تعتزم برلين الاعتذار رسميا لجمهورية ناميبيا، عن “الإبادة الجماعية” التي مارسها جنود ألمان في الماضي بحق شعب الـ”هيريرو”، في ناميبيا(مستعمرة كانت تابعة للإمبراطورية الألمانية)، مطلع القرن الماضي.
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، سوسن شلبي، في مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة برلين اليوم الأربعاء، أن متحدثي الوزارة كانوا قد نعتوا تلك الأحداث بـ”الإبادة الجماعية”، مشيرة أن تلك الآراء لم يطرأ عليها أي تغيير.
ولفتت شلبي إلى استمرار المباحثات، التي بدأت مع ناميبيا (جنوب غرب أفريقيا) عام 2014، بشأن كيفية التصرف حيال هذه الحقبة الاستعمارية، مؤكدة أن “الجانبان يهدفان لإصدار بيان حكومي مشترك، بشأن استخدام لغة مشتركة حول الأحداث التاريخية، وتقديم ألمانيا اعتذارا عن تلك الأحداث، وقبول ناميبيا للاعتذار”.
وأشارت شلبي أن البيان الحكومي المذكور سيشكل أرضية للقرارات التي سيتخذها برلمانا البلدين.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “فرانکفورتر روندشاو” الألمانية أن الحكومة أكدت، خلال ردها على مساءلة برلمانية للحزب اليساري مؤخراً، أنها وصفت المجازر بحق الـ”هيريرو” وشعب ناميبيا، بـ”الإبادة الجماعية”.
وأشارت الصحيفة، التي نشرت نص الرد الحكومي، أنها للمرة الأولى تستخدم الحكومة الألمانية، مصطلح “الإبادة الجماعية” لتوصيف تلك المجازر في وثيقة رسمية.
تجدر الإشارة أن ألمانيا استعمرت في الماضي مناطق أفريقية باتت حاليًا دول الكاميرون، وتوغو، وناميبيا عام 1880. وخلال أعوام 1904 و1908، ارتكبت القوات الألمانية مذابح بحق شعبي الـ”هيريرو” والـ”ناما”، بأمر من الجنرال “لوثر فون تروثا” قائد القوات الألمانية في تلك المنطقة، تسببت تلك المذابح بإبادة معظم شعب الـ”هيريرو” ونصف شعب الـ “ناما”.
+ There are no comments
Add yours