قدم وزير الزراعة في حكومة الوحدة الانتقالية بجنوب السودان، لام أكول أجاوين، استقالته من الحكومة ومفوضية مراقبة تنفيذ اتفاق السلام في البلاد، منتقدًا تعيين تعبان دينق، نائبا أول لرئيس البلاد.
وفي مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الإثنين، اعتبر أكول أن الرئيس سلفاكير ميارديت “أطاح بكل مضامين اتفاق السلام، وأن تعيين دينق أمر مخالف للاتفاق”، قائلًا: “لا توجد اتفاقية سلام اليوم في جوبا، تعيين دينق عملية كوميدية سيئة الإخراج”.
وفي انتكاسة جديدة لاتفاق السلام الهش، الذي أبرمه الرئيس سلفاكير وزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار، في أغسطس/آب الماضي، وسط ضغوط دولية، عاودت القوات الموالية لكليهما الاقتتال في جوبا قبل أكثر من 3 أسابيع مخلفة نحو 300 قتيل مع نزوح عشرات الآلاف.
وإثر المعارك، غادر مشار العاصمة جوبا إلى جهة لم يعلن عنها، وتأزمت الأمور عندما عين سلفاكير، الإثنين الماضي، تعبان دينق، ليشغل منصب النائب الأول لرئيس البلاد بدلًا من مشار، الذي اتخذ قبل ذلك بيومين قرارًا بفصل دينق من حركته.
واتهم أكول، في مؤتمره اليوم، دينق بالانحياز للرئيس سلفاكير، قائلًا: “تعبان دينق كان يقف بجانب سلفاكير منذ البداية، وهما وجهان لعملة واحدة، وكان يوافقه الرأي منذ البداية في زيادة الولايات وإعادة تشكيل المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان)”.
وشن الرجل هجومًا على حكومة سلفاكير واصفًا إياها بـ”الفاشلة”، وقال إنه لا مجال للعمل داخل البلاد، في ظل حالة الانقسام والتفكك التي تقودها الحكومة الحالية، حسب تعبيره.
وأشار أنه خرج من جوبا لتشكيل جبهة وطنية عريضة للمعارضة، وأنه لا سبيل للخروج من الوضع الراهن في البلاد إلا بالعمل المشترك بين فصائل المعارضة، مؤكدًا ضرورة العمل مع القوى الجنوبية الأخرى لإنقاذ جنوب السودان.
ورأى أكول أن أحداث جوبا الأخيرة كانت “عملًا مدبرًا ومخططًا بدقة”، موضحًا أنه “تم استفزاز القوة الصغيرة التي تكونت منها المعارضة في جوبا، وجرها لمواجهة غير متكافئة تسببت في إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء”.
جدير بالذكر أن لام أكول أجاوين، هو رئيس “حزب التغيير الديمقراطي” في جنوب السودان، وهو من أكبر معارضي الرئيس سلفاكير، وكان المرشح الوحيد الذي خاض المنافسة أمامه في انتخابات عام 2010.
+ There are no comments
Add yours