انطلاق احتفالات رأس السنة الأمازيغية في الجزائر

انطلقت احتفالات رسمية وشعبية، اليوم الخميس، في مدينة بني سنوس، بمحافظة تلمسان (غرب الجزائر)، بمناسبة حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2967، الموافق 12 يناير/كانون الثاني من كلّ عام.

وبثت وسائل الإعلام الرسمية الاحتفالات، التي تستمر لغاية 16 من الشهر الجاري، وتنظم لأول مرة تحت رعاية الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بعد أن أصبحت الأمازيغية لغة ثانية في البلاد بعد اللغة العربية، بموجب تعديل دستوري صدر مطلع العام الماضي 2016.

وبدأت الاحتفالات، التي شارك فيها وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، وممثلين عن جمعيات ثقافية وفاعلين في المجتمع المدني، بكرنفال استعراضي شارك فيه نحو 900 شاب جزائري.

وجاب الاستعراض الراقص، شوارع مدينة "بني سنوس" قبل أن يحط الرحال بملعب "البلدية"، حيث أدّى المشاركون رقصات أمازيغية، رافقتها أغاني قبائلية وعزف على آلات تقليدية، وقرع على الطبول أدتّها فرق فولكلورية.

وشهد الاحتفال ندوات فكرية وأكاديمية تناولت البعد الثقافي والتاريخي لمناسبة رأس السنة الأمازيغية، إضافة إلى إقامة معرض تقليدي لمنتجات مصنوعة محليا على غرار الأواني الفخارية، والصناعات الخشبية، ومالخياطة الجلدية، ومجموعة من الأزياء النسوية الأمازيغية.

في السياق، قالت مديرة النشاطات بوزارة الشباب والرياضة، سامية بن مغسولة، إنّ "الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، تهدف لتكريس المكوّن الأمازيغي لدى الشباب الجزائري".

وأضافت "بن مغسولة"، في تصريحات للتلفزيون الحكومي، أن "الأمازيغية لها أبعاد وطنية وموجودة على مستوى كامل التراب الجزائري".

وأوضحت أن إطلاق الاحتفالات في مدينة "بني سنوس" الواقعة في جنوب ولاية تلمسان (غرب) يأتي لكونها تعتبر مهد الحضارة الأمازيغية.

يشار أنّ الاحتفالات بـ"ينّاير" المقامة في البلاد، تحمل شعار "جزائري وأفتخر بأمازيغيّتي"، وتأتي وسط دعوات أمازيغية تطالب الحكومة بإعلان هذا اليوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر.

والأمازيغية هي اللغة الرئيسية في التعاملات اليومية لسكان منطقة القبائل الكبرى في الجزائر، التي تضم محافظات عدة شرق العاصمة، وينقسمون، وفق باحثين، إلى مجموعات منفصلة جغرافيا، وهم القبائل في بلاد القبائل (شرق العاصمة)، والشاوية في منطقة الأوراس (جنوب شرق)، والمزاب (المجموعة الأمازيغية الوحيدة ذات المذهب الإباضي) في منطقة غرداية (500 كلم جنوب).

ويضاف إلى تلك المجموعات، الطوارق (أقصى الجنوب الجزائري)، والشناوة في منطقة شرشال (90 كلم غرب)، وهناك مجموعة بربرية أخرى قرب مدينة ندرومة على الحدود مع المغرب، وتتميز لغتها أو لهجتها بقربها الكبير من الشلحية وهم أمازيغية الشلوح (بربر) في المغرب.

ولا توجد أرقام رسمية بشأن عدد الناطقين بالأمازيغية كلغة، لكنهم مجموعة من الشعوب المحلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقا، إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا. –