مصر والكيان الصهيوني على استعداد لنقل الجنود الأمريكان لمناطق أكثر أمنًا في سيناء

1 min read
شيماء عمرو 

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية (الأربعاء)، عن قبول الجانبين المصري والإسرائيلي نقل بعض عناصر القوات الأمريكية المشاركة ضمن القوات المتعددة الجنسيات من شمال سيناء(التي تستهدفها الكثير من الهجمات)، إلى وسط وجنوب سيناء مع الاستعانة بمعدات المراقبة التكنولوجية بديلًا عن المراقبين الذي سيتم نقلهم.

وأوضح “عاموس هرئيل” مراسل “هآرتس” في تقريره أنَّ هذا القرار جاء بعدما أعلن الجانبين المصري والإسرائيلي رفض اقتراح واشنطن بخفض عدد جنودها المتواجدة في سيناء.

وأشار إلى تقرير وكالة “الأسوشيتدبرس”(الأمريكية) التي نقلت فيه عن مصادر أمريكية قولهم بإن إدارة أوباما تدرس خفض عدد القوات الأمريكية المشاركة ضمن القوات متعددة الجنسيات. وعلَّق “هرئيل” بأنَّ ما جاء في التقرير لم ينفذ منه شيء على أرض الواقع.

وحاول مراسل الصحيفة الإسرائيلية إثبات صحة كلامه بقوله :”اليوم، لا يزال يواصل ما يقرب من 700 جندي أمريكي من الوحدات القتالية، والوحدات الموكلة بالدعم اللوجستي القيام بمهامها في العديد من المعسكرات، والتي أكبرها معسكر الجورة (جنوب شرق العريش)، وشرم الشيخ”، ولفت إلى أن عدد القوات الأمريكية أقل من نصف القوات المتعددة الجنسيات. 

وذكر بأنَّ مهمة تلك القوات هو مراقبة تنفيذ اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل الموقعة عام 1979م، والتأكد من عدم دخول الأسلحة الثقيلة إلى سيناء في انتهاك للاتفاق. 

وزعم  قائلًا :”في الحقيقة، نجحت مصر وإسرائيل في السنوات الأخيرة في تحقيق تفاهمات من خلالها سمحت الأخيرة لمصر بإدخال عدد كبير من سلاح المشاة، والمدرعات، والكتائب، والدبابات، والطائرات الهليكوبتر، والمقاتلة، ككجزء من نضال مصر ضد تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية المتواجدة في سيناء”.    

وقال بإنَّ “الهجمات التي استهدفت القوات متعددة الجنسيات قليلة نسبيًا. فالتقيمات في إسرائيل ترجح  أنَّ السبب الرئيسي وراء ذلك هو حقيقة أنَّ الكثير من القبائل البدوية في سيناء، تتكسب لقمة عيشها من وراء تلك المعسكرات!!”، على حد زعمه.

وتابع القول بإنَّ “واشنطن قلقلة على جنودها؛ خشية أن يتعرضوا للهجوم والآسر في حال صعدت مصر من هجماتها المستهدفة للتنظيمات الإرهابية في سيناء”.

وأوضح هرئيل أنَّه “على ضوء تلك الخلفية، ناشدت الإدارة الأمريكية مصر وإسرائيل؛ خفض عدد جنودها ضمن القوات متعددة الجنسيات”. ورجَّح أنه “على ما يبدو أنَّ الإدارة الأمريكية لديها خطة مُسبقة بخفض عدد جنودها إلى الثلث على الأقل”. 

وزعم المراسل الإسرائيلي أنَّ مصر رفضت الاقتراح الأمريكي؛ خشية أن يُفهم [خطأ] باعتباره سحب ثقة الإدارة الأمريكية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية الحالية ، وتشكيك في مدى قدرة مصر على التصدي للعناصر الإرهابية المتواجدة في سيناء”.

وأشاد “هرئيل” بالجهود المصرية في سيناء!! وقال بإنَّ مصر خلال الأشهر الأخيرة ” كان قد كثفت من هجماتها الجوية، وعملياتها البرية ضد ولاية سيناء التابعة  لتنظيم “داعش- خاصة- في شمال سيناء، والعريش، ورفح، والشيخ زويد”وأشار إلى مقتل مئات الإرهابيين جراء تلك العمليات وفقًا لما صرح به الجانب المصري.

ومدح “هرئيل ” تلك الخطوات زاعمًا بأنّها دليلًا على العلاقات الوثيقة بين الجانبين المصري والإسرائيلي قائلًا :”إنَّ الجهد المشترك بين إسرائيل ومصر في التصدى لخفض عدد الجنود الأمريكان ما هو إلا دليل آخر على علاقة الكيان الوثيقة مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي!. 

وقال بإنَّه :”بشكل عام تميل إسرائيل إلى تقليل نقاشاتها العامة بشأن طبيعة العلاقات الأمنية مع مصر، والتي وصفها الجنرال يائير جولان –نائب رئيس الأركان- الشهر الماضي في تصريحات لمراسلين أجانب بأنَّها “غير مسبوقة” في جودتها”.كما قال” جولان” أيضًا بأنَّ إسرائيل ساعدت مصر في مجال الاستخبارات كجزء من حربها على تنظيم “داعش”. 

وحتى نهاية  تقريره يدعم “هرئيل” مزاعمه المغلوطة “بتطبيع” العلاقات مع الكيان الصهيوني قائلًا :”في الآونة الأخيرة، هناك دليل آخر على تحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل”مشيرًا إلى تصريح “موشيه يعلون” (وزير الدفاع الإسرائيلي) بأنَّ القرار المصري بإعادة  جزيرتي “تيران”، و”صنافير” إلى المملكة العربية السعودية جاء بعد مشاورة الكيان الصهيوني.

كما عزز المراسل الإسرائيلي زعمه “بتطبيع” العلاقات مع إسرائيل باستشهاده بالزيارة التي  قام بها ما يقرب من 6 ألاف مصري مسيحي إلى إسرائيل والضفة الغربية نهاية (أبريل)؛ لحضور أسبوع الآلام وعيد القيامة[بالمخالفة لقرارات الكنيسية الأرثوذكسية بمنع زيارة الأقباط للقدس].

  

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours