إعلام اسرائيلي يكشف عن مذبحة لجنود مصريين والخارجية تطالب دولة الاحتلال بالتحقيق

1 min read

آسيا اليوم ووكالات

كشفت وسائل إعلام تابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلية النقاب عن مذبحة جماعية ارتكبت بحق جنود من الصاعقة المصرية في منطقة اللطروف بالضفة الغربية.

وطالبت مصر عبر وزارة خارجيتها، دولة الاحتلال، بتحقيق للاستيضاح حول مذبحة ارتكبت بحق الجنود المصريين خلال حرب يونيو عام 1967.

 

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية مساء الأحد، تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة المذبحة التي تشير تقديرات أن الضحايا بالعشرات..

 

وقال المتحدث باسم خارجية مصر إنه رداً على ما تردد في الصحافة الإسرائيلية حول وقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، “تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة”.

 

وفي اليومين الماضيين، كشف الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، المختص في شؤون الأمن، وصحيفتا يديعوت أحرونوت وهآرتس العبريتان، عن “دفن جنود مصريين أحرقوا أحياء في حرب 1967، في مقابر جماعية لا تحمل أي علامات بمخالفة لقوانين الحرب ودون الإعلان عن قتلهم” وسط تقديرات تصل إلى عشرات.

وأفادت الخارجية المصرية في بيان بأنه “تم تكليف سفارتها في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات”.

 

وطالبت سفارتها بمطالبة إسرائيل بـ”إفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة”.

 

وأضافت: “تواصل السفارة المصرية في إسرائيل متابعة هذا الموضوع”.

 

ولم يصدر تعقيب فوري إسرائيلي بشأن البيان.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن القوات الإسرائيلية قامت بدفن أكثر من 20 من جثامين عناصر من قوة كوماندوز مصرية كانت قد دخلت كقوة مساندة للقوات الأردنية في الحرب.

وبحسب الصحيفة، بات موقع الدفن اليوم ساحة لركن السيارات في متنزه داخل مستوطنة “ميني إزرائيل” في منطقة اللطرون.

وقال زئيف بلوخ، وهو جندي إسرائيلي سابق كان خلال الحرب مسؤولاً عن هذه المنطقة، إن “جثامين نحو 20 جندياً من الكوماندوز المصري، وربما عشرات الجثامين لجنود مصريين آخرين، دفنوا في هذا الموقع، ولا أحد يعلم عن ذلك”.

 

وأضاف أن من تم دفنهم هناك “كانوا جنود احترقوا”، مضيفاً أن تلك المنطقة كانت مليئة بالأشواك والأعشاب العالية. وأشار إلى أن “عدداً من جنود الكوماندوز المصريين كانوا في المكان واحترقوا في الموقع”.

 

من جانبه كشف الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”، تفاصيل أكثر عن المذبحة وقال إن الجنود المصريين أُحرقوا أحياء ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية بدون علامات قرب القدس ودون تحديد هويتها، بشكل مخالف لقوانين الحرب.

 

وأشار ميلمان إلى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان قد وقّع قبل أيام من نشوب الحرب اتفاقية دفاع مشترك مع العاهل الأردني الذي كان يسيطر على الضفة الغربية، ولذلك نشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة كانت مهمتهما هي الهجوم داخل إسرائيل والسيطرة على اللد والمطارات العسكرية القريبة.

وأضاف ميلمان أنه وقع تبادل إطلاق النار وأطلق الإسرائيليون قذائف هاون وأضرموا النيران في الأحراش البرية التي كان يتحصن بها الجنود المصريين.

 

وأضاف بلوخ: “عندما استمرت المعركة، صدر أمر بإطلاق بقذيفة هاون عيار 52 ملم على القوة المصرية التي تحصنت بالمنطقة وقتله عناصرها، حيث لم يكن لديهم فرصة للهروب. ثم تقرر اشعال النيران في المنطقة بكاملها، وانتشر الحريق سريعاً في الأحراش الحارة والجافة، ولم يكن لدى الجنود المصريين فرصة للنجاة”.

 

وأضاف أنه في اليوم التالي جاء جنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة وقاموا بدفن جثث الجنود المصريين، وظل الأمر سراً حتى اليوم.

وحرب 1967 خاضتها إسرائيل ضد دول عربية واحتلت بسببها أراضي منها شبه جزيرة سيناء المصرية، قبل أن تحررها مصر بحرب أكتوبر 1973، ويتلوها بسنوات معاهدة سلام بين البلدين.

دائرة المعارف البريطانية

تقول دائرة المعارف البريطانية إن حرب الأيام الستة، وتسمى أيضا حرب يونيو أو الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة أو النكسة، هي حرب قصيرة وقعت في الفترة من 5 إلى 10 يونيو/حزيران من عام 1967، وكانت ثالث الحروب العربية الإسرائيلية.

 

وأدى انتصار إسرائيل الحاسم إلى احتلال شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس القديمة ومرتفعات الجولان السورية. وقد أصبح وضع هذه الأراضي لاحقا نقطة خلاف رئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي.

 

أهم أحداث الحرب

تقول دائرة المعارف البريطانية إنه ردا على التعبئة الظاهرة من جيرانها العرب، شنت إسرائيل في وقت مبكر من صباح يوم 5 يونيو/حزيران هجوما جويا استباقيا مفاجئا دمر أكثر من 90 في المئة من سلاح الجو المصري على مدارج المطارات. وقد أدى هجوم جوي مماثل إلى إعاقة سلاح الجو السوري. وقد تعرض الجيش المصري للهجوم بدون غطاء من الجو، وفي غضون 3 أيام حقق الإسرائيليون انتصارا ساحقا على الأرض واستولوا على قطاع غزة وكل شبه جزيرة سيناء حتى الضفة الشرقية لقناة السويس.

 

كما تم فتح جبهة شرقية في 5 يونيو/حزيران عندما بدأت القوات الأردنية في قصف القدس الغربية، متجاهلة تحذير إسرائيل للملك حسين بإبقاء الأردن خارج القتال، مما أدى لتعرضها لهجوم مضاد إسرائيلي ساحق. وفي 7 يونيو/ حزيران طردت القوات الإسرائيلية القوات الأردنية من القدس الشرقية ومعظم الضفة الغربية.

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار في 7 يونيو/حزيران، وقد قبلته إسرائيل والأردن على الفور، ووافقت مصر في اليوم التالي. لكن سوريا صمدت واستمرت في قصف القرى في شمال إسرائيل. وفي 9 يونيو/حزيران شنت إسرائيل هجوما على مرتفعات الجولان المحصنة واستولت عليها من القوات السورية بعد يوم من القتال العنيف. ووافقت سوريا على وقف إطلاق النار في 10 يونيو/حزيران.

 

النتائج والإرث

تقول دائرة المعارف البريطانية إن خسائر الدول العربية في الصراع كانت كارثية. وبلغ حجم الخسائر البشرية في مصر أكثر من 11 ألفا والأردن 6 آلاف وسوريا ألف مقابل 700 فقط لإسرائيل. كما منيت الجيوش العربية بخسائر فادحة في الأسلحة والمعدات.

 

وقد أدت تلك الهزيمة إلى إحباط معنويات كل من الجمهور العربي والنخب السياسية. وأعلن ناصر استقالته في 9 يونيو/حزيران، لكنه سرعان ما استسلم لتظاهرات حاشدة تطالبه بالبقاء في منصبه. وسادت حالة من النشوة في إسرائيل التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها القوة العسكرية البارزة في المنطقة.

وقد كانت حرب الأيام الستة بمثابة بداية لمرحلة جديدة في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين حيث أسفرت عن مئات الآلاف من اللاجئين ووضع أكثر من مليون فلسطيني في الأراضي المحتلة تحت الحكم الإسرائيلي.

 

وبعد أشهر من الحرب، وتحديدا في نوفمبر/تشرين الثاني، أصدرت الأمم المتحدة قرار الأمم المتحدة رقم 242 الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الحرب مقابل سلام دائم. وأصبح هذا القرار أساسا للجهود الدبلوماسية بين إسرائيل وجيرانها بما في ذلك اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر والضغط من أجل حل الدولتين مع الفلسطينيين.

وقد خلفت تلك الحرب ربع مليون لاجئ فلسطيني آخر – إضافة إلى 100 ألف لاجئ سوري، ولا سبيل لسلام في الشرق الأوسط دون حل مشاكلهم. وأصبحت إسرائيل قوة احتلال.

فقد استولت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من مصر، ومرتفعات الجولان من سوريا، والضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن.

 

كما خاضت إسرائيل حربا أخرى شديدة الخطورة مع سوريا ومصر في عام 1973، غير أنه مع مرور الوقت أصبح الضغط العربي الأساسي على إسرائيل آتيا من جانب الجماعات الفلسطينية، بزعامة منظمة التحرير الفلسطيني تحت قيادة ياسر عرفات.

 

وبالنسبة للفلسطينيين فقد كان الدرس المستفاد من الهزيمة المهينة التي لحقت بالدول العربية المحيطة بإسرائيل في عام 1967 هو أنه لا أحد سيضطلع بعبء القتال نيابة عنهم.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours