كشف تقرير أممي أن 5 ملايين صومالي، يمثلون أكثر من 40% من سكان البلاد، “لا يجدون غذاءً كافياً”، ويعانون “انعدام الأمن الغذائي”، مشيرًا إلى أن من بين هذا الرقم 300 ألف طفل دون سن الخامسة.
جاء ذلك في تقرير مشترك لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وشبكة نظام الإنذار المبكر للمجاعات (عبارة عن شبكة معلومات متخصصة تعمل في عدة دول نامية تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية).
ووفقا للتقرير الذي أطلق اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الصومالية مقديشو، فإن “من بين 5 ملايين من السكان الصوماليين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 300 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية”، وأن 50 ألف طفل من الـ300 ألف، يعانون من “سوء التغذية الحادة”.
وأوضح التقرير أن حالة انعدام الأمن الغذائي في الصومال ستؤثر سلبا على حياة 1.1 مليون نازح داخل البلاد، والذين باتوا عرضة للأمراض المعدية إلى جانب الاستغلال والانتهاكات الجسدية، دون مزيد من التفاصيل عن تلك الانتهاكات.
وأشار إلى أن ما يقارب 50% من الذي يعانون من أزمة نقص الغذاء فروا من منازلهم ويعيشون في ظروف معيشية صعبة إلى جانب التمييز بحق أطفالهم وتفشي العنف الجنسي ضدهم.
وشدد التقرير على ضرورة مواصلة تقديم الدعم الإنساني للصومال لانقاذ الملايين الذين يعاني من انعدام الأمن الغذائي.
من جانبه قال منسق الشؤون الإنسانية الأممي في الصومال بيتر دي كليرك، خلال المؤتمر، إن الشركاء في المجال الإنساني على أهبة الاستعداد لزيادة حجم المساعدات الإنسانية في الصومال لحل أزمة انعدام الأمن الغذائي الذي تعاني منه البلاد في الوضع الراهن.
وأضاف “كليرك”، أن خطة الاستجابة الإنسانية في عام 2016 للصومال تقدر بـ 32% ولاتزال الحاجة محلة لمزيد من المساعدات الإنسانية لتقليص نسبة الذين يعانون من سوء التغذية.
وتقول الـ”فاو” إن انعدام الأمن الغذائي هو “عدم توافر لجميع الناس، وفي كل الأوقات، الإمكانات المادية، والاجتماعية، والاقتصادية؛ للحصول على غذاء كاف، ومأمون، ومغذٍّ؛ لتلبية احتياجاتهم التغذوية، وأفضلياتهم الغذائية؛ ليعيشوا حياة مفعمة بالنشاط، والصحة”.أما سوء التغذية فهو لدى منظمة الصحة العالمية، “الاستهلاك غير الكافي، من المواد أو المكونات الغذائية، بما يسفر عن ظهور بعض من اضطرابات التغذية المختلفة”، فيما يعد “سوء التغذية الحاد” الشكل الأبرز لسوء التغذية، ويقاس بالانخفاض الكبير في الوزن مقارنة بالطول.ويعاني الصومال البالغ عدد سكانه نحو 12 مليون نسمة، من حرب أهلية ودوامة من العنف الدموي منذ عام 1991، عندما تمت الإطاحة بالرئيس آنذاك، محمد سياد بري، تحت وطأة تمرد قبلي مسلح.
كما يخوض الصومال حرباً منذ سنوات، ضد حركة “الشباب المجاهدين”، التي تأسست مطلع عام 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريًا لتنظيم “القاعدة”، وهو ما أدى إلى تزايد عدد النازحين في البلاد.
+ There are no comments
Add yours