شهدت مصر تفجير مروع في الكنيسة البطرسية بالقاهرة يوم الأحد الماضي، واستطاع فريق البحث الجنائي تحديد هوية منفذ الحادث ولقد تضاربت الأقوال عن المتهم.
العديد من المعلومات عن محمود شفيق منفذ حادث العباسية الإرهابي، كشفت عنها الأجهزة الأمنية عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى اسم منفذ الحادث.
وجاءت المعلومات كالتالى:
– اسمه الرباعي محمود شفيق محمد مصطفى، مواليد 10 أكتوبر 1994 طالب.
– الإرهابي من مواليد قرية "عطيفة" التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم.
– الإرهابي سبق إتهامه فى القضية فى إحدى القضايا بالمحضر رقم 1633 الفيوم، و اتُّهم فى القضية رقم 42709 لسنة 2014 جنح مستأنف قسم الفيوم "جنحة مباشرة"، وصدر ضده حكم فى 15 مايو 2014 بالحبس عامين، واتهم فى المحضر رقم 2590 لسنة 2014 إدارى قسم شرطة الفيوم بحيازة قنبلة.
– نجح فى الهروب من الملاحقات الأمنية وتنقل فى عدة مناطق خارج الفيوم، أبرزها سيناء للتدريب فى معسكرات الجماعات الإرهابية على العمليات التكتكية.
– إعتمدته الجماعات الإرهابية ضمن قوائم الأشخاص الإنتحاريين لتنفيذ أعمال إرهابية منذ عدة أشهر بعد حصوله على تدريبات كافية لتنفيذ التفجيرات.
– تردد على منطقة العباسية قبل الحادث الإرهابي عدة مرات، لمشاهدة عدد قوات الأمن المتواجدين أمام الكنيسة البطرسية وكيفية دخول وخروج الأشخاص.
– حصل عن طريق بعض العناصر المتطرفة على الحزام الناسف الذي تم تجهيزه له بالقاهرة لتنفيذ المهمة الانتحارية.
– أكدت له الكوادر الإرهابية أنه ينفذ حادث إستشهادي وليس انتحاري لدعمه معنوياً قبل الحادث بأيام.
– تردد على مناطق مدينة نصر والمطرية قبل تنفيذ الحادث، فى انتظار تحديد موعد التنفيذ.
– صدرت له تكليفات بالتسلل للكنيسة يوم الأحد أثناء إقامة القداس لاستغلال الزحام والقيام بتفجير نفسه.
وقامت وزارة الداخلية بأصدار بيانًا أكدت فيه تطابق البصمة الوراثية لمنفذ تفجير الكنيسة البطرسية مع أسرة محمود شفيق محمد مصطفى، مما يؤكد تنفيذه العملية.
وأشارت الوزارة إلى أنه يحمل الاسم الحركي “أبو دجانة الكناني” وهو متهم هارب “سبق ارتباطه بإحدى الأسر الإخوانية بمحل إقامته وتلقيه تدريبات على تأمين المسيرات للجماعة الإرهابية باستخدام الأسلحة النارية وضبطه أثناء قيامه بذلك وبحوزته سلاح آلي”. في مارس 2014، قبل أن يتم إخلاء سبيله بقرار من المحكمة في الثامن من مايو. وأضاف البيان أنه سبق “ربطه بإحدى البؤر التكفيرية لإعداداه لاعتناق الأفكار التكفيرية المنبثقة من فكر الإخواني المعدم سيد قطب.”
وشرح البيان كيف دبرت خلية إرهابية الحادث، فالانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى، تم تجنيده بواسطة طبييب يدعى “مهاب مصطفى السيد قاسم” وهو من معتنقي فكر “سيد قطب” أيضًا، وارتبط لاحقًا ببعض من معتنقي أيديولوجية التنظيم المسمى بأنصار بيت المقدس (الذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وأطلق على نفسه ولاية سيناء).
ووفقًا لبيان الداخلية فقد سافر الأخير إلى قطر والتقى قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين احتووه وأقنعوه “بالعمل بمخططاتهم الإرهابية وإعادة دفعه للبلاد لتنفيذ عمليات إرهابية بدعم مالي ولوجيستي كامل من الجماعة في إطار زعزعة استقرار البلاد وإثارة الفتن وشق الصف الوطني.”
وأشار البيان إلى أن الطبيب المذكور عاد للبلاد وتواصل مع كوادر إرهابية هاربة بشمال سيناء وتلقى تدريبات على استخدام السلاح وصنع المتفجرات، ثم عاد إلى محل إقامته بالزيتون وكلفه القيادي الإخواني “محمد محمد كمال” بالبدء في تنفيذ عمل إرهابي يستهدف الأقباط “بهدف إثارة أزمة طائفية واسعة خلال الفترة المُقبلة دون الإعلان عن صلة الجماعة بها.”
ووفقًا للبيان أيضًا فقد نفذ “مهاب مصطفى” المتفق عليه وشكل مجموعة من العناصر المتوافقة معه فكريًا ودربهم بأحد “الأوكار” بمنطقة الزيتون استعدادًا لتنفيذ العمليات الإرهابية.
بينما قالت والدة محمود، أن أبنها كان متهماً فى قضايا أخرى وهو هارب بعيداً عن المنزل .
وأضافت والدته " محمود كان بيكلمني على فترات واخرها منذ اسبوع تقريباً"، موضحة انه لم يعلمها بأي تفاصيل عن حياته التي يعيشها بعيداً عن المنزل ، ولا عن مصدر دخله.
واشارت الى ان ابنها كان دائم التأكيد انه لن يعود للبيت خلال الفترة الحالية ، بسبب القضايا المرفوعة ضده ، موضحة فى الوقت نفسه انه خريج كلية العلوم جامعة الفيوم ، وتم حبسه منذ فترة على ذمة قضية أخرى وتم اخلاء سبيله بعدها بكفالة .
وقالت والدة المتهم الذي فجر الكنيسة ان والده متوفي منذ فترة ، ولديه اربعة فتيات اخواته ، بجانب شقيقان اخران ، مشيرة الى ان اخيه بلال القى القبض عليه خلال شهر فبراير الماضي بسبب توجيه له تهمة الانضمام لجماعة الاخوان المسلمين " الارهابية " .
وقالت ان الابن الثاني يدعى محمد ويعمل سائق توك توك وتم القبض عليه أمس.
بينما نفت شقيقة شفيق ، تورط شقيقها في هذا الحادث، الذى اسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 49 آخرين، قائلة :" والدي كان ضباط في الجيش ، والسيسي على راسنا من فوق ونعيش من خيره .. بس أخويا في السودان".
ومن داخل قرية عطيفة الواقعة بمركز سنورس بمحافظة الفيوم حيث كان يسكن الطالب محمود منذ عامين، كشف أحد جيرانه عن تفاصيل أسرته وما حدث معها وأين ذهب محمود بعد خروجه من السجن.
ويقول ابن قرية عطيفة، رفض فيه الكشف عن هويته، إن محمود لم يتجاوز حالياً 19 سنة، وكان طالباً في كلية العلوم، وذلك بعد أن تخرج من الثانوية العامة وكان ترتيبه الرابع في الثانوية العامة، وهو لا ينتمي إلى "الإخوان"، وله 3 إخوة أكبرهم يعمل بالسعودية منذ عام، والثاني مجند في الجيش حالياً وتم اعتقاله بعد الحادث. أما شقيقهم الأصغر، فهو سائق توكتوك واعتقل أيضاً، وبالنسبة لوالدهم فهو متوفىً وكان ضابط احتياط في الجيش.
وعن مصير محمود في الفترة الأخيرة، قال جاره بالقرية، إنه سافر منذ عام للعمل بالسودان للإنفاق على أسرته، وكان يتصل بهم دائماً ولكن انقطع اتصاله بهم منذ أشهر ولا يعلم عنه أحد شيئاً منذ هذا الحين.
بداية الكشف عن حقيقة شفيق
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي ، قد قال اليوم الاثنين، خلال مراسم عزاء شهداء حادث الكنيسة البطرسية إنه يعزي كل المصريين في حادث الكنيسة البطرسية، مؤكدا أن الذي دخل الكنيسة شاب اسمه محمود شفيق محمد مصطفى، 22 عاما، وفجر نفسه بحزام ناسف، وتم إلقاء القبض على 3 رجال وسيدة وجارى البحث عن شخصين آخرين.
بداية كشف حقيقة شفيق جاءت مع تدوينة نشرها الصحفي محمد شحاتة عن وجود اسم متهم في قضية تعود تاريخها إلى 2014، حيث كتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن شفيق كان معتقلاً من الفيوم منذ 2014.
وذكر شحاته في تدوينته: "دا الشاب، اسمه في الصورة الأولى بتشيرت أزرق: محمود شفيق محمد أحمد عمره 16 سنة.. معتقل في الفيوم، من صورته مشابه لحد ما لما نُشر عن صورة مفجّر الكنيسة البطرسية اللي قال السيسي إنه محمود شفيق محمد مصطفى".
ولم تمر دقائق حتى نشرت صحيفة مصرية خبراً عن تفاصيل الصحيفة الجنائية للمتهم الرئيس بتفجير الكنيسة، والتي أكدت المعلومات التي نشرها شحاته، حيث جاءت البيانات متطابقة مع البيانات التي تم نشرها عنه في أخبار القبض عليه في 2014؛ لكونه من الفيوم واسمه متطابق حتى الدرجة الثالثة، ومن مركز سنورس ومقيم بقرية عطيفة التابعة للمركز.
من أخبار 2014.. طالب أولى ثانوي يُقبض عليه في مظاهرة بالفيوم
وبالبحث عن أخبار المتهم شفيق في الإنترنت، نجد أن أخباره التي سبقت أخبار اليوم، بعد الكشف عن اسمه من قِبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعود إلى عام 2014، وجميعها كانت أخباراً نُشرت في مارس/آذار 2013، ووفقاً للمتعارف عليه إعلامياً فإن الخبر كان مصدره النشرة الإعلامية لوزارة الداخلية، التي نشرت اسمه عقب مظاهرات لجماعة الإخوان المسلمين بالفيوم.
وجاء بمتن الخبر المنشور في العديد من وسائل الإعلام المصرية، أن "أجهزة الأمن بالفيوم ضبطت اثنين من عناصر جماعة الإخوان المسلمين"، مساء مظاهرات الجمعة، بحوزتهما سلاح آلي، وقنبلة يدوية، وطلقات بعد تعدّيهما بها على المواطنين، إثر تدخّل الشرطة لفض مسيرة للجماعة عقب صلاة الجمعة.
وذكرت الأخبار أن قوات الأمن ألقت القبض على محمود عبد المولى (20 سنة)، طالب، ومقيم بمنشأة عطيفة في مركز سنورس، وبحوزته قنبلة يدوية، ومحمود شفيق محمد أحمد (16 سنة)، طالب ومقيم بالقرية نفسها، وبحوزته فوارغ طلقات آلية. حرر محضر لهما بالواقعة رقم 2590 لسنة 2014 إداري قسم شرطة الفيوم.
طالب أولى ثانوي رايح درس فقُبض عليه
انضم إلى "داعش"
وفي محاولة لربط الماضي بالحاضر، تحدثت بوابة مصرية عن جزء من تفاصيل تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية الخاصة بتفجير الكنيسة، وخلال الخبر جاء في نص التحقيقات التي نشرتها البوابة الربط بين التاريخ الجنائي لشفيق والقضية التي اتُّهم فيها في 2014، والرواية الأمنية الحديثة من أنه انضم إلى تنظيم داعش.
