احتفالات شعبية حاشدة في أوزبكستان بمناسبة عيد النيروز.. وكريموف: فرصة لنسيان الصراع والعدوان

1 min read

 

محمود سعد دياب

أتمنى ان يجلب النوروز لكل اسرة ,  لكل منزل , ولجميع بلادنا بالخير و السعادة والبركة والامان!.. وأتمني ان تتحقق جميع امنياتنا ونوايانا ! .. عيد نوروز مبارك لكل منا!   

تشهد دولة أوزبكستان احتفالات شعبية هذه الأيام بمناسبة عيد النوروز، تكريما لهذا العيد، وتشتمل إقامة العديد من المراسم والتقاليد الخاصة التي يحرص الشعب الاوزبكي على الالتزام بها وذلك من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة المختلفة، وشهدت ساحات وحدائق العاصمة طشقند وعدد من المدن، فعاليات ثقافية ورياضية احتفالًا بعيد النوروز، وزعت خلالها الحلوى الخاصة بهذا العيد، كما أقيمت عروض مسرحية وحفلات راقصة.

وفي كثير من الأحيان، تُقام أنشطة احتفالية في الهواء الطلق، مثل لعبة “كوبكاري”، ومباريات المصارعة، وسباق الخيل، بمناسبة الاحتفال بالنوروز في أوزبكستان، وهناك تقاليد نوروزية أخرى تشمل عروضاً محلية في الشوارع، والمشي على حبال البهلوانات، الذي يُسمى “باند بازي”، في إيران، فضلاً عن رياضة “بوز كاشي”، في أفغانستان، التي يتنافس فيها فرسان يستهدفون شكلاً يمثل رأس عِجْل.

ولقد تنقلت هذه التقاليد السنوية الخاصة بالاحتفال بحلول الربيع من جيل إلى جيل طوال الألفية الماضية، وربطت فيما بين مجتمعات شتى، كما أنها تُعد أمثلة بارزة على نشر الطقوس والتقاليد طوال طرق الحرير التاريخية.

فعيد النوروز، كما وصفناه، يوفر فرصة ليس للاستمتاع بالعادات الثقافية القديمة، والأغاني التقليدية، والموسيقى، والرقص، والطقوس، والأطعمة، والقصص فحسب، وإنما أيضاً لتعزيز السلام والتضامن فيما بين المدن والمجتمعات المحلية وتقوية أواصر الصداقة والتبادل التي رسخت على مر التاريخ.

ولما كان عيد النوروز يكتسي أهمية كبرى، فقد أُدرج في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بوصفه يمثل قيمة عالمية للإنسانية، كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في عام  ٢٠١٠ قراراً أُعلن فيه يوم ٢١ آذار/مارس يوم نوروز الدولي للسلام يُحتفل به كل عام في ٢١ آذار/مارس.

من جانبه؛ هنأ الرئيس اسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان  شعبه بمناسبة عيد نوروز 2016 قائلا:

 

السلام عليكم ايها المواطنون الاعزاء و الضيوف الكرام! 

فى هذه الأيام التى نهضت الطبيعة، افتتحت الأزهار و ارتدى ما حولنا بالأزياء الخضراء، قد دخل النيروز الى بلادنا، و هو فصل التجدد. ويسعدنى تقديم تهنئتى و تمنياتى العميقة و احترامى الفائق لكم بهذه المناسبة   عيد النيروز له تاريخ عمره آلاف السنين يرجع تاريخه الى  عهد “اويستو”. و هو عيد قديم ووطني الأصيل، بعيد عن السياسات، و عام جديد شرقى فيه يساوى الليل والنهار، وهو عيد ربيع، محبوب، جميل الذى احتلّ طبيعة شعوبنا، ووعيهم وقلوبهم.

ومع هلول نسيمه وافتتاح براعم النباتات فى فصل ساحرو فريد من نوعه يشعر الانسان فى نفسه شمّ الربيع , كل واحد منّا يشعر فى نفسه أنه ناضر ونشيط كل واحد منّا يحس أنه عضو لا يتجزأ من الطبيعة.

وفي هذه الأيام البهيجة العامرة بالفضل يحتفله مواطنونا فى جميع أنحاء بلادنا، حول سفرة العيد فيها أكلات عيدية مثل :”سومالاك” و”حليم” و “سامبوسج بالخضروات” و”غوجة” ، و يتناولون هذه النعم الربيعية مع أسرتهم و أصدقائهم و أقربائهم.

وليس من الصعب أن تشاهدوا هذه النزهة البيهجة  فى المنازل والمراكز حتى فى أقصى القرى. يحتفل شعبنا هذا العيد فى جو عيدى ذى البهجة رغما عن انتمائهم الى قومية أخرى، و ليس ققط يهنؤون بهذه المناسبة من عرفوا، بل يهنؤون بهذه المناسبة من لا يعرفون، و يحتضنوهم و يتمنّون لهم السعادة  و التوفيق. اظن لو أقول هذا لا يتجاهله أحد، لقلت الحقيقة.

انتهازا من هذه الفرصة الطيبة للذين اجتمعوا فى ميدان الاحتفال و لشعبنا جميعا أرجو التكرم بقبول فائق تمنياتى الخالصة و احترامى الحميمة، أقول لكم أقوالا مباركا لجدّنا علىشير نوائى: “عيد النيروز مبارك لكم، فليكن جبيع أيامكم النيروز”.

 

أيّها الأصدقاء الأعزاء!

روح النيروز التى لا تموت و مقدّساته لا تزال تتناقل من الأجداد الى الأجيال و أن هذه العادات و التقاليد رغما عن مرور آلاف القرون تترك أثرأ عميقا فى وعى شعبنا و يزداد أثره.  و على سبيل المثال: يتبين من حضارتنا منذ آلاف السنين؛ أنّ الناس  فى فصل النيروز ينسون الصراع و العدوان و الزعل بينهم، يتعزز المشاعر الانسانية كنشوء الرحمة و الشفقة و التضامن بين الأمم و الملل. فلنفرض مثلا فى الموضوع: لو نعود الى مفاوضات السلام و الحل السياسى فى ايقاف  التوترات المستمرّة و الصراعات الدمويّة المستمرة ، و فى تسوية القضايا الشائكة ، اذا قلنا بتعبير شعبنا:”لكان العالم مزدهرا”

أقول بثقة كاملة، فى هذه اللحظات الطيبة لو سألنا من شعبنا الذين شاهدوا الفترات الصعبة و التحديات واحتفظوا الرحمة و العوف فى أعماق قلوبهم : ما هى تمنياتكم الخالصة فى غرة العام الجديد الشرقى من المقرر أن يجيبوا من غير تردد: “نريد السلام و الأمان”.

ولابدّ أن نبحث سبب هذه المبادرة ورأس جذورها من حضارتنا القديمة وواسعة المجال، ومن ميراث الذى ترك علمائنا ومفكرينا الذين ساهموا فى تنمية البشرية العامّة، ومن كون بلادنا مهداً للعلم والمعرفة والثقافة.

و ليس من السر أن الخصائص الفاضلة والسلوكيات العالية التى ينتمى الى شعبنا  مثل الجود و الكرم، الرحمة والشفقة، ومساعدة المحتاجين، التشرف من دعوات الكبار، الاعتناء باليتامى و غيره من الأعمال المثابة قد امتزجت بدماء و عظام شعبنا.

وهذه الخصائص تناقلت الأجيال على مرور العصور وتطورت حتى أصبحت فكرة انسانيّة ثمّ كانت قاعدة ثابتة لوعي شعبنا المعنوى والعملى.

ومن الطبيعى أن شعبنا الذين يمتلكون الخصائص و الفضائل النادرة ويعيشون بآمال طيبة، و يرجون السماء المصفى، لا شكّ أنهم يتعاملون من جيرانهم القريبة و البعيدة على أساس الاحترام و الصداقة والتضامن والمصالح المشتركة بينهم. و هم يحسبون أنّ محافظة و تأمين بلادنا وشعبنا من  أى المكاره من واجبهم الأول.

اليوم و فى هذه اللحظات البهيجة؛ أريد أن تسمحوا لي أن أقدم لمن اجتمع فى الميدان الجميل و من يشتركون فى احتفال عيد النيروز من سفراء العالم و وفود المنظمات الدولية، و حلفائنا فى التعاون المشترك شكرى و تقديري، وأقدم لهم تهنئتى بعيد النيروز من شعبنا، أقدم لهم احترامنا و تحياتنا.

 

  ايها المواطنون الاعزاء!

أهنئكم — أعزائي الذين تجمعوا اليوم واصبحوا حشودا في هذا الميدان المبارك! أنني أري من خلال كيانكم، شعبنا  الكريم الذين ساهموا مساهمة كبيرة فى سبيل  تنمية و ازدهار أوزبيكستاننا و أبهروا بأعمالهم  المشجعة و المتقنة و الذين لا يستسلمون الى قوى العنف والذين يحافظون عزتهم، أنني اعظم أمام شعبنا الكريم و الفاضل و أنا قائم أمام هذا المنبر العظيم.

والان أودّ أن أقول كلمة لشباب اوزبكستان الذين سيصبحون مساندينا: في هذه الفترة المتغيرة و الحساسة الذي نمر بها الان واجبنا نحن و بالاخص أنتم يا ابنائي الاعزاء عليكم تعلم العلم الحديث , المهن المختلفة  و الاستغلال التام للتقنيات الحديثة و بكل هذه المعارف سنعمل معا على تحقيق رفع درجة منافسة بلادنا فى الميدان الدولى الى مرحلة جديدة و تجديد اقتصادنا و تحديثه و تنويعه  ثمّ استخدام كل ذلك كآليات تنميتنا .

وفى سبيل تحقيق هذه الغايات المهمّة أعتقد أنكم قادرون على تبربر ثقة شعبنا و وطننا انا دائما مستعد لتأييدكم و تشجيعكم .

 

ايها المواطنون الكرام :

ايها الشعب العزيز انني اثق في انكم سوف تنالون ثقة وطننا وفي هذه الايام الجميلة و المباركة اهنؤكم جميعا من  قلبي خالصا مرة أخرى بعيد النوروز !

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours