تركيا تتهم المسلحين الأكراد بتفجير سيارة ملغومة في إسطنبول

0 min read

حمل مكتب الرئيس التركي طيب أردوغان، مسلحين أكرادًا مسؤولية الهجوم بسيارة ملغومة، الذي أدى إلى مقتل 11 شخصا في وسط إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي، في حين قتل تفجير آخر أمس الأربعاء خمسة أشخاص في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية.

في الوقت نفسه قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إنّ حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يتهم بالمسؤولية عن هجوم اسطنبول سعى في الآونة الأخيرة لإحياء مباحثات السلام وعرض إلقاء السلاح.

وانهارت هدنة مع حزب العمال الكردستاني قبل نحو عام لتشتعل أسوأ موجة عنف في البلاد منذ نحو عقدين.

وقال يلدريم في تعليقات بثتها قناة (تي.آر.تي) التلفزيونية على الهواء مباشرة، إنّ تركيا لن تتفاوض من أجل إنهاء العنف.

كانت سيارة ملغومة قد انفجرت مستهدفة حافلة للشرطة في إسطنبول في ساعة الذروة صباح الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل ستة من رجال الشرطة وخمسة مدنيين بالقرب من الحي السياحي الرئيسي بالمدينة وجامعة كبرى ومكتب رئيس البلدية.

ويوم الأربعاء تعرض مركز للشرطة لهجوم بقنبلة في بلدة مديات التابعة لإقليم ماردين بجنوب شرق البلاد، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وضابطي شرطة وإصابة أكثر من 30 آخرين.

وإقليم ماردين متاخم لسوريا وهو جزء من منطقة بجنوب شرق تركيا تسكنها أغلبية كردية. ويقود حزب العمال الكردستاني في هذا الإقليم تمردا منذ ثلاثة عقود بهدف الحصول على حكم ذاتي للإقليم.

وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية في مؤتمر صحفي، “كل المؤشرات والدلائل فيما يتعلق بالهجوم الذي وقع في إسطنبول أمس تشير إلى المنظمة الإرهابية الانفصالية” في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.

وأضاف “هجوم مديات وقع قبل فترة قصيرة ولا يمكننا تقييم ما حدث إلا بعد توفر كل المعلومات”.

ولم يعلن المسلحون الأكراد مسؤوليتهم عن الهجوم لكنهم نفذوا هجمات مماثلة في مدن تركية رئيسية في الفترة الماضية. واستعر العنف منذ انهيار وقف لإطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني قبل نحو عام.

وتسبب الصراع الدائر في سوريا في إذكاء الاضطرابات في تركيا. وتقول تركيا إنّ حزب العمال الكردستاني له علاقات وثيقة مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تقاتل على الجانب الآخر من الحدود، ولا تنفي الجماعتان هذه العلاقة.

وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب منظمة إرهابية.

كان حزب العمال الكردستاني قد أسس وحدات حماية الشعب كمنظمة سورية قبل نحو عشر سنوات ويعتبر عبد الله أوجلان زعيمهما الروحي الذي قاد الحزب منذ انطلاقه وكان يعيش في سوريا قبيل اعتقاله عام 1999. ومازال أوجلان مسجونا.

وقالت مصادر أمنية إنّ اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ومسلحي حزب العمال الكردستاني في مديات أثناء الهجوم حين دمرت قنبلة مبنى من خمسة طوابق.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، بعد زيارة المصابين في إسطنبول “سواء نفذوا هجمات انتحارية في مدننا ومهما كانت الوسائل التي يستخدمونها.. لن يستطيعوا إنهاك هذه الأمة ولن يستطيعوا أبدا إثناءنا عن مواصلة هذه المعركة المشرفة”.

وأضاف في إشارة لعرض حزب العمال إحياء مباحثات السلام “هذه الأيام تبعث الجماعة الإرهابية برسائل مباشرة وغير مباشرة تقول إن بإمكاننا التفاوض وإنهم سيلقون أسلحتهم.. لا يوجد ما نتحدث بشأنه”.

وتسبب انهيار مفاوضات السلام مع حزب العمال الكردستاني الساعي للحكم الذاتي في يوليو تموز 2015 في إحياء حرب بدأت منذ ثلاثة عقود. وتقول الحكومة إن آلاف المسلحين ومئات من عناصر قوات الأمن قتلوا في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.

وتقدر أحزاب المعارضة وجماعات حقوقية أن ما بين 500 و1000 مدني قتلوا.

وتلقي المخاوف الأمنية بظلالها على السياحة وثقة المستثمرين في تركيا.

وقوت الحرب الدائرة رحاها في سوريا والعراق المجاورتين شوكة شبكة من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في تركيا الذين يلقى عليهم باللوم في سلسلة من التفجيرات الانتحارية في حين نفذ المسلحون الأكراد بشكل متزايد هجمات بعيدا عن أهدافهم المعتادة في جنوب شرق البلاد.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours