أذربيجان وتركيا.. الأخوة والصداقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ

1 min read

د. مختار فاتح بي ديلي
طبيب – باحث في الشؤون التركية وأوراسيا

 

لو سافرت وبحثت في كل أنحاء العالم فلن تجد أخوة وصداقة وتعاونًا مشابهًا بين تركيا وأذربيجان هذين البلدين الشقيقتين؛ لأن اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد وطريقة وأسلوب الحياة وجذور العرقية بين الشعبين هي نفسها.

تضرب الصداقة والأخوة الأذربيجانية التركية بجذورها في أعماق التاريخ، وتتجدد على مر الزمان.

رغم وجود الحدود الجغرافية التي تفصلهما، غير أنهما مثل أفراد في عائلة الواحدة، فهما شركاء في كل شيء.. كانوا رفاق الطريق في النضال من أجل الاستقلال الوطني لكلا البلدين، حيث وقفا كتفا بكتف وشاركا بعضهما البعض في السراء والضراء، وكانا ومازالا أصدقاء في مسيرة التنمية لكلا البلدين، حيث تبادل الدعم وتعاونا للمنفعة المتبادلة، في هذه المسيرة، حيث رسما صفحات باهرة للتعاون والتنافع بما يفيد شعبي البلدين الشقيقين.

وأثبت التاريخ والتجارب، أنهما شركاء وإخوة طيبين ودائمين، يتبادلان المنفعة الوطنية، مهما كانت التغيرات التي طرأت على الأوضاع الدولية عبر كل الازمان، ومهما كانت العقبات التي تعترض طريق اخوتهم وصداقتهم.

 

هاتان الدولتان الشقيقتان، اللتان كانتا قريبتين من بعضهما البعض عبر التاريخ ولم تدخرا أي دعم مادي ومعنوي لبعضهما، أقامتا تحالفهما وصداقتهما بشكل أوسع وأكثر تصميمًا مع إعلان شوشا الموقع بعد انتصارات الجيش الاذربيجاني التاريخي في معارك قره باغ الثانية خلال 44 يوما.

تركيا الشقيقة الأكبر، كانت ومازالت تدعم أذربيجان في كافة في قضاياها العادلة في كافة المحافل الدولية، هي الحليف والأخ الأكبر والصديق الأول لكل الاذربيجانيين.

يعد مهرجان TEXNOFEST تيكنوفيست أذربيجان للفضاء والتكنولوجيا الذي يقام في باكو هذه الأيام بمثابة تأكيد جديد للعلاقات الأخوية بين أذربيجان وتركيا.

الأحداث التاريخية الأخيرة جعلت مرة أخرى صيغة “أمة واحدة ، في دولتين” التي طرحها القائد العظيم الرئيس الراحل حيدر علييف، لتقييم العلاقات بين أذربيجان وتركيا، حقيقة واقعة ويجب العمل على ان تكون صيغة ” أمة واحدة في دولة واحدة “.

 

إن دبلوماسية البلدين الفعالة والمرنة على الصعيدين المحلي والعالمي تعزز هذه العلاقة الاخوية، والقائمة على المصالح الوطنية والأخوة والإرادة القوية بين البلدين التي لا تتغير، لها أهمية كبيرة وكجزء لا يتجزأ من سياساتهم تجاة دول المنطقة والعالم.

الدعم المتبادل فيما بينهما في أصعب اللحظات، والاستخدام لإمكانيات كلا البلدين لمعالجة المشاريع الاقتصادية المحلية والدولية ذات الأهمية الكبيرة في العالم وفي المنطقة، يقرب البلدين أكثر فأكثر.

 

إنها لحقيقة.. إن المصالح الوطنية للوحدة التركية الأذربيجانية المتشابهة في الساحتين الإقليمية والدولية لها أهمية كبيرة في التنمية وفقًا لمصالح البلدين، والسياسة النشطة والمرنة في كافة المجالات للبلدين، أصبحت جزءا لا يتجزأ من دبلوماسيتهما العالمية.

 

كل ذلك يأتي بالطبع من العلاقة الروحية والتاريخية والثقافيةالمشتركة بين الشعبين.

لكن دعونا نعترف بأن هناك دولًا في العالم قريبة جدًا فيما بينها من حيث الروابط التاريخية والدينية والثقافية والعادات والتقاليد؛ ولكنها معادية لبعضها البعض بسبب المصالح الخاصة الناشئة فيما بينها، وتخوض بعض تلك الدول حروبا دموية بينهما تاركين أخوة الدم خلفهما بسبب المصالح العائدة لكل بلد.

 

لذلك ، فإن أحد الأسباب الرئيسية للمستوى الراقي الحالي للعلاقات بين شعبي أذربيجان وتركيا هي الراوبط التاريخية والثقافية والدينية من ناحية، ومن ناحية أخرى العلاقات بين رئيسي البلدين الودية والأخوية تكمل تلك الروابط، بصفتهما قائدين لامعين لعالمنا الحديث، رئيس جمهورية أذربيجان الرئيس إلهام علييف، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نجحا في تحقيق هذه العلاقات الطيبة والأخوية.

وتمكنوا من رفع العلاقات بين أذربيجان وتركيا إلى ما يتجاوز العلاقات الدبلوماسية العادية بين البلدين الجارين إلى شراكات اقتصادية وتجارية وثقافية.

 

لقد فعلوا ذلك كما فعل أسلافنا وأجدادنا العظماء الثقة المتبادلة، والوفاء بالوعود كانا قادرين على تقدير الكلمة التي نطقا بها بقدر توقيعاتهما.

 

العلاقات الأذربيجانية التركية تقوم على القيم وليس المصالح. وهذا مثال للعالم أجمع، بقيمهم الراقية يواجه رئيسا أذربيجان وتركيا الدوائر السياسية الأجنبية، ويكشفون ألاعيبهم وممارساتهم لتحقيق مصالحهم الخاصة،في النهاية يضعون اصحاب تلك الألاعيب في مكانهم الذي يستحقونه.

 

يقدم هذا التقارب الأخوي بين قادة البلدين مساهمة استثنائية في زيادة توسيع العلاقات الثنائية بين أذربيجان وتركيا في جميع المجالات، كنتيجة منطقية للرؤية الواضحة لهذين الزعيمين المؤثرين والسياسة الصحيحة والهادفة المتبعة لهما.

تتمتع أذربيجان وتركيا بأعلى مستوى من التعاون في جميع المجالات، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والطاقة والنقل والتجارة والأمن الإقليمي، والعسكري وغيرها من المجالات.

 

أقيم مهرجان TEXNOFEST تيكنوفيست أذربيجان للفضاء والتكنولوجيا المشهور عالميًا في باكو في الذكرى 104 لتأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية، وقد جعلت الخطابات التاريخية لرئيسي أذربيجان وتركيا في هذا المهرجان بأن يشعر كل تركي في أذربيجان وتركيا في العالم بالفخر والاعتزاز.

 

من باكو عاصمة أذربيجان أعطيت للعالم أجمع خير رسالة وتحت راية وأعلام البلدين، مثال على الصداقة والأخوة بين الشعبين والبلدين..

هذه الصداقة هي خطوة إلى الأمام لأولئك الذين يريدون العمل من أجل سعادة البشرية.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours