رفض البرلمان المجري، اليوم الثلاثاء، مشروع قرار تقدّم به أعضاء حزب الخضر، يتضمن الاعتراف بمزاعم “إبادة الأرمن على أيدي الدولة العثمانية” خلال أحداث 1915.
وجرت مناقشة المشروع في مقر لجنة العلاقات الخارجية المجرية بالعاصمة بودابست، حيث رفضه أعضاء حزب الاتحاد المدني المجري (فيدس) الحاكم، وحزب الحركة من أجل مجر أفضل (يوبيك) ثاني أكبر الأحزاب السياسية في البلاد.
ولدى مناقشة مشروع القرار انتقد مارتون غيونغيوسي رئيس كتلة حزب يوبيك في اللجنة، المشروع، مشيراً أنّ النطق بهذه القضية عائد إلى المؤرخين والمهتمين بالشؤون التاريخية.
وفي هذا الصدد قال غيونغيوسي: “من الخطأ طرح مثل هذا الملف في البرلمان المجري لأنّه من اختصاص المؤرخين والمهتمين بالشؤون القانونية والتاريخية، فهذه مسألة بالغة التعقيد وقد حدثت قبل 100 عام، فبينما يختلف المؤرخون حول حقيقة ما حدث آنذاك، نرى بأنّ أعضاء حزب الخضر يطرحون هذه القضية إلينا لنقرها أو نرفضها، هذا أمر يزعجني بشدة”.
كما انتقد غيونغيوسي تعليق ساسة وأحزاب سياسية على المزاعم الأرمنية قائلاً: “إدلاء بابا الفاتيكان أو الأحزاب السياسية أو المجالس البرلمانية الأخرى بآرائهم وأفكارهم حول الادعاءات الأرمنية لا يعدّ ملزماً للبرلمان المجري، ولسنا مضطرين للإدلاء بأفكارنا حيال تلك المزاعم، ولا يصح مناقشة هذه القضية بهدف كسب المزيد من الأصوات”.
وشارك في جلسة المناقشة كل من السفير التركي لدى بودابست شاكر فاقيلي، وسفير أذربيجان الدكتور ولايت غولييف، وممثل جمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك (الموصياد) في بودابست فاضل بشار.
جدير بالذكر أنّ عدد مقاعد البرلمان المجري يبلغ 199 مقعداً، ويشغل حزب الخضر 5 مقاعد فيه.
ويطلق الأرمن بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى “تجريم” تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية “إبادة وتهجير” على يد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بـ”أحداث عام 1915″، كما يقوم الجانب الأرمني بتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا “إبادة جماعية” ضدهم.
وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة “الإبادة الجماعية” على تلك الأحداث، بل تصفها بـ”المأساة” لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة” الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهّم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر. –
+ There are no comments
Add yours