“أم المحسنين” التي وهبت مصر أجمل قصر على ضفاف البوسفور

1 min read

آسيا اليوم 

قصر “بيبيك”.. أحد أروع القصور المصرية الموجودة في مدينة اسطنبول، وهو هبة من هبات أميرة مصرية، لقبت ب”أم المحسنين”، شاءت الأقدار أن يظل شامخا حتى يعود ثانية لأحضان مصر؛ لكن كقنصلية هذه المرة.

تزين قصر “الوالدة باشا” مقر القنصلية المصرية بمدينة اسطنبول التركية، بــ علم مصر، وأثناء عبور القطع البحرية المصرية لمضيق البوسفور متوجهة لللاشتراك في مناورات مع روسيا في البحر الأسود، يخرج طاقم القنصلية من دبلوماسيين وموظفين للشرفات لاستقبالها وتحية أطقم السفن.

 

ويعد مبنى القنصلية إرث تاريخي شيده المهندس الإيطالي رايموندو ديرانكو سنة 1781، وبعد سقوط الدولة العثمانية، دخلت الوالدة باشا، أمينة هانم أم الخديوي عباس حلمي الثاني، في معركة قضائية ضد الحكومة التركية لإثبات أحقيتها في امتلاكه، ثم أهدته للحكومة المصرية لكي يكون مقر للبعثة في أسطنبول وهو من علامات المدينة ومضيق البوسفور. 

 

في المحاكم

عقب إعلان مصطفى كما باشا إلغاء الخلافة في تركيا ومصادرة جميع أملاك الأسرة العثمانية وتأميمها عام 1924م، حاول ورثة على باشا استعادة القصر، وقاموا باللجوء إلى القضاء التركي، وأعلنو أنه لم يتم تعويضهم من قبل السلطان عبد الحميد، عندما استولى على ممتلكاتهم، وقد خاض محامو الوالدة باشا معركة قانونيّة استمرت سنوات طويلة في المحاكم التركية حتى استطاعوا إثبات أحقية الوالدة باشا في هذا القصر.

واهبة القصر

أما الأميرة، واهبة القصر فهي، أمينة إلهامي، ابنة إلهامي باشا، ابن عباس حلمى الأول، وزوجة الخديوي توفيق، ووالدة الخديوي عباس حلمي الثاني.

أوقفت أمينة هانم حياتها واهتمامها وتبرعاتها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضى في الجمعيات الخيرية، حتى لقبت ب”أم المحسنين”، كما كانت تعرف أيضا باسم الوالدة باشا.
ولكى تتأكد الوالدة باشا من أن القصر سيبقى بعد وفاتها في أيدى مصرية فقد أوصت عند وفاتها عودة ملكية قصرها الموجود في بيبيك إلى الحكومة المصرية من أجل استخدامها كمقر للمفوضية الملكية المصرية في اسطنبول.

 

تصميم القصر

ويضم قصر والدة باشا، الذي يقع وسط البوسفور وفي منطقة آمنة، ثلاث واجهات تطل على البحر، وواجهتان تطلان على الشارع.
صُممت شُرفات الطابق الأول على نحو رائع حيث زُينت بتجويفات وتقعيرات فنية، والواجهة المطلة على البحر والواجهات الجانبية بها زخرفة غاية في الروعة، ويتوسط أعلى المبنى اسمين من أسماء الله تعالى.

جدير بالذكر أن مبنى القنصلية المصرية الذي يعتبر من أجمل المباني الموجودة في اسطنبول بفضل معماره الحديث قد تم ترميمه من قِبل شركة صاروهان للإنشاءات، واستمرت أعمال الترميم عامين ونصف العام.

أسماء القصر

اشتهر القصر باسماء منها: “قصر الخديوي”، و”قصر أمينة والدة باشا”، و”قصر الخديوي إسماعيل باشا”، و”قصر القنصلية المصرية”.

ويرجع تاريخ مبنى القنصلية المصرية المشيّد بأساليب الفن الجديد (آرت نوفو) إلى مطلع القرن العشرين، إذ يعد المبنى الثالث المشيد في اسطنبول، فالمبنى الأول هو قصر دري زاده محمد عطاء الله أفندي شيخ الإسلام في عهد السلطان عبد الحميد الأول المشيد في عام 1781، أمّا المبنى الثاني فهو مبنى رؤوف باشا أحد الصدر الأعظم للسلطان محمود الثاني، وبعد ذلك اشترى علي باشا –وهو صدر أعظم في فترة التنظيمات- القصر من رؤوف باشا ثم قام بتجديده.

 

أما قصر بيبيك فقد تحول ليصبح المقر الرسمي لوالدة الخديوي خلال رحلاتها إلى اسطنبول.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours