قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اليوم الجمعة، إن “وقف الأعمال العدائية في سوريا بخطر، وبحاجة إلى تدخل سريع”، مبينا أن الجولة الحالية من المباحثات، ستتواصل حتى الأربعاء المقبل، رغم مقاطعة المعارضة للقاءات الرسمية، بحسب قوله.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها دي ميستورا، في مؤتمر صحفي عقده في المقر الأممي بجنيف، أوضح فيها أن “وقف الأعمال العدائية لا زال فعالا، وذلك إذا ما نظرنا للمعايير بموضوعية وللماضي، ولكنه في خطر وبحاجة لدعم سريع، وبحاجة لجهود قوية وسريعة”.
ولفت أنه “يعتزم مواصلة المباحثات الرسمية والفنية مع كافة الأطراف السورية، المتواجدة في جنيف حتى الأربعاء المقبل، وبناء عليه سنقّيم الوضع، ونعلن نتائج الجولة الحالية التي تعبتر الثالثة من نوعها”.
وذكر أنه “قرر مواصلة المفاوضات كما هو مقرر، مع الموجود من الطرفين، وقد تكون محادثات فنية (مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات)، أو رسمية (مع بقية الأطراف)، المهم استيعاب أكبر قدر ممكن من أفكار الجميع، لتحقيق نتيجة ملموسة”.
وتابع القول “أردنا أن نستقي من النظام والمعارضة آراءهم وتصورهم، وهو ما نحاول فعله في هذه الفترة، حيث نسعى لتجميع التصورات عن هيئة الحكم الانتقالي، أو ما يقترحه وفد النظام حول فكرة الحكومة الموسعة”، مشيرًا أن “فائدة المحادثات غير المباشرة، تتمثل في معرفة رأي الأطراف في الانتقال السياسي، وهو ما نحاول أن نبلوره”.
ولفت أن “هناك فارقا كبيرا بين هذه الجولة ومثيلاتها السابقة، وهو أن الطرفين يتحدثان حاليًا عن الانتقال السياسي، ولا رجعة عن هذا الأمر، لقد مرت ٥ سنوات على حرب شرسة في سوريا، ولا بد من التحلي بالصبر قبل تبلور خارطة طريق واضحة بالزمن، رغم أنها متبلورة وفق القرار الأممي ٢٢٥٤(الخاص بوقف الأعمال العدائية، والسماح بالوصول الإنساني للمحاصرين)، ، وبيان جنيف١”.
وفي السياق ذاته، أفاد أن “الهيئة العليا للمعارضة في المفاوضات، أعربت عن استيائها من عدم التقدم بالملف الإنساني، وعدم الالتزام بالهدنة، لذا أعلنت تعليق مشاركتها الرسمية في المحادثات، واجتمعنا مع وفد النظام، ووفود من موسكو والقاهرة، وجهات أخرى، وعقدنا اجتماعات عميقة فنية مع الهيئة في فندقهم، حيث تعمقنا لساعات متأخرة في الحديث عن هيئة الحكم الانتقالي، وترجمته للواقع”.
وكانت المعارضة السورية، قررت الإثنين الماضي، “تأجيل” مشاركتها في محادثات جنيف الجارية في سويسرا، بسبب ما وصفته بـ”عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي، وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي”.
وأضاف “تناقشنا مع النظام بشكل معمق لتوضيح رؤيته عن مفهوم الحكومة الموسعة، وإن كانت تغيرات تجميلية، أم فعلية، وإن كانت فعلية فما هي بالنسبة للمعارضة، ولكن لم نتعمق بها كثيرا، ونأمل الاستمرار بذلك الإثنين المقبل”.
ونفى دي مستورا “حصول أي مباحثات مباشرة بين النظام والمعارضة، لأن المحادثات غير المباشرة أفضل سبيلا للعمل في الوقت الراهن، وعند عقدها بشكل مباشر سنكون سعداء”.
وبيّن أن “هناك رسائل دبلوماسية توجه من خلال الاستعراض السياسي والتحرك، ولا شك أن الهيئة أرادت أن تظهر احتجاجها واستيائها وخيبة أملها من تدهور الأوضاع الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وهذا النوع من التصرف، الجميع يقوم به، والبعض أفضل من غيره”، وذلك في معرض تعليقه على تأجيل الهيئة للاجتماعات الرسمية في الأمم المتحدة.
وحول ما نسب له بأن أعداد القتلى في سوريا وصلت لنحو 400 ألف، أوضح أنه “قال ذلك، وكان استنادا لتحليله الخاص، بأنه منذ سنتين كان هناك ٢٥٠ ألف قتيل، والمقتولين خلال الفترة التالية، ومن فقد حياته بنقص الدعم الصحي، وأمور أخرى قدرها بأنها تصل لنحو 400 ألف قتيل”.
من جانب آخر، كشف أنهم “بحاجة لاجتماع جديد وزاري لدول الدعم، وذلك لأن أي طاولة بثلاثة أرجل فهي غير مستقرة، والأرجل الثلاثة هي المساعدات، ووقف إطلاق النار، والعملية السياسية، واذا كانت جميعها مزعزعة، فنحن بحاجة لاجتماع جديد، لبث روح طيبة بالمباحثات”.
+ There are no comments
Add yours