تستقبل الأراضي الفلسطينية وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم، بعد رفض إسرائيل استقبالها بسبب مواقفها المؤيدة للفلسطينيين.
وقد اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزيرة الخارجية السويدية، ومنحها النجمة الكبرى لوسام القدس، تقديراً لجهودها المتواصلة من أجل دعم الحرية والعدالة والاستقلال للشعب الفلسطيني، وفي سبيل تعزيز العلاقات السويدية–الفلسطينية.
وكانت إسرائيل قد رفضت استقبال مارغوت فالستروم، حسبما أوضحت صحيفة إسرائيلية، التي أشارت إلى أن تل أبيب على المستوى الرسمي لم يرحب بزيارتها. وأشارت الصحيفة إلى الاتصالات التي جرت خلال الأسبوع الماضي بين وزارة الخارجية السويدية وسفارة إسرائيل في ستوكهولم، وبين السفارة السويدية في تل أبيب والخارجية الإسرائيلية، في محاولة لتنظيم لقاءات بين فالستروم ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وممثلين آخرين عن الحكومة، ولكن من دون جدوى.
من جهته، أطلع عباس فالستروم على آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية؛ مؤكداً الدور الكبير والهام، الذي تلعبه السويد في دعم العملية السياسية باعترافها بدولة فلسطين، الأمر الذي يدعم وبشكل جدي مبدأ حل الدولتين، الذي بات في خطر حقيقي،من جراء استمرار الحكومة الإسرائيلية في سياستها الاستيطانية.
وصرح وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات، بأن زيارة وزيرة الخارجية السويدية تسعى لتطوير العلاقات الثنائية بين الطرفين، وخاصة في الجانب الدبلوماسي.
وأكد أن وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي سيجتمع مساء اليوم بالوزيرة السويدية مارغوت فالستروم، ويتباحثان حول ما تقدمه السويد من دعم دبلوماسي وتدريب لكوادر الخارجية الفلسطينية على المستويات كافة، إضافة إلى دراسة تقديم تدريبات في حقوق الانسان، وبحث العلاقات بين الطرفين وتطويرها.
وبين أن هدف اللقاء هو أيضا تأكيد عمل اللجنة السويدية–الفلسطينية المشتركة، التي أسست في أبريل/نيسان الماضي، والتي تسعى لدعم المستوى الدبلوماسي الفلسطيني.
وعن انعكاسات الزيارة، توقع جرادات أن تكون للزيارة انعكاسات إيجابية وودية تدعم العلاقات السياسية بين البلدين. فيما يأمل الفلسطينيون أن تكون السويد نموذجا يحتذى به في الاتحاد الأوربي لجهودها في دعم القضية الفلسطينية.
وشدد المحلل السياسي رفيق أحمد عوض، على الأهمية الكبيرة لزيارة وزيرة الخارجية السويدية، وخاصة أنها من أولى الدول التي اعترفت بدولة فلسطين. كما أن لها مواقف متقدمة سجلتها لمصلحة القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن جوهر أهمية هذه الزيارة تتمثل في المكانة الكبيرة للسويد في الاتحاد الأوروبي كونها ثالث أكبر دولة ضمن الاتحاد، وبهذه الزيارة ستسعى لتقود سياسة الاتحاد الأوروبي في المنطقة عبر استطلاع الآراء وبلورة المواقف وصولا إلى رسم سياسة جديدة للاتحاد في المنطقة، وخاصة في ظل التغيرات المهمة التي طرأت عليه وأهمها انسحاب بريطانيا، واقتراب انعقاد مؤتمر باريس.
وأوضح أن رفض إسرائيل استقبال وزيرة الخارجية السويدية كان موقفا صادما، سيزيد من عزلة إسرائيل في ظل تنكرها المستمر للمزاج العالمي والدولي، وما يبذل من مساع لتحقيق حل الدولتين.
من جانبه، قال عمر البرغوثي، المدافع عن حقوق الإنسان، وأحد مؤسسي حركة مقاطعة إسرائيل BDS، إن "مقاطعة حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي زيارة وزيرة الخارجية السويدية هي نتيجة طبيعية لسقوط القناع عن وجه النظام الإسرائيلي ليظهر أمام العالم على حقيقته، كنظام احتلال واستعمار-استيطاني وعنصري".
وبين أنه، وبما أن السويد ستمثل المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن وتتولى رئاسة المجلس عن قريب، تنطوي هذه الخطوة الإسرائيلية على "حماقة سياسية" تليق بحكومة تفلت من العقاب في كل مرة ترتكب فيها المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف البرغوثي أن "السويد كانت أول حكومة أوروبية تدافع عن الحق في مقاطعة إسرائيل من قبل المجتمع المدني لدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه بموجب القانون الدولي، فيما إسرائيل تحاول إجبارها على دفع ثمن هذا الموقف المبدئي والطليعي بين حكومات أوروبا".
ولفت إلى أنه وبعد مقاطعة السويد لإسرائيل، اعترفت كل من هولندا وإيرلندا بالحق في مقاطعة إسرائيل كحرية تعبير، ثم انضم أخيراً الاتحاد الأوروبي واعترف بحق المواطنين الأوروبيين بمقاطعة إسرائيل. فهل ستقاطع الحكومة الإسرائيلية الاتحاد الأوروبي؟"
وشدد البرغوثي على ضرورة تطبيق الاتحاد الأوروبي سياساته وقوانينه ومبادئه على إسرائيل بفرض حظر عسكري شامل، ووقف استيراد كل منتجات الشركات التي تجني الأرباح من إسرائيل، وتجميد اتفاقية الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية إلى حين احترام إسرائيل بند حقوق الإنسان الوارد في الاتفاقية.
+ There are no comments
Add yours