وجاء في نص الخبر أن التحقيقات الأولية لنيابة أمن الدولة العليا، كشفت أن المتهم (محمود شفيق)، منفذ عملية تفجير الكنيسة البطرسية، سبق أن أُلقى القبض عليه بتاريخ 15 مارس 2014 بمحافظة الفيوم، وبحوزته قنبلة يدوية، وتم اتهامه فى القضية المقيدة برقم 2590 لسنة 2014 (إداري قسم شرطة الفيوم)، بتهمة الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون للإخوان، وحيازة أسلحة وذخيرة.
وأشارت تحقيقات نيابة أمن الدولة إلى أنه تم إخلاء سبيله هو وآخرين من القضية سالفة البيان، فقام بالانضمام إلى تنظيم أنصار بيت المقدس المعروف بـ(داعش مصر)، من خلال تبني الأفكار التكفيرية، واستباحة دماء المسيحيين.
هكذا يصنع الإرهاب داخل السجون
وفي تذكّره لحال محمود وهو واقف أمام النيابة، يقول محاميه حينها محمود حسن، إنه ظل يصرخ ويصرخ بأنه بريء، وأنه يخشى من العودة إلى السجن ويتعرض للتعذيب الشديد الذي مورس بحقه وهو ما زال طفلاً. ويكمل حسن روايته ويقول: "ما زلت أتذكر انهمار الدموع التي مرت على آثار الضرب على وجهه بعد تعذيب شديد، ذكر تفاصيله للنيابة التي رفضت حينها إحالته إلى الطب الشرعي لإثبات ذلك".
وتابع حسن: "واضح جداً إنه كان مالوش في حاجة، وأسرته من النوع التي كانت تسير داخل الحيط؛ خوفاً من الحياة، وكان حلمه أن يخرج من السجن ويكمل حياته الطبيعية، وهو يصرخ: اللي بيحصل معايا مش عدل! ورأيت بعينيه إحباطاً شديداً لا يتناسب مع براءة سنّه".
يرى المحامي، أن موكله السابق "لم يكن له أي خلفية أيديولوجية، وهناك مثله العشرات من أبناء الفيوم الذين كنت أدافع عنهم في القضايا، ولكن تلك الأوجه البريئة أصبحت أرضاً خصبة لأي فكر متطرف بسبب ما عانوه داخل السجون من تعذيب وتلك نتيجة طبيعية، إذا صدقت رواية الأجهزة الأمنية المصرية عن قيام محمود بتفجير نفسه".
بينما تساءلت ياسمين حسام، التي كانت محامية محمود شفيق، وقت القبض عليه عام 2014، كيف يتحول طفل عمره 16 أو 18 عامًا من “طالب رايح درس” إلى “انتحاري يفجر نفسه داخل كنيسة
وقالت “هل السياسة اللي بتتبعها الدولة والإجراءات اللي بتتبع في القضايا تقدر توصلنا للقضاء على الإرهاب ولا لأ؟”.
ثم تساءلت مرة أخرى: “إزاي شبابنا بيتحولوا لإرهابيين، وكل الحروب اللي ضد الإرهاب بقالنا فيها سنين والمجهودات اللي بيشارك فيها الشعب والداخلية وأمن الدولة إزاي مش قادرة توقف الإرهاب. يبقى هنا في غلط في المسار لازم نلاقي له حل.”
وكات تبنى تنظيم "داعش" أمس الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول، التفجير الذي وقع الأحد، داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط القاهرة أسفر عن مقتل 28 شخصا وأصيب 70 آخرون بجروح.
وقال التنظيم في بيان له نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن "أبا عبد الله المصري"، فجر حزامه الناسف في الكنيسة، ما تسبب بمقتل وإصابة 80شخصا.
+ There are no comments
Add yours