المعرض الأوحد للمجلة حول العالم يختتم فعاليات دورته ال11 باسطنبول

1 min read

آسيا اليوم

 

معرض فريد من نوعه حول العالم، تنظمه جمعية المجلات التركية، بدعم ورعاية من العديد من الهيئات والمؤسسات الثقافية والسياحية في تركيا، إنه “المعرض الدولي للمجلات”.

 

اختتمت أمس الأول فعاليات المعرض الدولي للمجلات في دورته ال11، والذي نظمته جمعية المجلات التركية، برعاية Albayrak Medya وبدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية والوكالة التركية للتعاون والتنسيق TIKA، وذلك في محطة قطار سيركجي بالعاصمة التجارية اسطنبول، والتي يعود تاريخها إلى العام 1207، وهي المحطة التي انطلق منها أول قطار متوجه من تركيا إلى مكة مباشرة.

وشارك في المعرض 350 مجلة محلية وأجنبية، من 30 دولة من أوروبا وإفريقيا وآسيا، إضافة إلى عدد كبير من أصحاب امتيازات المجلات والناشرين ورؤساء التحرير.

وبشكل عام ومن خلال فعاليات المعرض التي امتدت خلال الفترة من 8-12 يونيو الجاري، فإن ثمة قلق عام عبر عنه جل المشاركين حول مستقبل المجلة كوثيقة لا بد أن تظل تنبض بالحياة، متسائلين: ماذا بعد زوال الإنترنت؟ 

كيف سنستحضر الأحداث والفعاليات والصور لحقبة الإنترنت إذا ما اكتفينا به كأداة لأرشفة واقعنا؟ 

 

الدول المشاركة

 

ولم يتجاهل الحضور أكبر التحديات التي تواجه بقاء المجلة، والتي منها التكلفة المالية للنشر وتسيد النشر الإلكتروني والرقمي، إلا إنهم أبدوا تفهما على مبدأ واحد تمثل في إن للمجلة المطبوعة بشكل خاص مكانة خاصة وستظل كذلك إلى أمد بعيد. 

وزار عشاق المجلات كل جناح واحدًا تلو الآخر، واطلعوا على المنشورات فيما أتيحت لهم الفرصة للحوار والحديث مع فرق عمل ومسؤولي المجلات المختلفة. 

وحظيت المشاركات العربية التي ضمت أكثر من 20 مطبوعة في فعاليات المعرض ممثلة في مجلة “السياحة العربية” من مصر، ومجلة “أسواق”، ومطبوعات أخرى عديدة صادرة عن مديا هب إنترناشيونال، ومجلة “الإعلامي” العربية ومطبوعات أخرى صادرة من هولندا، باستحسان وقبول وإشادة العديد من الجهات التركية والأجنبية المشاركة إضافة إلى طبقة كبيرة من المثقفين والمهتمين بصناعة نشر المجلات والمطبوعات، حيث أبدوا احترامهم واعجابهم بهذا التنوع الإعلامي للمجلات والمطبوعات، فيما أبدوا استعدادهم للتعاون الجاد والبناء والواسع مع المشاركات العربية. 

أقيم المعرض وهو الحدث الثقافي والأدبي الهام لصحفيي وناشري وكتّاب تركيا والعديد من دول العالم، بمساهمة من الاتحاد العالمي للاتصالات من عدد من البلدان (أذربيجان، أوزبكستان، كازاخستان، قيرغيزستان، جمهورية شمال قبرص التركية، غاغوزيا (مولدوفا)، أوفا (باشكور توستان)، القرم (أوكرانيا)، تتارستان، تركستان الشرقية، بلغاريا، كوسوفو، رومانيا، مقدونيا ومصر والإمارات العربية المتحدة وفلسطين وتركمان (العراق) وجنوب أذربيجان (إيران) وهولندا. 

فعاليات وحضور

 

وشهدت أيام المعرض عددا من الفعاليات الإعلامية والثقافية والفنية التي نظمت لتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب فيما حضرها: أحمد مصباح دميرجان، نائب وزير الثقافة في جمهورية تركيا، وجابر دوكو، نائب وزير النظام السياسي والعلاقات بين الطوائف في شمال مقدونيا، ونابي أفشي، وزير الثقافة السابق لجمهورية مقدونيا. 

كما حضر عن جمهورية تركيا، فاتح بايهان، رئيس اتحاد المجلات في تركيا، والدكتور شمس الدين خوجه، وعدد من رؤساء البلديات. 

 

نجحنا 

ومن جانبه أكد، د. شمس الدين خوجه، مسؤول المشاركات الخارجية في معرض المجلات الدولي نجاح فعاليات الدورة الحادية عشرة للمعرض وقال: لا نبالغ القول بنجاح فعاليات هذه الدورة، وذلك استنادًا إلى اعتبارات عديدة، أبرزها عدد المشاركين، ونوعية المشاركات التي اتسمت بالشمول لكافة قطاعات النشر، مثل المجلات وما يتعلق بها من مطبوعات تناولت قضايا الأسرة، والأطفال والترفيه والعلوم والثقافة والأدب والدين والسياسة والديكور والرسم… وغيرها من المجالات. 

السياحة العربية

 

وفي سياق متصل، أبدى رئيس مجلس إدارة مجلة “السياحة العربية”، المطبوعة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، مازن الشاذلي، ارتياحه وسعادته للمشاركة في فعاليات هذا المعرض وقال: حقا، إنها تجربة مميزة وجديدة لنا في تركيا كناشرين من جمهورية مصر العربية والمنطقة العربية بشكل عام، مما يشكل نقلة نوعية في التوسع الجغرافي والمكاني لنشاطنا الإعلامي والصحفي، ونأمل في المزيد المشاركات الصحفية خلال المرحلة المقبلة، ليس في تركيا فقط، بل في دول أخرى على اعتبار تخصصنا في المجلة لقطاع السياحة بكافة فئاتها وتنوعها، وهذا ما يميز مطبوعتنا عن غيرها من حيث التنوع المعلوماتي للسياحة في المنطقة العربية ووسط آسيا وخاصة كازاخستان وأذربيجان. 

ولفت الشاذلي، إلى أن المؤمن مرآة أخيه، لذا حرصنا من أول يوم مصارحة منظمي المعرض الدولي للمجلات، بالسلبيات قبل الإيجابيات، وذلك حرصا منا على أن يكونوا الأفضل دائما، خاصة والمعرض في تركيا، المعروف عنها روعة التنظيم، وحسن الرعاية، وسلاسة وجودة الأداء. لكن إجمالا وعلى الصعيد الشخصي، برع المنظمون في حسن اختيار المشاركين، ورأيناهم كإخوة لنا، وغمرتنا روح أسرية رائعة، تجاوزنا بها بعض المسالب التي رأيناها. كما تمكنوا من إضفاء أجواء من البهجة والتعاون والتقدير، خاصة د. شمس الدين كوزه جي، وفاتح باهيان، ونتمنى مزيدا من المنتديات والمعارض والمؤتمرات والفعاليات الناجحة تحت إدارتهم دائما، ونحن معهم طبعا. 

 

بناء أسس إنسانية

 

ومن جانبه، أعرب الدكتور جمال السامرائي، الخبير الإعلامي، ورئيس تحرير مجلة “الإعلامي” التي تصدر في هولندا قائلا: كان الهدف من اللقاء هو بناء أسس إنسانية وحضارية بين الإعلاميين حاملي لواء الكلمة الحرة الصادقة، ولقد كان من فضل الله تواجد الصفوة الخيرة من العالم بضمنهم أبناء العروبة، في سماء الحرف النير وشعاع النور في عقد لقاءات ومناقشة أوضاع الكلمة النافذة والتعرف على تجارب الشعوب وثقافتهم، بادرة مهنية صادقة والشكر الجزيل لكل من ساهم في وضع اللبنات الأولى لمشوار الكلمة والحروف التي باتت عوامل مشتركة في فهم مدى التطور الحاصل والتعرف على أسلوب العمل الصحفي والإعلامي الخلاق بين الشعوب البعيدة والمنسية.

 

أزمة المجلة

أما، الدكتور عبد الرحيم عبد الواحد، الناشر والإعلامي والمؤسس للعديد من المجلات والمطبوعات من خلال ميديا هب إنترناشيونال وميديا هب كونيكشن ماليزيا، فحدد انطباعاته عن المعرض قائلا: في الحقيقة، بالرغم من بعض الإشكاليات الفنية والتنظيمية التي ربما تحدث في الكثير من الفعاليات، إلا أن ما يميز هذا الحدث هو خصوصية النوع، حيث أنه متخصص إلى درجة التميز في الفكرة والمحتوى، مما فرض حالة من التشويق لدينا شخصيا ولدى زوار المعرض والمشاركين أيضا من خارج تركيا، الذي أعلنوا خلال جلسات العمل أو النقاش، اعجابهم بذلك ومستعدين للمزيد من التواصل والمشاركة في مثل هذه التظاهرات الثقافية.

 

وأضاف، عبد الواحد: لا أبالغ القول إذا ما رسمت عبر هذه السطور صورة قاتمة عن وضع صناعة النشر والكتاب، خصوصاً في ظل ما بعد جائحة «كورونا» التي أرخت بظلالها الثقيلة على قطاع يتميز أصلاً بـ «الهشاشة» قبل حلول الوباء، وزاد من تفاقم الحالة، تدني مستوى القراءة، والزحف الإلكتروني والرقمي الذي أتى على الأخضر واليابس في هذا القطاع الداعم الأساسي لاستمرارية المجتمعات. فمنذ بدايات القرن العشرين، واجهت المجلات الثقافية العربية فترات ازدهار وفترات اضمحلال، وهذه الأخيرة أبرز ملامح المرحلة، حيث أن أزمة صناعة المجلات والنشر بشكل عام، وإن كانت تأثرت خلال العامين الماضين بوباء «كورونا»، غير أنها جاءت بسبب غياب الربط بين المشروعين الثقافي والاجتماعي في معظم البلدان العربية، ونعتقد جازمين بأن ذلك هو أصل الأزمات التي تعصف بوضعية المجلات والنشر عموما في دول الشرق الأوسط العربية. 

وأضاف: إن المال وحده لا يحدد مصير صناعة المجلات، بل ولا يضمن استمراريتها، بل عدد القراء هو من يحدد مصير صناعتها، لذلك يمكننا إطلاق وصف محدد لحالة المجلات العربية في عصر “الرقمنة والتكنولوجيا”، بأنها تعاني عثرات كثيرة، لكنها تحاول الصمود، فهي تواجه وبشراسة معضلة التمويل، والتوزيع وانحسار المعلنين وتراجع النسبة في عدد القراء.

ويرى رئيس مجلس إدارة ميديا هوب، أن أزمة صناعة المجلات ونشرها ترتبط قويا بمدى ارتباطها بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وخاصة إذا ما علمنا بأن غالبية الدول العربية تعيش حالة عداء مع الثقافة والمثقفين الحقيقين.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours