قال مبعوث تركيا الخاص إلى ليبيا، النائب إمر الله إيشلار، اليوم الاثنين، إن بلاده توجه الدعوة لليبيين من أجل تقديم الدعم لحكومة “الوفاق الوطني”، وذلك في ختام زيارة أجراها إلى ليبيا، التقى خلالها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز سراج.
وفي تصريح لإيشلار للصحفيين أدلى به عقب انتهاء اللقاء اليوم في طرابلس، أضاف “لقد آن الآوان لتحقيق الوحدة، وتوحيد الصفوف في ليبيا، ونتوقع التحرك في هذه المرحلة بروح التوافق، وإعطاء زخم لتحقيق الأمن على الأراضي الليبية، ونوجه الدعوة لليبيين، لتقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطني”.
وشدد على أن “تركيا ستقف دائما إلى جانب ليبيا في كل وقت، والكل يعلم أن ليبيا أمام تحديات كبيرة، ولا داعي لتذكير الليبيين بها، لأنهم الأعرف بتلك التحديات”.
وفي نفس الإطار، بيّن المبعوث التركي أن “بلاده تعلق أهمية كبيرة على استقرار ليبيا، ووحدة أراضيها، وهي بالنسبة لها ليست كأي دولة، بل هناك روابط تاريخية، وأواصر قرابة، وبناء على ذلك، منذ البداية وقفت على مسافة واحدة من كل الأطراف الليبية، وبذلت جهودا جبارة لتحقيق السلم والاستقرار في البلاد”.
وذكّر إيشلار بـ”الدعم الذي قدمته تركيا لليبيا بعد ثورة فبراير ٢٠١١(التي أطاحت بحكم الرئيس معمر القذافي)، وانطلاقا من ذلك دعمت أنقرة مسار الحوار لكي يكلل بالنجاح، وشجعت جميع الأطراف على تبني هذا المسار، واتخاذ مواقف بناءة إزاءه، وتقديم الدعم المطلوب لنجاحه”.
وأضاف أنه “زار كمبعوث خاص لتركيا، كلا من طبرق ومصراته وطرابلس، ما بين ٢٠-٢١ أكتوبر/تشرين الأول من عام ٢٠١٤، ومدينة البيضاء في ٣ نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام، وقدّم لكل من قابله في تلك الزيارات نفس الرسائل، قائلا لهم بأن المشكلة في ليبيا سياسية، ولابد أن يكون الحل سياسيا أيضا، والطريق الوحيد هو الحوار لا غير، لافتا انتباههم لأهمية الحل السياسي، والحوار الشامل والوحدة، ومؤكدا أنه لا يمكن قبول التدخل الخارجي في ليبيا أيا كان”.
من جهة ثانية، أوضح أن “تركيا بحضورها في الصخيرات(مدينة مغربية احتضنت جولات الحوار السياسي الليبي)، أكدت دعمها وتأييدها للاتفاق السياسي، والآن انتقلت ليبيا لمرحلة هامة بعد استقرار المجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس، تنفيذا لما جاء في نص الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، حيث أن بلاده رحّبت بهذه الخطوة”.
وكشف أنه في زيارته التي اختتمها اليوم، “التقى خلالها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز سراج، والأعضاء الآخرين في المجلس، ونقل لهم تأييد تركيا للجهود التي يقوم بها المجلس الرئاسي، للوصول إلى توافق في البلاد”.
وتابع القول “نعلّق أهمية كبيرة على جهود الحوار التي بدأت في المرحلة الجديدة بين الأعضاء في المجلس الرئاسي، وكافة مكونات الشعب الليبي”، موضحا أنه أجرى عددا من اللقاءات خلال زيارته مع عدد من المسؤولين الممثلين للأطراف الليبية”.
ووصل الأربعاء الماضي رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، ونوابه، إلى العاصمة طرابلس، قادمين من تونس عبر البحر، وذلك بعد إعلانهم أنهم سيباشرون مهامهم منها، وسط رفض جماعات سياسية وعسكرية لذلك وتأييد أخرى.
ووقعت وفود عن المؤتمر الوطني العام بطرابلس ومجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا والنواب المقاطعين لجلسات الأخير إضافة إلى وفد عن المستقلين وبحضور سفراء ومبعوثين دول عربية وأجنبية، في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالصخيرات المغربية، على اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة فائز السراج، في غضون شهر من بدء التوقيع، لتقود البلاد خلال الفترة الحالية وتعالج الأزمات الراهنة.
وفي 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، رفض مجلس النواب الليبي التشكيلة الحكومية التي تقدم بها فائز السراج، والمكونة من 32 وزيرًا، مطالبًا الأخير بتقديم تشكيلة أخرى لحكومة مصغرة خلال عشرة أيام.
وقدم السراج بالفعل تشكيلة جديدة، لا زالت تنتظر منحها الثقة، بالتزامن مع فشل مجلس النواب في عقد جلسة مكتملة بسبب خلافات بين النواب، حيث يعارض البعض منح الثقة لحكومة السراج، فيما يوافق البعض الآخر على ذلك.
وللمرة الثامنة، فشل مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا، اليوم الإثنين، في عقد جلسة للتصويت على منح الثقة لحكومة “الوفاق الوطني”، برئاسة “فائز السراج”؛ وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لحضور الأعضاء، والذي يعد شرطا لازما لانعقاد الجلسة.
+ There are no comments
Add yours