في باريس.. أطباق شهية من سلّة المهملات إلى مائدة الطعام

0 min read

المواد الغذائية منتهية الصلاحية هل يمكن أنت تصبح، اليوم، أطباق فاخرة تحظى بإقبال الزبائن عوض إلقائها في سلة المهملات؟ إنه رهان مطعم “فريغن بوني” الباريسي الواقع في شمال العاصمة الفرنسية، بهدف القضاء على ظاهرة إهدار المنتجات الغذائية. 

فريق “فريغن بوني” المتكون من نحو 20 طاهيا متطوعا، يستقبل الزبائن التواقين لخوض هذه التجربة 4 مرات في الأسبوع. 

ولا يحدد المطعم الباريسي الذي أطلق تيار “فري غانيزم” (المتمثل في استهلاك الأطعمة المجانية والنباتية بعد إعادة تدويرها) للمرة الأولى في فرنسا، أسعار أطعمته بل يترك الخيار لزبائنه بعد أن يفرغوا من تناول الأطباق ليدفعوا ما يشاءون 

المكان يستقبل نحو 80 زبونا يجلسون خلف منضدة تفتح على المطبخ، ليتم اعداد الأكل على مرأى منهم. 

شربة الكرفس والخبز القديم مع الموز (أطباق من إمضاء الطهاة): 

الطهاة الذين يعملون على فرز الطعام من “سلة المهملات”، يقترحون في كل وجبة قائمات مختلفة، تنافس أشهر المطاعم الباريسية الأخرى من حيث طريقة التقديم والتنوع. 

وتتكون الوجبة من 3 أطباق من إمضاء الطهاة تضم المفتحات والطبق الرئيسي والتحلية، من بينها شربة الكرفس مع الخرشوف بصلصة الفلفل والخل والزيت وكذلك الخبز القديم مع الموز وقطع اللحم مع العدس و”بوب كورن” الشمار والجرجير. 

ويستعمل “فريغن بوني” في تحضير بعض الأطباق مكونات يندر الحصول عليها في المحلات التجارية، مثل زهرة السلبوت وعباد الشمس وفاكهة التنين (بيتايا). 

“فريغن بوني” يعيد النظر في الفواكه والخضر أيضا:

المطعم يسعى إلى استخدام الفواكه والخضروات “المنفرة أو غير اللذيذة”، ليحولها بعد ذلك إلى “أطباق على ذات القدر من اللذة مع بقية المطاعم الأخرى” التي تستخدم أجود الأنواع، وفق جيليا باتاي، منسقة “بنك النفايات” (جمعية فرنسية تهدف إلى إعادة تدوير المنتجات الملقاة في النفايات)، للأناضول. 

وبعد زيارة الفريق إلى سوق رونجي، أكبر أسواق المنتجات الزراعية في العالم الواقع في باريس، يواصل المطعم تجربته الفريدة التي نجحت في استقطاب آلاف الزوار. 

باتاي قالت إن فريق “فريغن بوني” يتوجه مرتين في الأسبوع إلى سوق رونجي للحصول على الفواكه والخضروات “الطبيعية 100%” حتى وان بدت أقل جودة.

“المنتج، لا يتلخص في سعره فقط”: 

بحسب باتاي، تسهم التجربة التي يقدمها المطعم في دفع الزبائن إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع الأطعمة والمنتجات الزراعية، فـ “المنتج لا يتلخص في سعره فقط، بل يمثل في الجهد الذي يقف ورائه وإتلافه يعتبر استهتارا”. 

من المهم أن “يتعلم الناس قيمة المنتجات”، تابعت منسقة “بنك النفايات”، مضيفة: “نتجه نحو التفكير في أن كل شيء جائز، بما في ذلك تجاهل الفواكه والخضروات الموسمية”. 

“نحتاج إلى المزيد من المبادرات في هذا الشأن” :

باتاي ترى أن زوار مطعم “فريغن بوني” يحبذون “تنوع” المعروض من الطعام، خلافا لـ “مبدأ التجانس الذي تقدمه بعض الأماكن في باريس”، ولم يحسوا بخيبة أمل بعد تجربة الأطباق الفريدة من نوعها. 

ومن جانبها، قالت بيرونجير، طالبة ماجستير في الشؤون الدولية في باريس، في هذا الاتجاه، للأناضول إنها جاءت لـ “”فريغن بوني” من أجل فهم طريقة عملهم. 

وتوصلت الشابة الفرنسية إلى فهم الرابط بين القانون المتعلق بالتبذير، الذي يجبر المحلات التجارية الفرنسية الكبرى على التبرع بالمنتجات التي لم يتم بيعها لكنها مازالت صالحة للاستعمال، والفكرة التي يقوم عليها المطعم.

وبخصوص نوعية الأطباق، علقت بيرنجير قائلة بأن لائحة الطعام التي يقترحها “فريغن بوني” “لا تختلف عن الأطعمة التي نجدها في بقية المطاعم العادية”، إلا أنها تتميز بنكهة “منزلية” أكثر. 

إيسيبيو، مدرس إسبانية في معهد “سيونس بو” للعلوم السياسية في باريس، الذي يزور المكان لأول مرة باقتراح من صديق مقرب له، اعتبر أن المطعم يرمز إلى تطور “الاقتصاد التعاوني” في فرنسا، لافتا إلى أن مثل هذه الخطوات تعد “خبرا سعيدا” للبلاد.

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours