انطلق اليوم الجمعة، الاحتفال السنوي بموسم النبي موسى عليه السلام، في مقامه، شرقي القدس، بمشاركة فلسطينية، وبحضور ودعم تركي.
ويقام الحفل هذا العام الذي تنظمه وزارة الأوقاف الفلسطينية، برعاية وكالة التعاون والتنسيق “تيكا” (تابعة لرئاسة الوزراء التركية)، وبمشاركة فرق كشفية وصوفية فلسطينية، إلى جانب فرقة “المولوية الصوفية التركية”، بحسب القائمين على الحفل.
وقدمت الفرق أناشيد صوفية باللغة التركية، إلى جانب فقرات فنية قدمتها فرق صوفية فلسطينية.
ويستمر الاحتفال بالموسم الذي يقام في ساحات المقام، حتى الـ15 من الشهر الجاري، ويقدم فيه المشاركون أغانٍ وأمسيات صوفية، إلى جانب “الدبكة الشعبية” (رقصات فلسطينية فلكلورية).
وقال ماجد الفتياني محافظ أريحا، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن استمرار فعاليات موسم النبي موسى عليه السلام، يدل على التمسك بالموروث الثقافي الفلسطيني.
وأضاف “نحن نؤكد على تمسكنا بتراثنا، وبقائنا على أرضنا ومواجهة الاستيطان والاحتلال”.
ومضى بالقول “في مثل هذا اليوم وقبل 68 عامًا، ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة دير ياسين قرب القدس المحتلة، في الذكرى، نؤكد أننا باقون وصامدون على أرضنا، نمارس حقنا في العيش والمقاومة، حتى تحقيق استقلال بلادنا والقدس عاصمتها”.
وتابع “إسرائيل تواصل حتى اليوم سياستها بالقتل اليومي بحق شعبنا، تحاصر البلدات الفلسطينية وتهود المقدسات، وتصادر الأراضي”.
من جانبه قال القنصل التركي في القدس، مصطفى سرنيج، في كلمة له، إن مشاركته في الحفل تعبر عن مدى التقارب التاريخي والديني بين الشعبين الفلسطيني والتركي، مشيراً أن بلاده تبدي اهتماماً كبيراً بالقضية الفلسطينية، وتقدم الدعم المالي والسياسي لها.
ولفت أن “الحكومة التركية تواصل دعم الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال المشاريع وبناء المؤسسات، وتطوير الكادر الفلسطيني، من أجل تحسين معيشة الشعب الفلسطيني الذي تربطه بالشعب التركي علاقات أخوية”.
واستطرد قائلًا “نحن لن نترككم وحدكم، وسنكون معكم وبجانبكم ولن نتخلى عن تقديم الدعم حتى إنهاء الاحتلال، وهو الضمانة للوصول للأمن والاستقرار وجلب السكينة والطمأنينة”.
من جانبه قال وزير الأوقاف الفلسطيني، يوسف ادعيبس، في كلمته، إن “الحكومة الفلسطينية تبدي الاهتمام الكبير بالاستمرار بفعاليات موسم النبي موسى”، لافتًا أن “الاحتفال رافعة سياسية ووطنية فلسطينية، وتأكيد على استمرار الفعاليات التي بدأت منذ عهد صلاح الدين”.
وأضاف “منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، أولت الدول المتعاقدة على فلسطين أهمية باستمرار الفعاليات، والخلافة العثمانية أضفت عليه طابعًا رسميًا من خلال مشاركة الفرق العسكرية وموسيقاها في الاحتفال”.
وأكد أنه “منذ العام 2014 ومؤسسة (تيكا) الداعم الرسمي للحفل، وتبدي اهتمامًا كبيرًا في أحيائه”.
وموسم النبي موسى، احتفال سنوي اعتاد عليه المسلمون، حيث بدأ منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، وتواصلت في مختلف الحقبات التي تعاقبت على فلسطين، إلا أنه توقف منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية في العام 1967، وعاد لينظم مرة واحدة في
1987، ومنذ عام 1997 أعادت السلطة الفلسطينية تنظيمه من خلال وزارة الأوقاف الفلسطينية.
ويقع مقام النبي موسى، على بعد 15 كم، شرقي مدينة القدس، باتجاه مدينة أريحا في غور الأردن شرقي الضفة الغربية، وبين جبال قاحلة تطل على “البحر الميت” أكثر منطقة انخفاضاً في العالم.
+ There are no comments
Add yours