شيماء عمرو كاتبة صحفية مهتمة بالشئون الإسرائيلية
أقرأ كتابًا.. أتصفح مجلة.. كل الموضوعات أمامي سواء.. كلها على درجة واحدة من الخطأ والصواب.. لا أستطيع التمييز بينها، فكل وجهة نظر صحيحة من زاوية ما، وأنا لا أدرى كيف يفكر هؤلاء؟
فكل واحد يظن بل يعتقد أنَّه يتجه نحو الإصلاح.. فلا أظن أو يأتيني مجرد الشك لتفكيري أن يكون أي فرد على وجه هذه الأرض مؤذي بالفطرة، وكأنه يقول في قرارة نفسه (اللهم إني نويت أن آذي بني جنسي الذي أنا منهم وهم مني) لكن لماذا الصراع الذى ينشب بيننا؟
فكل منا يظن؛ بل يعتقد أنّه يسلك طريق الخير ويحاول أن ينتصر على الشر.. ففي هذه الحالة أين الخير وأين الشر؟!
في ظل هذا المفهوم كما يرى كلاً منا أنّه هو الوحيد الذي على صواب وهو أيضاً المظلوم من قبل هذا المجتمع البشري الوحشي الذي يعيش فيه، والذي أصبحت فيه الرحمة والصدق والحب والكرامة والكفاح والنضال.. إلخ.. مجرد ألفاظ نقرأها في المعاجم، فلماذا الدوران في ظل دوائر التيه و الغموض والبُغض، والكراهية، والمخططات العدائية؟
لماذا نُصر على أن نكون مجرد أحجار تلقي بنفسها في المياه الراكدة مع قدرتها على تحريك المياه غير أنها لا توظف قدرتها لذلك؟
لماذا يتعامل كلا منا مع الآخر بحذر شديد ويخشى أن يتلفظ بكلمة حتى لا يهوى بها في حجم فهم الآخرين؟!
والحمد لله نحن العرب نمتلك لغة فضفاضة الدلالة يمكن تأويلها لأي شيء ويجلس كلاً منا، وكأنه يتحين للآخر أن ينبُس ببنت شفة، ليقيم تحليله الشخصى عليه.
ولكن هذه الطريقة غير مجدية -من وجهة نظري- ؛لأنّ الطرح السلبي والسؤال غير المحدد والغير صريح طرقه غير مجدية، والدليل على ذلك أن الكلام المباشر المرسل من المرسل إلى المتلقي قد يُفهم فى معظم الأحيان خطأ، فما بالنا بالنتائج التي سيُتكهن بها؟
فالشئ المادي الملموس يحتوى على الالتباس فكيف بشيء مبهم ؟!
ستقولون لي نتأكد من صحة النتائج بالتكرار.. فأقول إنَّها طريقة غير مجدية في بعض الأحوال وذلك لأنني أُشبة المواقف التي تقع بين الأفراد بالصورة الفوتوغرافية، فكل موقف صورة ومن هنا فالنتائج التي لها أصل، تختص بهذه الصورة أقصد هذا الموقف فقط، فيجب علينا ألا نغفل بقية الصور التى لم لنتقطها بعد.
ولكن الشيء الذى أراه مجدياً إذا أراد كل فرد أن يحصل على إجابة تتمتع بكثير من الشفافية، عليه أن يجعل سؤاله يتمتع بقدر أكبر من التحديد والوضوح قائماً على الحوار الهادئ، وذلك لأجل أن يحب بعضنا البعض، ونحيا فى سلام، فما نحن إلا ذرات أدم تمشي على قدمين أيقتل أحدنا نفسه؟!
أيكذب أحدنا على نفسه؟!
إنني متعطشة إلى حياة غير التي أحياها هنا على هذه الأرض الترابية، ولماذا الدهشة.. أرض ترابية غبراء ماذا ينتظر منها غير هذا؟!
ولكن كيف لها أن تنتج الشجر الأخضر وهى تحتوى على الآفات والميكروبات.
تُرى هل نستطيع أن نعيش في يوم من الأيام بلا أقنعه يختبئ وراءها أشياءً كثيرةً لا أدرى لها مسميات، ولا أدري كيف أحصيها.
ألست قائلة منذ قليل لا يوجد أحد على الأرض يقوم بشئ إلاَّ ويخيل إليه أنَّ ما يفعله هو الصواب وأنَّه يسير في طريق الخير؟!
+ There are no comments
Add yours