كتبت-شيماء عمرو:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” – الأمريكية – بإنه تدور التكهنات حول مصير رئيس الوزراء الباكستاني “نوَّاز شريف” ،بعد مغادرته البلاد إلى لندن في خضم الكشف عن فضيحة تهريب كبيرة لأموال البلاد المنهوبة في الخارج.
وأوضحت أن الساسة المعارضين يضغطون على رئيس الوزراء الباكستاني لتقديم استقالته؛ على خلفية تسريبات أوراق بنما التي كشفت عن سيطرة ثلاثة من أبنائه على شركات وهمية تمكنوا من خلالها امتلاك عقارات سكنية باهظة الثمن.مشيرةً إلى أن المطالب تصاعدت إلى حد المطالبة بتشكيل لجنة قضائية برئاسة كبيرة القضاة؛للتحقيق في ارتكاب نواز شريف وأسرته أية مخالفات مختملة.
من جانبه نفي رئيس الوزراء الباكستاني الاتهامات الموجهة إليه بقيامه بعملية غسيل أموال؛ وزعم أن أبنائه يديرون أعمالهم في الخارج بطريقة شرعية ، ورحب بتشكيل لجنة لتحقيق معه.
ورأت “الصحيفة الأمريكية” أن الواقع يشهد بخلاف ذلك فمع تصاعد الاضطرابات السياسية علي خلفية تسريبات بنما ، طار نواز شريف إلى لندن بزعم اجراء فحوصات طبية على قلبه ؛ لكن توقيت السفر أثار علي الفور شائعات بهروب شريف إلى خارج البلاد إلى أن تنتهي التحقيقات.
وقالت “النيويورك تايمز” بإنه خلال تواجد شريف في لندن،ترأس إسحاق دار –وزير المالية – اجتماعات هامة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع؛وبالرغم من ذلك صرح مسؤولون حكوميون بإن :” السيد شريف سيعود إلى باكستان الأحد؛ وسيواجه الأزمة.”
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني البالغ من العمر 66 عامًا، يعد من رجال الأعمال الأثرياء، إذ كونت عائلته ثروتها من صناعة الصلب، وعاد إلى السلطة في2013م، بعد فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية باكتساح.وكان رئيسًا للوزراء في عام 1990م،إلى أن تمت الإطاحة به خلال الانقلاب العسكري عام 1999م.
وتابعت القول بإن “نوَّاز شريف” حاول تأكيد السيطرة المدنية على الحكومة؛إلا أنه واجه صعوبات مع القوي العسكرية التي تزايدت هيمنتها على الشؤون الخارجية والداخلية خلال الأشهر الأخيرة. وحظيت بدعم شعبي كبير.
وقالت بإن الخصم السياسي اللدود لشريف السيد عمران خان وصل الخميس إلى لندن وقال بإنه كان يبحث عن وكالات للتحقيقات الاقتصادية لتتولى النظر في اتهامات شريف وعائلته. وهدد خان بقيادته لتظاهرات تخرج إلى الشوارع إذا لم تشرع الحكومة في اجراء التحقيقات فيما كشفت عنه تسريبات بنما.
ونقلت” النيويورك تايمز” عن بعض المحللين السياسيين قولهم بإن الأحزاب السياسية المعارضة الكبري لا ترغب في تصعيد الأمور إلى الحد الذي يستدعي تدخل الجيش لحل الأزمة. وترى الصحيفة الأمريكية بإن تسريبات بنما عززت من موقف السياسي للسيد خان بعدما بدأ في الضعف. ولفتت إلى أنه قاد الآلاف من أنصاره ونظموا اعتصامًا أمام البرلمان في 2014م، متهمًا السيد شريف بتزوير الانتخابات العامة في ذلك الحين.وتقول بإن السيد خان يستغل تسريبات بنما بوصفها فرصة ثانية ونقلت الصحيفة عن خان قوله مستنهضًا الباكستانيين للوقوف ضد شريف:” هذه الفرصة جائتنا من السماء لابد أن نحسن استغلالها.”
ورأت ” النيويورك تايمز” أن قوى سياسية أخرى؛ ألا وهى حزب الشعب الباكستاني، يبدو أنه إلى الآن يبحث الخيارات المطروحة أمامه ولم ينضم عددًا يذكر من أعضائه إلى السيد خان ، وأشارت إلى قول بعض المحللين بإن الحزب عل ى ما يبدو يبحث في عقد صفقة مع السيد شريف ونقلت عن حسن عسكري المحلل السياسي البارز من لا هور قوله بإنهم يحاولون الوصول إلى اتفاق سياسي للتعاطي مع الأزمة الحالية وأضاف:”إنَّ شريف ليس مهددًا إلى هذا الحد؛ وعلى الرغم من ذلك ؛ يصبح في ورطة في حالة أصبحت جميع القوى السياسية يدًا واحدةً ضده.”
+ There are no comments
Add yours