تفاقم التوتر بين روسيا ودولة الاحتلال تنذر بانهيار الدبلوماسية بينهما

1 min read

آسيا اليوم ووكالات

اتهمت روسيا إسرائيل بدعم “نظام النازية الجديدة”، في أوكرانيا في خطوة جديدة من التصعيد الذي تشهده موسكو مع حليف مقرب من الولايات المتحدة، وفي أسلوب يراه فيه محللون انحلالا في الدبلوماسية.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال في مقابلة إن الزعيم النازي، أدولف هتلر “لديه دماء يهودية”، وأن “أكثر المعادين الساميين عنفا هم من اليهود”.

وتهدد هذه التصريحات بتغيير موقف إسرائيل باتجاه الحرب الروسية على أوكرانيا، وفقا لما ذكرته صحيفة “ذا غارديان”.

واستدعت إسرائيل، الاثنين، السفير الروسي ووصف وزير الخارجية، يائير لابيد، تصريحات لافروف بأنها “لا تغتفر وشائنة”، وأنها تعبر عن “خطأ تاريخي فظيع”.

والثلاثاء، أعادت الخارجية الروسية التأكيد على موقف وزيرها، متهمة لابيد بتصريحات “مضادة للتاريخ” حول المحرقة النازية، “والتي تفسّر المسار الذي تسلكه الحكومة الإسرائيلية الحالية في دعم نظام النازية الجديدة في كييف”.

وأضافت الوزارة في بيان “للأسف، فإن التاريخ يعرض أمثلة مأساوية على تعاون اليهود مع النازيين”.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن التعليقات الخاصة بهتلر قد تزيد الضغط على إسرائيل، بتغيير موقفها الحيادي تجاه العملية الروسية على أوكرانيا.

ومنذ اندلاع الحرب، ساهمت إسرائيل بتأسيس مشفى غربي أوكرانيا وقدمت مساعدات إنسانية وسترات وخوذ واقية من الرصاص للجيش الأوكراني، إلا أنها امتنعت حتى الآن عن إرسال مساعدات عسكرية أو فرض عقوبات على روسيا.

وتقول “ذا غارديان” إن إسرائيل لديها علاقات “حساسة” مع روسيا، إذ تملك كلتا الدولتين مصالح عسكرية في سوريا.

لكن الموقف الإسرائيلي يبدو وكأنه يشهد تغييرا خلال الشهر الماضي، مع كشف ارتكاب موسكو انتهاكات إنسانية في أوكرانيا، وهو أمر نادى به لابيد.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة “Ynet” مساء الاثنين، إن تعليقات نظيره الروسي “تشعرني بالغضب، ليس فقط لأنني وزير الخارجية، بل لأنني ابن والدي الذي عاش في حي فقير في بودابست، لم يضعه اليهود في ذلك الحي الفقير، بل النازيون فعلوا ذلك. النازيون اضطهدوا وقتلوا 6 ملايين يهودي، الأوكرانيون ليسوا نازيين، فقط النازيين كانوا نازيين”.

وذكرت صحيفة “هآرتز” أن الحكومة الإسرائيلية تخطط لرفع الدعم المقدم لأوكرانيا في ظل الخلافات الدبلوماسية، مشيرة إلى أن قائمة بالمواد التي قد يتم إرسالها، ستخضع للمراجعة خلال الأيام القادمة.

لكن الصحيفة العبرية نقلت عن مصدر قوله إن إسرائيل ستمتنع عن إرسال الأسلحة المتقدمة تقنيا أو التكنولوجيا الدفاعية، مثل نظام التصدي للصواريخ، الذي طلبه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من الكنيست مؤخرا.

ورجح المصدر أن تكون شحنة الأسلحة الإسرائيلية “رمزية”، وأن إسرائيل ستتجنب تغيير سياستها الحالية مع موسكو.

الدبلوماسية تندثر
وتشير “ذا غارديان” إلى أن تفاصيل قليلة كشفت من استدعاء السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، لتوضيح تصريحات لافروف.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن محللين قولهم إن تصريحات لافروف تعد دليلا على “تطرف” الكثيرين في الحكومة الروسية، بالإضافة إلى تشتت خطط موسكو بشأن أوكرانيا.

ويقول المحلل الروسي والدبلوماسي السابق، ألكساندر باونوف: “الدبلوماسية كمهارة، وكفن انهارت مثل كل شيء آخر في 24 فبراير”، أي عند اجتياح روسيا لأوكرانيا.

ويضيف لـ “ذا غارديان” أنه “لا توجد هناك قوانين ولا مهارات ولا منطق.. لم يعد شيء كما كان عليه سابقا، كلهم مشتتون في هذا العالم الجديد، من بينهم أشخاص مثل لافروف، وبوتين نفسه، لا يعرفون كيف يتحدثون وما هو مسموح به من عدمه”.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours