تنبأ باحث بأن كوكبا مجهولا سيصطدم بالأرض في أكتوبر/ تشرين أول المقبل، ليحل الدمار، زاعما أن هذا الخطر معروف لدى النخب، لكنها تخفيه عن عامة الناس تفاديا لإصابتهم بالفزع، بينما تمضى تلك النخب في بناء خنادق لتحميهم من آثار الاصطدام القادم.
لكن باحثا فلكيا مصريا صرح للأناضول بأن هذا السيناريو في مجمله "مجرد خرافة" يعتنقها المنجمون والمهووسون بنظرية "النيزك العظيم، الذي سينهي الحياة على الأرض"، مشددا على أنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق.
الباحث دافيد ميد، وهو مؤلف كتاب "الكوكب المجهول.. الوصول 2017"، قال إن "نجما مظلما يقل حجمه عن الشمس، تحوم حوله 7 أجسام، منها كوكب مجهول، يدعى نيبيرو، يشق طريقه باتجاه قطب الأرض الجنوبي، ليصطدم بكوكبنا"، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أول أمس الثلاثاء، عن ميد، الذي وصفته بأحد "واضعي نظريات المؤامرة".
ميد، الذي يكتب على موقع إلكتروني يسمى "أخبار كوكب إكس"، أوضح أنه "خلال الفترة بين 23 سبتمبر/ أيلول 2017، يظهر القمر أسفل كوكبة العذراء، وهي مجموعة من النجوم، وتظهر الشمس قرب الكوكبة، وتقترب منها بقوة، وهذه الظاهرة تحدث في 2017 فقط، حيث تجتاز الكواكب في دورانها المسافات البينية لكوكبة العذراء، ويلي ذلك كسوف شمسي بفعل الكوكب المجهول، يغطي الأرض بالكامل، في 5 أكتوبر/ تشرين أول المقبل".
توقعات لا صحة لها
معلقا على ما يعتقده ميد، قال رئيس قسم الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية بمصر، الدكتور أشرف تادرس: "نلاحظ دائما انتشار هذه الأقاويل والشائعات في نهاية العام وبداية العام الجديد، ولكن الحقيقة هي أنه لا وجود لكوكب إكس (المسمى بالكوكب المجهول)، أو كوكب نيبيرو، كما يطلقون عليه".
تادرس تابع، في تصريح للأناضول، أنه "لعقود طويلة مضت، تمسك المنجمون والباحثون المهووسون بنظرية المؤامرة بتوقعاتهم عن وجود كوكب خفي يقع وراء كوكب نبتون، ويطلق عليه نيبيرو، أو الكوكب المجهول، سيكون سببا في دمار الأرض، غير أن كل تلك التوقعات والخرافات لا ينبغي أن تكون مثار قلق".
وموضحا، تابع الباحث الفلكي المصري أن "هناك توقعات أخرى انتشرت على نطاق واسع بأن نيبيرو سيدمر الأرض في ديسمبر/كانون أول 2015، وسبقها توقعات بسيناريو مماثل في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وكلها لم تتحقق".
وعن السبب في ذلك، قال تادرس إن "ليس هناك نجوم مظلمة، سوى الثقوب السوداء، ولا يوجد ثقوب سوداء بجوار الشمس، ولا نعرف في الفلك نجوم قريبة من الشمس لها نظام كوكبي مشابه" ، معتبرا أن "الأقاويل التي تتحدث عن أن النجم يتجه إلى القطب الجنوبي للأرض هي مجرد هراء؛ فالنجم أكبر من كوكب الأرض بمئات الآلاف من المرات".
لا خطر خلال قرون
توقعات ديفيد ميد لم تسلم من انتقادات أخرى، إذ يقول أحد المعلقين على كتاب "الكوكب المجهول.. الوصول 2017"، إن "الباحث يستهل عمله بالحديث عن أمور علمية خالصة، لكنه سرعان ما يستفيض في معطيات دينية ليضفي مصداقية على توقعاته بخراب الأرض أواخر العام الجاري".
المنتقدون، وفق "ديلي ميل"، يرون أن "توقعات ميد لا تخرج عن نطاق التحذيرات غير المبنية على أسس علمية بهدف خلق ضجة بين الناس، دون تقديم أدلة ملموسة تثبت ادعاءه".
وفي 2012، نفت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) صحة شائعة اصطدام كوكب "نيبيرو" بالأرض، معتبرة أن "ما يشاع عن الكوكب والكواكب الوهمية الأخرى هو مجرد خدع وأقاويل كاذبة يروجها مستخدمو شبكات الإنترنت، وليس هناك أي أساس علمي لها".
وفي يونيو/حزيران 2015، عادت "ناسا" لنفي الشائعة بعد أن قال شخص يدعى "ايفرين رودريجيز"، زعم النبوة وتلقيه رسالة من الله، إن اصطداما نيزكيا عملاقا سيقع بين يومي 22و28 سبتمبر/ أيلول 2015؛ ما سيحلف آثارا مدمرة، مضيفا أن النيزك سيهبط قرب جزيرة بورتريكو (شمال شرقي البحر الكاريبي)؛ مسببا زلازل مدمرة وتسونامي (موجات بحرية عاتية ومدمرة).
"ناسا" أكدت أنه لا يوجد أي نيزك أو مذنب يقترب من الاصطدام بالأرض، وأنه من غير المرجح أن يصطدم جسم عملاق بالأرض، خلال مئات الأعوام المقبلة، مشددة على أنها تراقب نحو 1400 نيزك، وتتبع مسارها باستمرار، لدراسة إمكانية اصطدامها بكوكبنا.
+ There are no comments
Add yours