بعد 20 عامًا من تأسيسه.. ماذا تعرف عن “المجلس الإسلامي البريطاني”؟

1 min read

خلال الاحتفالية بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسه يوم الجمعة الماضي، أعلن "المجلس الإسلامي البريطاني"، أنه يهدف للعمل من أجل تقديم الإسلام والمسلمين بصورة "أكثر استنارة" في المجتمع الأوسع.

وحضر احتفالية المنظمة التي تمثل المسلمين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، عدد من أعضاء البرلمان البريطاني أبرزهم زعيم حزب العمل المعارض جيريمي كوربين، بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الخيرية الإسلامية.

ويحتفل المجلس بذكرى تأسيسه في هذا الموعد من كل عام، احتفاءً بما يقدمه من خدمات للمسلمين البريطانيين في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى عمله كمظلة شاملة لرعاية المساجد والمنظمات الإسلامية الأصغر.

وفي تصريح للأناضول، قال الأمين العام للمجلس، هارون خان: "في تجمعنا السنوي هذا، يجتمع قادة المجتمع المدني المسلم بالإضافة إلى أصدقائنا من مختلف الأديان، للاحتفال بالجوانب المختلفة لإنجازات المجتمع المسلم".

وأضاف: "في كل عام كنّا نطرح مواضيع معينة للنقاش، لكن هذا العام تزامن مع الذكرى العشرين لتأسيسنا، لذلك شعرنا أنه من المناسب جدا الاحتفال بالذكرى العشرين نفسها، وسنتحدث عن إنجازات المجلس على مدى العقدين الماضيين".

وردا على سؤال حول الغرض من الحدث، قال خان، "أعتقد أنه مهم بالنسبة لنا، لأننا نواجه العديد من التحديات المختلفة كمجتمع مسلم على مختلف المستويات، لذا فإنه من الجيد أن نلتقي ونحتفل بالأمور العظيمة التي يساهم بها مجتمعنا في هذا البلد".

كما تحدث أيضاً إقبال ساكراني، أول أمين عام مؤسس للمجلس الإسلامي البريطاني، الذي منحته ملكة بريطانيا إليزابيث، لقب "فارس"، في 2005، بفضل جهوده في تمثيل المجتمع مسلم.

وقال ساكراني: "يا لها من مناسبة رائعة اليوم، عندما تتجسد أمامنا حصيلة 20 عاماً (من الجهد)".

ويعتبر المجلس هيئة جامعة لحوالي 500 مسجد ومدرسة ورابطة سنية في بريطانيا، ويشمل منظمات ومؤسسات إسلامية وطنية وإقليمية ومحلية ومتخصصة من مختلف الخلفيات الإثنية والطائفية داخل المجتمع الإسلامي البريطاني.

وبحسب الموقع الإلكتروني للمجلس، فإن أبرز مهامه تتمثل في تعزيز التعاون والتوافق بين المسلمين في الشؤون المتعلقة بهم في المملكة المتحدة، وتقوية جميع الجهود الحالية التي تبذل لمصلحة المجتمع المسلم.

ويقول المجلس إن من بين أهدافه أيضاً العمل من أجل تقديم الإسلام والمسلمين بصورة "أكثر استنارة" في المجتمع الأوسع.

ويشير أنه يعمل من أجل القضاء على أشكال التمييز التي يواجهها المسلمون، وتعزيز العلاقات المجتمعية بشكل أفضل والعمل من أجل مصلحة المجتمع ككل.

وتطرق كوربين، في تصريحات خاصة للأناضول، أدلى بها على هامش مشاركته في الاحتفالية، إلى المشكلات التي يواجهها المسلمون في الغرب، قائلا "هناك تصاعد مثير للذعر للعنصرية اليمينية المتطرفة والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية بجميع أنحاء أوروبا".

وأضاف "في بريطانيا، هناك أيضا ارتفاع في العنصرية وزيادة في الهجمات على المساجد والمعابد اليهودية أيضا".

كما أثنى على دور الجالية المسلمة في تحقيق تماسك المجتمع البريطاني، وكونها "جزء لا يتجزأ من الحياة البريطانية".

وتابع "يجب أن يكون لدينا مجتمع يعترف بقيمنا جميعا ويعترف بالمساهمة الضخمة التي قدمتها الجالية المسلمة في بريطانيا لمجتمعنا والدور الذي تلعبه المساجد في تحقيق التماسك بين المجتمع ككل، ودعم المجتمع وخاصة مساعدة الشباب".

غير أن كوربين، أشار إلى ضرورة "النظر في قضايا التعليم والوظائف والتدريب والفرص وظهور الإسلاموفوبيا، وخاصة منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، والذي أدى إلى تصاعد الهجمات العشوائية (ضد المسلمين)".

المعارض البريطاني تابع قائلا "أنا هنا هذه الليلة في المجلس الإسلامي في بريطانيا لإظهار الدعم للمجتمع (المسلم)، حيث يسعدني دائمًا العمل معه في دائرتي (إسلنغتون الشمالية وسط لندن)".

واستطرد قائلا "التساهل مع أي شكل من أشكال العنصرية، يجعل تلك الممارسات تصبح أكثر سوءا، ومع إظهار عدم التسامح مطلقاً مع أي شكل من أشكال العنصرية، فنحن في النهاية ننبذها ونجلب شبابنا للعمل والاحترام المتبادل بين بعضهم البعض".

وشهدت حوادث "الإسلاموفوبيا" في بريطانيا، ارتفاعًا حادًا منذ الهجمات الإرهابية القاتلة في مانشستر، وجسر لندن، في 2017 والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وفقًا لمسؤولين أمنيين.

ووفقًا لبيانات الشرطة البريطانية، تم تسجيل 110 جرائم كراهية موجهة إلى المساجد في الفترة بين مارس/آذار ويوليو/تموز 2017، مقابل 47 جريمة فقط خلال نفس الفترة من 2016.

كما زادت التهديدات والمضايقات وممارسات التخويف ضد المسلمين بأكثر من ثلاث مرات، من 14 جريمة في 2016 إلى 49 في 2017، وفقا للبيانات.

وأطلق المجلس عدة مبادرات بهدف خدمة المجتمع المسلم في بريطانيا خلال الفترة الأخيرة.

ففي 2005، أطلق المجلس مبادرة تحت شعار "زوروا مسجدي"، بهدف تشجيع المساجد في جميع أنحاء المملكة المتحدة لإتاحة يوم يتم الاتفاق عليه بين جميع المساجد بشكل دوري لفتح المساجد أمام جميع أطياف المجتمع البريطاني بهدف تعزيز الوعي بالإسلام.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2007، أعلن المجلس حملة إعلانية تحت شعار "الإسلام هو السلام"، أطلقها نشطاء عبر الإنترنيت، بهدف كسر حواجز الشك والقوالب النمطية التي يتصورها البعض عن الإسلام، وكذلك مكافحة التمييز ضد المسلمين.

وبحسب المكتب الوطني للإحصاءات في بريطانيا فإن عدد المسلمين يزيد قليلا على ثلاثة ملايين شخص من إجمالي نحو 56 مليون نسمة، حسب إحصاءات في 2016. 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours