قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الأربعاء، إن “تركيا لم تعترف بالضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، ولن تعترف بذلك في المستقبل(..)، مؤكداً أن “روسيا ضربت القوانين الدولية بعرض الحائط من خلال ضمها للقرم”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأوكراني، بيترو بوروشينكو، عقب اجتماع المجلس الاستراتيجي التركي- الأوكراني رفيع المستوى، في المجمع الرئاسي بأنقرة، أشار فيه إلى أهمية الاجتماع من الناحية السياسية والعسكرية والتجارية والاقتصادية والثقافية بين البلدين.
وأوضح أردوغان أنهم تناولوا خلال الاجتماع، قضايا دولية وإقليمية عدّة، على رأسها مسألة الأمن في حوض البحر الأسود، مؤكدًا أن بلاده ستواصل دعمها لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم، معتبرًا “أن قوة أوكرانيا واستقرارها السياسي، ضمانً للسلام والاستقرار في المنطقة”.
وتساءل أردوغان إن “روسيا تقول بأنها دخلت سوريا بدعوة من النظام، ولكن من الذي دعاهم للدخول إلى أوكرانيا؟.. وأين موقع ذلك في القانون الدولي؟، هذا منطق أنا قوي إذاً أنا على حق، ولا علاقة له بالشرعية”، مبينًا أن موسكو بدأت بعد دخولها شبه جزير القرم، بتأسيس قاعدة عسكرية لها فيها.
كما لفت الرئيس التركي، إلى إنشاء روسيا قاعدة عسكرية جوية لها في محافظة اللاذقية السورية، عقب تدخلها في سوريا، وأن هناك نحو 50 مقاتلة لهم في القاعدة المذكورة، فضلًا عن 4 طائرات مزودة بأحدث الأجهزة التكنولوجية، قائلاً “عند سؤال المسؤولين الروس عن هذا الأمر، يتذرعون بدعوة الأسد”.
وأضاف مستنكراً “هل أنتم مجبرون على تلبية كل الدعوات!!، هناك شخص قتل نحو 500 ألف شخص، (في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد) ويمارس إرهاب دولة، وأنتم تلبون دعوته”.
وفي ردّه على سؤال حول الدعم المالي الأوروبي لتركيا بشأن اللاجئين السوريين، والنتائج الأخرى التي صدرت عن القمة التركية الأوروبية في بروكسل الاثنين الماضي، قال أردوغان إن الدعم المذكور لن يضاف إلى ميزانية تركيا، وإنما هي مخصصة للمساعدات والاستثمارات المتعلقة باللاجئين فقط.
من جانبه أكد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، استعداد بلاده إجراء عملية تبادل أسرى مع موسكو، من أجل الإفراج عن قائدة الطائرة الأوكرانية، النائب في البرلمان الأوكراني، ناديا سافتشينكو، من السجون الروسية.
وأشار بوروشينكو إلى اختطاف سافتشينكو من منطقة “دونباس” (شرقي أوكرانيا)، وزجها بالسجون الروسية، وأنها لا علاقة لها بالتهم الموجهة إليها.
كما ندد الرئيس الأوكراني بما وصفه، “تحويل روسيا شبه جزيرة القرم إلى قاعدة عسكرية، والعدوانية الروسية، وتحركاتها خارج نطاق الإنسانية والقانون”.
وذكر بوروشينكو أن “سلطات الاحتلال” في شبه جزيرة القرم تسعى بشكل منظم لإجراء تغيير ديموغرافي، وإزالة اللغة الأوكرانية في شبه الجزيرة، مؤكد أنه والرئيس التركي اتفقا على اتخاذ خطوات مشتركة من أجل إنهاء “الاحتلال المؤقت للقرم”.
كما أدان الرئيس الأوكراني العمليات العسكرية التي تقوم بها روسيا في سوريا، مبينا أنها تتسبب بقتل المدنيين، وزيادة عدد اللاجئين.
وقال الضيف الأوكراني إنَّ “التعاون الإيجابي القائم مع وتركيا، من شأنه أن يجري عملية تغيير في المنطقة، وأنا متأكد أنَّ دولا أخرى ستنضم إلى هذا التعاون خلال فترة قصيرة”.
تجدر الإشارة، أنَّ قائدة الطائرة العسكرية الأوكرانية سافتشينكو، أعلنت دخولها إضرابًا مفتوحاً عن الطعام، في 4 مارس/ آذار الجاري، حتى عودتها إلى بلادها. بحسب ما نقله محاموها، الجمعة الماضي.
وتتهم روسيا “سافتشينكو” بـ”قتل صحفيين روس شرقي أوكرانيا”، وقالت لجنة التحقيق الروسية، إنها “متهمة بالمساعدة في قتل الصحفيين الروسيين إيجور كورنيليوك، وأنطون فولوشين”، التابعَين لطاقم التلفزيون الحكومي الروسي، والذين لقيا مصرعهما في17 حزيران/يونيو 2014، جراء هجوم على نقطة تفتيش تابعة للانفصاليين خارج مدينة لوهانسك، شرقي أوكرانيا.
+ There are no comments
Add yours