كتب: بهروز اوروجوف ـ (باحث مستقل في العلاقات الدولية)
يُحييِ الشعب الأذربيجاني في الـ ٢٦ من فبراير، الذكرى الثامنة والعشرين لمذبحة خوجالي، إحدى المآسي الدامية التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث.
«مذبحة خوجالي»؛ هي الصفحة الدموية لسياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ارتكبها المعتدون الأرمن ضد الشعب الأذربيجاني منذ أكثر من مائتي عام.
مضى 28 عامًا على تلك المأساة الدموية التي اُرتكبت منذ ليالي 2٥ – ٢٦ فبراير ١٩٩٢، إذ انتهكت قوات الجيش الأرمنى -آنذاك- كل قواعد القانون الدولي بإدخال معدات عسكرية ثقيلة إلى مدينة خوجالي، ونفذت ثأرًا ضد السكان المُسالمين في المدينة التي دمروها على الأرض.
أسفرت الجريمة التي ارتكبتها القوات المسلحة الأرمينية، عن مقتل ٦١٣ شخص من الأذربيجانيين المسلميين الأبرياء، من بينهم ١٠٦ امرأة و٦٣ طفلاً و٧٠ من كبار السن، بينما أُصيب ٤٨٧ مدنياً بجروح خطيرة، وَأُبِيدَت ٨ عائلات بالكامل، وَحُرمَ ٢٥ طفلًا من آبائهم، و١٣٠ آخرون من أحد آبائهم، واحتجز نحو ١٢٧٥من السكان المسالمين كرهائن، في حين فُقد ١٥٠ شخصًا، لا يعلم أحدد مصيرهم حتى يومنا هذا، كما تعرض الأسرى والرهائن الأبرياء للتعذيب العنيف.
وَتُعد منظمة التعاون الإسلامي؛ أول منظمة دولية تصف مجزرة خوجالي بـ«الإبادة الجماعية» من قبل أرمينيا، تلك الدولة المُعتدية، عقبها اعتراف برلمانات دول العالم مثل «كندا، والمكسيك، وكولومبيا وبيرو، وجمهورية باكستان الإسلامية والبوسنة والهرسك، ورومانيا، والتشيك، والأردن بوالسودان وهوندوراس وغواتيمالا وباناما». بالإضافة إلى تبنى مجلس النواب لولاية فرجينيا الغربية في الولايات المتحدة الأمريكية قرارا حول مذبحة خوجالي.
كما تبنت المجالس التشريعية لولايات «كاليفورنيا، وماساتشوستس، وتكساس، ونيو جيرسي، ومين، ونيو مكسيكو، وأركنساس، وجورجيا، واوكلاهوما، وتينيسي، وبنسلفانيا، وكونيتيكت، وفلوريدا، وميسيسيبي وفيست فيرجينيا واينديانا ويوتا ونيبراسكا وهاواي ومونتانا وآريزونا الأمريكية»، قرارات مماثلة وطالبت بمعاقبة مرتكبي المجزرة في مدينة خوجالي.
هذا ولن تنسى الدولة الأذربيجانية وشعبها أبدًا مأساة خوجالي التي تركت آثرًا لا تندثر، فمنذ ذلك الحين، نحيي ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في يوم ٢٦ فبراير من كل سنة.
ويتعين علي العالم ألا يبقىَ صامتًا في مواجهة حقائق خوجالي، وأن يعمل على معاقبة المجرمين، فمطلبنا الوحيد هو استعادة أراضينا المحتلة من قبل الغزواة الأرمن، والاعتراف بمذبحة خوجالي كـ«إبادة جماعية» من كافة دول العالم.
وفي الوقت الحاضر، تهدف حملة «العدالة نحو خوجالي» التي ينفذها منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي في أكثر من ٤٠ دولة إلى إطلاع المجتمع الدولي على حقائق مأساة خوجالي.
تقع مدينة خوجالي وسط منطقة قراباغ الجبلية (ناغورني) الأذربيجانية وتحسب ثانى أكبر المناطق السكنية للأذربيجانيين بعد مدينة شوشا فى قراباج الجبلية، حيث يعيش فيها اكثرمن٧ آلاف نسمة.
+ There are no comments
Add yours