شيماء عمرو
“خطوة نادرة” هكذا وصفت صحيفة “النيويورك تايمز”- الأمريكية- توقيع اليابان اتفاقًا مع بكين يقضي بتعويض ثلاثة من العمال الصينيين ممن أجبرتهم اليابان على العمل بالسخرة إبان الحرب العالمية الثانية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني (الأربعاء) بإن شركة ميتسوبيشي اليابانية لصناعة السيارات تقدمت بالاعتذار (اليوم) للعمال الصينيين؛ لإجبارهم على العمل بالسخرة خلال الحرب العالمية الثانية.مشيرةً إلى أنَّ الشركة وقعت اتفاقًا مع بكين؛ لتعويض ثلاثة من العمال السابقين ممن هم على قيد الحياة.
ورأت “النيويورك تايمز” بإنَّ هذا التفاق بمثابة “خطوة نادرة”؛ لتهدئة الغضب الكامن في صدور الصنيين تجاه فترة الاحتلال الياباني” الوحشي”- على حد قول الصحيفة- لبلادهم.
وأشارت إلى أنه في السنوات الأخيرة للحرب العالمية الثانية، أجبرت اليابان ما يقرب من 40،000 عاملًا صينيًا على العمل بالسخرة في 35 شركة. كان واحدًا من كل خمسة أفراد منهم يلقى حتفه بسبب سوء المعاملة.
وأوضحت أنه بموجب اتفاق شركة ميتسوبيشي مع حكومة بيكين؛ فإنَّ ثلاثة من العمال الناجين من السخرة سيحصل كل واحد منهم على 100,000 رنمينبي(عملة الجزء القاريّ من جمهورية الصين الشعبية. تعني هذه الكلمة حرفياً عملة الشعب)، أو ما يعادل 15،000 دولار. ووفقًا للإحصاءات التي أجرتها وزارة الخارجية اليابانية فإن 3,765 عاملًا صينيًا أجبروا على العمل بالسخرة لصالح الشركة المعروفة آنذاك باسم شركة “ميتسوبيشي للتعدين”.
وذكرت أنَّ ما يقرب من 20 عاملًا صينيًا لا يزالون على قيد الحياة، وتم التعرف على نصف عائلات هؤلاء العمال. ونقلت عن “تونغ تسنغ”، رئيس الاتحاد الصيني للمطالبة بالتسوية من اليابان، قوله بإنَّ:”ما يقرب من 1.000 من أسر العمال المتوفين وافقوا على الصفقة، وأنَّ ما يقرب من 95% تم التعرف عليهم”.
وكشفت “النيويورك تايمز” عن أن العمال الباقين على قيد الحياة لم يوافقوا جميعًا على هذا الاتفاق،على الرغم من ذلك. ونقلت عن”كانج جيان”، محام ممثل عن أربعة عمال سابقين، و60 عائلة قوله بإن موكيليه :”ليسوا على استعداد لتوقيع الاتفاق. فأحد مخاوفهم هو أن الشركة تجاهلت أن الكثير من العمال الصنيين تم تعذيبهم”.وتابع “جيان” القول بإنَّ: “لو كانت تلك المبادرة صادقة النوايا، لأشدت بها” ” لكني لا أعتقد أنَّها مبادرة جادة”.
ولفتت “الصحيفة الأمريكية” إلى أن شركة “ميتسوبيشي” كانت قد قالت في بيانٍ لها بإنَّها:” تواصل السعي جاهدة، لايجاد تسوية مع العمال السابقين وأسرهم”.
وقالت الشركة بإنَّها بصدد إنشاء صندوق لإنشاء النُصب التذكارية في مواقع المناجم، وسوف تواصل البحث عن العمال السابقين وأسرهم. وتم الاعلان عن التسوية قبل عام، قبل حلول الذكرى 70 لنهاية الحرب العالمية الثانية.
وأفادت”النيويورك تايمز” بأنَّ الصين كانت قد عقدت العديد من الفعاليات للاحتفال بالذكري السنوية لانتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي اعتبرها بعض المراقبين رمزًا للتنافس المستمر بين البلدين. فالقوة العسكرية للصين في تصاعد مستمر، وتسعى اليابان لإزالة بعض القيود المفروضة على قواتها المسلحة بعد انتهاء الحرب.
وتابعت القول بإنَّ الصين تطالب بالجزر الواقعة في بحر الصين الشرقي والتي تديرها اليابان. ولا يزال احتلال اليابان للصين قضية حساسة.
ففي الأسبوع الماضي، بعدما زار الرئيس الأمريكي “بارك أوباما” “هيروشيما”، رأى وزير الخارجية الصيني “وانج يي”، أنَّ المذبحة التي قام بها الجيش الياباني بحق المدنيين الصينيين في مدينة “نانجينج” في عام 1937م، تستحق اهتمامًا أكبر مما وقع في هيروشيما؛ حيث قتلت القنبلة النووية الأمريكية عشرات الآلاف من الناس.
+ There are no comments
Add yours