نعي دولي لأسطورة الملاكمة “كلاي”

0 min read

سارعت دول كثيرة إلى نعي أسطورة الملاكمة المسلم محمد علي كلاي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا والأردن، اليوم السبت، والذي توفي، في ولاية أريزونا الأمريكية فجر اليوم، بعد صراع طويل مع المرض.

وفي رسالة نعيه للأسطورة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، “محمد علي هزّ العالم، أنا وميشيل (عقيلته) نرسل تعازينا العميقة إلى عائلته، ونصلي من أجل أن يرقد أعظم ملاكم بسلام، محمد علي كان الأعظم”.

وفي سياق متصل، نشرت المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، وزوجها الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، رسالة عزاء بوفاة أسطورة الملاكمة “محمد علي كلاي”، جاء فيها “محمد علي كان أكبر من أسطورته”.

وكان الرئيس السابق كلينتون، قلّد محمد علي وسام الشرف الرئاسي عام 1999.

كما نعى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم، محمد علي كلاي، ونشر الديوان الملكي الهاشمي، نعيًا عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، جاء فيه “كان محمد علي كلاي بطلًا في زماننا، وقد ناضل بضراوة في الحلبة”.

وأضاف “كما ناضل من أجل شعبه وحقوقه المدنية في حياته (..) لقد كان بطلا عظيما، توحد العالم إعجابا بأصداء لكماته، رحمه الله”.

وأرفق الملك في نعيه لكلاي، صورة تجمع الأخير مع والده الملك الراحل الحسين بن طلال.

وعلى جانب آخر، وصف وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، كلاي، بـ “المحارب الذي لم يستسلم في الحلبة، وفي حياته”، مضيفا “رحل عنا الأعظم في كل الأوقات”.

وفي وقت سابق اليوم، نعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء، بن علي يلدريم، ومسؤولون وسياسيون أتراك، الملاكم والناشط “محمد علي كلاي”.

حياته المهنية

واقتحم محمد علي الملاكمة المحترفة مباشرة بعد الألعاب الأولمبية في روما، وارتقى إلى الوزن الثقيل، ليمتع الجمهور بفنياته وخفته على الحلبة، ولكماته الخاطفة.

وكاد البطل البريطاني، هنري كوبر، أن يوقف مسيرة محمد علي، وهو في أوج عطائه، عندما واجهه في منازلة غير رسمية، في لندن عام 1963.

فقد أسقط كوبر الملاكم الأمريكي أرضا بلكمة باليسرى، ولكن محمد علي قام وفاز بالمنازلة في الجولة الثانية، بعدما أحدث نزيفًا في عين كوبر اليسرى، جعلته يترك الملاكمة نهائيًا.

وأبهر محمد علي العالم في العام التالي عندما فاز باللقب العالمي للوزن الثقيل وعمره 22 عاما.

فقد تعهد بالفوز على ليستون، الذي لم يسبق له حينها أن خسر أي منازلة، ولكن القليلين صدقوا ما كان يقوله.

فقد خرج ليستون من الحلبة، بعد 6 جولات، خائر القوى، لأنه لم يحتمل ضربات منافسه الشاب الموجعة.

وكان محمد علي، عندما نازل ليستون، ينتمي إلى حركة “أمة الإسلام” التي وضعت أهدافا لها منها تحسين ظروف الأمريكيين من أصول أفريقية في جوانبها الروحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وعكس النهج الاندماجي الذي اتخذه، مارتن لوثر كينغ، في الدفاع عن حقوق الإنسان، دعت “أمة الإسلام” إلى تطوير خاص بالسود، وهو ما جعل الجمهور الأمريكي ينظر إليها بنوع من الريبة.

وبعدها أعلن محمد علي اعتناقه الإسلام، وتخلى عن اسمه الأصلي، “خيسوس كلاي”، باعتباره “اسما للعبيد.

وفي عام 1967، اتخذ محمد علي قرارًا تاريخيًا بالاعتراض على حرب الولايات المتحدة على فيتنام، وتسبب له ذلك في انتقادات واسعة في بلاده.

فقد رفض الالتحاق بالجيش الأمريكي، وسحب منه بسبب ذلك لقبه العالمي، ورخصة الملاكمة، وتم إيقافه عن المنازلات أربعة أعوام.

وعاد محمد علي إلى الملاكمة عام 1971، بعد نقض إدانته برفض الالتحاق بالجيش، واستعاد مكانته العالمية وبطولاته في منازلات هي الأعظم في تاريخ الملاكمة.

وخسر أول منازلة احترافية له على يد جو فريزير في “منازلة القرن” في نيويورك يوم 8 مارس/ آذار 1971، ولكنه استعاد لقبه العالمي بعد فوزه على جورج فوريمن بالضربة القاضية في كينشاسا (الكونغو الديمقراطية) يوم 30 أكتوبر 1974.

ونازل محمد علي منافسه فريزير للمرة الثالثة والأخيرة بالفلبين يوم أول أكتوبر/ تشرين الأول 1975، وفاز عليه بعد انسحاب فريزير في الجولة 15.

واحتفظ البطل العالمي بلقبه 6 مرات، قبل أن ينهزم بالنقاط، أمام ليون سبينكس في فبراير/ شباط 1978، ولكنه استعاد لقبه في نهاية العام، وثأر لنفسه عندما فاز بذهبية الألعاب الأولمبية عام 1976، في الوزن الخفيف الثقيل.

وأنهى محمد علي مسيرته بهزيمتين أمام لاري هولمز عام 1980، وتريفور بيربيك عام 1981، وهو ما جعل الكثيرين يقولون كان عليه أن يتقاعد قبل ذلك بوقت طويل.
مرضه
انهى محمد علي كلاي حياته المهنية بهزيمة بالنقاط امام تريفور بيربيك في 11 ديسمبر/كانون الاول 1981 في مركز الملكة اليزابيث الرياضي في ناساو.

ومباشرة بعد تقاعده، انتشرت أخبار عن صحته، فقد أصبح يجد صعوبة في الكلام، وفي الحركة.

وتبين بعدها أنه مصاب بداء الرعاش، ولكنه واصل السفر، وكان يستقبل استقبال العظماء حيثما حل.

وفي 2005، منح وسام الحرية الرئاسي وهو ارفع وسام مدني في الولايات المتحدة.

واصبح ظهوره علنا نادرا تدريجيا. وكان آخر تجمع عام شارك فيه في فينيكس عشاء لجمع تبرعات للابحاث لمكافحة داء باركنسون.

وقد أوقد شعلة ألعاب أطلنطا الأولمبية عام 1966، وحملها في افتتاح ألعاب لندن الأولمبية عام 2012.

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours