل أعمارهم عن 18 عاماً، منهم نحو 2053 قتل آباؤهم في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل صيف عام 2014.
وفي أول يوم من العام الدراسي لهذا العام (في سبتمبر/أيلول الماضي)، لم تفلح محاولات الشقيقة الكبرى راوية 18عاماً بإسكات دموع أختها “لين” (6 سنوات)، التي كانت واحدة من مئات الأيتام الذين التحقوا بالصف الأول محرومين من رفقة آبائهم.
“لين” وكما تقول شقيقتها للأناضول “تعيش بعد أكثر من عام على مرور وفاة والدتها جراء قصف إسرائيلي في الحرب الإسرائيلية الأخيرة تحت وقع الصدمة”.
وتضيف “الأمر بالنسبة لي أنا الأخت الأكبرى في المنزل، قاسٍ ومؤلم، فكيف الحال معها؟، في كل مرة ترى فيها طفل برفقة أمه تبدأ في البكاء”.
كذلك، غيّبت الحرب الأخيرة أحلام الطفل ياسر صبري، الذي فقد والديه الاثنين معاً، وبات كما يقول ابن الـ11 عاماً، وحيداً برفقة ثلاثة من إخوانه.
“صبري”، يتذكر بحسرة في يوم اليتيم كيف كانت أمه تعد له وجبات الطعام الشهية، ويقول للأناضول “أمي وأبي راحوا، احنا (نحن) وحيدين، أختي الصغيرة نور (5 سنوات) بتسأل دايما مين يلبسني ويمشطني”.
وفي داخل المعاهد الخاصة برعاية الأيتام، يتذكر الأطفال بدموعهم ورسوماتهم ومقتنياتهم الصغيرة، آباءهم الراحلين عنهم.
عائشة الشنيار (8 أعوام) ، تتمنى لو أن أمها التي فقدتها في الحرب الأخيرة تعود كي تُرتب معها البيت، وتراجع لها دروسها، وتُقبلّها على جبينها.
ولا تقوَى الشنياري -التي فقدت ثلاثة من إخوتها أيضا في القصف الإسرائيلي، وتوفي والدها قبل سنوات في حادث سير- على النطق بكثير من الكلام.
وتختصر معاناتها:” بدنا (نريد) نعيش حياتنا زي (كما) باقي أطفال العالم”.
وتقول اعتماد الطرشاوي، المدير العام للرعاية الاجتماعية بالوزارة نفسها، إنّ الأيتام في قطاع غزة، تزداد أعدادهم بفعل الاعتداءات الإسرائيلية، المتكررة.
وفي عام 2014 وعلى مدار “51 يومًا” تعرض قطاع غزة الذي يُعرف بأنه أكثر المناطق كثافة للسكان في العالم، (1.9 مليون فلسطيني) لعدوان عسكري إسرائيلي جوي وبري، تسبب بمقتل 2322 شخصاً، بينهم 578 طفلاً (أعمارهم من شهر إلى 16 عاما) ، و489 امرأةً (20_40)، و102 مسنًا (50_80)، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وبحسب الوزارة نفسها، فإن “أكثر من 100 عائلة تم قصفها وإبادتها بالكامل خلال تلك الحرب، مشيرة إلى أن آلاف من الأطفال فقدوا الأم نتيجة هذا القصف، أو الأب، وفي كثير من الحالات الاثنين معاً.
فيما خلّفت الحرب الثانية التي وقعت عام 2012 واستمرت ثمانية أيام، 224 يتيماً، بينما الأولى (2008)، فأسفرت عن 1089 يتيماً.
وتقول اعتماد الطرشاوي، المدير العام للرعاية الاجتماعية بالوزارة نفسها، إنّ الأيتام في قطاع غزة، تزداد أعدادهم “بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة”.
وأضافت الطرشاوي في تصريح للأناضول أن “إسرائيل تحرم أطفال غزة من طفولتهم”، مشيرة إلى أن ازدياد أعدادهم تشكل تحدياً أمام الوزارة والمؤسسات المختصة برعاية الأيتام، وتقديم الرعاية المادية والنفسية لهم.
وتؤكد الطرشاوي أن الحصار الإسرائيلي تسبب في زيادة معاناة الأطفال الأيتام، نتيجة نقص الدعم والوسائل اللازمة للترفيه عن الأيتام وتقديم الدعم اللازم لهم.
وتفرض إسرائيل) حصارًا على قطاع غزة، منذ نجاح حركة حماس في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون ثان 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/حزيران 2007.
وبحسب منظمات دولية، فإن الحصار الإسرائيلي تسبب بارتفاع كبير في نسب الفقر والبطالة في القطاع، ومعدلات “الاكتئاب النفسي”.
+ There are no comments
Add yours