ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنّ القوات العراقية التي تقف الآن على مشارف مدينة الفلوجة، تسعى لتحقيق أكبر انتصار لها على الإطلاق ضد مسلحي تنظيم داعش بعد طردهم من أكبر معقل لهم في العراق، لكنها تواجه في الوقت ذاته اختبارا صعبا.
وأشارت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم – إلى أنّ الجيش العراقي، بالتعاون مع القوات الخاصة وميليشيات شيعية، يحاصر الفلوجة منذ الأسبوع الماضي، ويستعد للهجوم على المدينة.
وأفادت الصحيفة بأنّ هناك أقل من ألف مسلح داعشي لايزالون داخل المدينة، بينما يحتشد آلاف الجنود العراقيين ورجال الميليشيات من المتحالفين معهم بالخارج.
وقالت إنّ استعادة السيطرة على الفلوجة من شأنه أن يقدم دفعة نفسية لقوات الجيش العراقي ويساعد في طرد المتشددين بعيدًا عن بغداد، التي تقع على بعد 50 كيلومترًا فقط إلى الشرق، مما يمهد الطريق لمواجهة أكبر على أطراف مدينة الموصل شمال العراق.
من جانبه، قال أحمد علي، وهو زميل في معهد الدراسات الإقليمية والدولية في الجامعة الأمريكية بالعراق، إنّ استعادة الفلوجة سيعني أن تنظيم داعش لم يعد قريبًا من العاصمة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ المعركة لن تكون سهلة، إذ يوجد عشرات الألاف من المدنيين داخل المدينة، ويقف مسلحو داعش موقف المنتصر فيها، بينما تعتمد القوى الوطنية العراقية على تلقي المساعدات من الميليشيات الطائفية المكروهة من جانب العديد من السكان المحليين.
ولفتت إلى أنّ القوات العراقية جاهدت طيلة ثمانية أشهر لاستعادة الرمادي، وهي مدينة قريبة تقع غرب البلاد، خلال نهاية العام الماضي في حملة كشفت عن ضعف القوات الحكومية التي غادرت المدينة في نهاية المطاف وهي مدمرة تمامًا.
وأردفت الصحيفة تقول إنّ “داعش” سيطرت على الفلوجة لأكثر من عامين، وسمحت للمسلحين بتثبيت العبوات الناسفة وحفر الفخاخ للقوات المتقدمة.
ونقلت عن كريستوفر هارمر، المحلل البارز في معهد دراسات الحرب، إنّ التكتيكات غير التقليدية التي يتبناها تنظيم داعش سوف تجعل المعركة صعبة للغاية.
وأضاف هامر “أنّه في الحرب التقليدية يمكنك أن تفعل أشياء معينة تجبر من خلالها الناس على الاستسلام، ولكن طالما يمتلك مسلحو داعش الرصاص، فسوف يقاتلون حتى النهاية، وطالما لديهم الأحزمة الناسفة، فسوف يقاتلون”.
ورأت فاينانشيال تايمز أنّ المشهد الراهن في الفلوجة يثير تساؤلات حول شرعية الحكومة المركزية ومدى سلطتها، ويكشف أيضًا أنّ المسلمين السنة داخل الفلوجة والقرى المحيطة بها سوف يكونون حذرين من دخول القوات المتقدمة، حتى وإن كانوا سيفرحون لخروج داعش.
+ There are no comments
Add yours