(حول نتائج الجلسة الخامسة عشر للجنة التعاون البرلماني)
كتب- أبوبكر أبوالمجد
استضافت بروكسل في 31 يناير الجلسة الخامسة عشر للجنة التعاون البرلماني “أوزبكستان والاتحاد الأوروبي”، التي حضرها الوفد الأوزبكي برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في البرلمان.
وقد صارت أوزبكستان تحظى بالتقدير المستحق من قبل المنابر العليا والساحات الدولية، وذلك للتقدم الذي أحرزته البلاد في مجال إدارة السياسة الداخلية والخارجية المنفتحة، والدبلوماسية البرلمانية المتوازنة، وضمان حقوق الإنسان وحرية التعبير، والقضاء على السخرة وعمالة الأطفال.
العلاقات الدبلوماسية الثنائية
بدأت علاقة جمهورية أوزبكستان مع الاتحاد الأوروبي من خلال التوقيع في 15 أبريل 1992 على مذكرة التفاهم بين حكومة جمهورية أوزبكستان والمفوضية الأوروبية. وفي فلورنسا، جرى التوقيع على اتفاقية الشراكة والتعاون الحالية بين الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان في يونيو لعام 1996، وذلك على مستوى قادة الدول.
على الرغم من جائحة فيروس كورونا، إلا ان العلاقات الثنائية بين أوزبكستان والاتحاد الأوروبي استمرت في التطور بنشاط، واكتسبت طابعا شاملا ومثمرا.
على هذا النحو، فخلال عامى 2019-2020، تم عقد أكثر من 20 من المشاورات السياسية مع وزارات خارجية الدول الأوروبية، بما في ذلك: النمسا، ألمانيا، بريطانيا العظمى، المجر، إسبانيا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، النرويج، سلوفاكيا، سلوفينيا، تركيا، فنلندا، فرنسا، والجمهورية التشيكية، وسويسرا.
في 20 أبريل لعام 2021، أجرى رئيس جمهورية أوزبكستان، شوكت ميرضيائيف، محادثة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. وخلال المحادثة تم التأكيد بصورة خاصة على التقدم الذى تم إحرازه في الحوار حول قضايا البعد الإنساني وتطوير مؤسسات المجتمع المدني والعلوم والثقافة والتعليم. كما أعرب رئيس المجلس الأوروبي عن تقديره العالى ودعمه الكامل للتدابير الجذرية غير المسبوقة التي تم اتخاذها في أوزبكستان لمواجهة انتشار عدوى فيروس كورونا، والحد من تأثيرها السلبي على الإصلاحات الجارية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
وفي رسالة التهنئة التى بعث بها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، لمناسبة الذكرى الثلاثين لاستقلال أوزبكستان، أكد على أن أوزبكستان قامت بدور رائد في توطيد الاستقرار والتعاون السلمي بالمنطقة. كما أن التفاعل المشترك في التغلب على التحديات العالمية والإقليمية يعد من الأولويات شديدة الأهمية في ضوء التطورات الأخيرة في أفغانستان.
وقد رحب الاتحاد الأوروبي بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2021، والتي شارك فيها لأول مرة وفد من البرلمان الأوروبي بصفته مراقبا دوليا. وأشار الجانب الأوروبي في بيانه إلى أن الانتخابات أتاحت الفرصة للناخبين الأوزبك لإظهار دعمهم لاستمرار أجندة الإصلاح الهامة للحكومة.
الأطر القانونية والمؤساستية
لقد أحرزت أوزبكستان والاتحاد الأوروبي تقدما ملموسا للغاية في تطوير الأطر القانونية للتعاون. وتشهد المفاوضات المكثفة حول اعتماد اتفاقية الشراكة والتعاون المعززة بين أوزبكستان والاتحاد الأوروبي، والتي بدأت في عام 2019، على التصميم الراسخ للأطراف على رفع التعاون الثنائي إلى مستوى نوعي أعلى وجديد.
ومما ساهم إلى حد كبير فى تطوير الحوار متعدد الأوجه مع الاتحاد الأوروبي، نتائج الإصلاحات التي تمت في أوزبكستان، وكذلك تنفيذ التوجهات ذات الصلة من استراتيجية العمل خلال أعوام 2017-2021.
فى الوقت الراهن، هناك ست أجهزة مشتركة تعمل معا، “جمهورية أوزبكستان – الاتحاد الأوروبي” – مجلس التعاون، لجنة التعاون البرلماني، لجنة التعاون، اللجنة الفرعية للتجارة والاستثمار، اللجنة الفرعية للعدل والشؤون الداخلية وحقوق الإنسان والقضايا ذات الصلة، اللجنة الفرعية للتعاون من أجل التنمية.
خلال العام الماضي، عقد الاجتماع السادس عشر لمجلس التعاون بين “جمهورية أوزبكستان والاتحاد الأوروبي”، والجلسة الرابعة للجنة الفرعية بين “أوزبكستان والاتحاد الأوروبي” الخاصة بقضايا التعاون فى مجال التنمية، والجلسة السابعة عشر للجنة الفرعية لاتفاقية الشراكة والتعاون لقضايا العدالة والشؤون الداخلية وحقوق الإنسان، وغيرها من القضايا الأخرى ذات الصلة.
وقد شملت هذه اللقاءات السنوية دائرة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، والديمقراطية، ومكافحة الإرهاب، والهجرة، وإدارة الحدود وسياسة مكافحة المخدرات والفساد. يكثف الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان الحوار والتعاون فى مجموعة واسعة من المجالات، مما يعكس استراتيجية الاتحاد الأوروبي نحو آسيا الوسطى وأجندة الإصلاح الطموحة في أوزبكستان. وفى سياق تلك الاجتماعات، رحب الاتحاد الأوروبي بالمجهودات والتقدم الذي أحرزته أوزبكستان، في القضاء على عمالة الأطفال والسخرة، تلك المجهودات التى اعترف بها تقرير المراقبة الأخير لمنظمة العمل الدولية. وبالتماشى مع عضوية أوزبكستان الجديدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رحب الاتحاد الأوروبي بانفتاح البلاد لزيارات المقررين التابعين للأمم المتحدة، وشجع البلاد على مواصلة تعزيز مشاركتها في الهيئات الخاصة بالمعاهدات والتدابير التابعة للأمم المتحدة.
في إطار التعاون الإقليمي والثنائي، تقوم أوزبكستان مع الاتحاد الأوروبي بتنفيذ عدد من المشاريع المشتركة، وذلك في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتعليم، وسيادة القانون، وإدارة الحدود، ومكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، وكذلك فى مجالات النقل، وحماية البيئة، والزراعة وغيرها.
التفضيلات التجارية
في أبريل لعام 2021، تم منح أوزبكستان الأفضلية التجارية أحادية الجانب فى الخريطة العامة للتفضيلات (+ GSP) للاتحاد الأوروبي. ويمثل هذا الأمر معلما هاما في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان، مما يدفع بالمزيد من تعميق الحوار بين الطرفين وتطوير التبادل التجاري. وفى إطار الخريطة العامة للتفضيلات، يمكن زيادة عدد السلع الأساسية المعفاة من الرسوم الجمركية، والتي سوف يتمكن المصنّعون الأوزبك من تصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبي إلى 6200 سلعة، أي ضعف ما كان عليه هذا العدد سابقا. وطبقا لتقديرات الخبراء، فبموجب نظام التجارة التفضيلية “+ GSP”، سوف يبلغ الحجم المتوقع لصادرات منتجات المنسوجات وحدها في المرحلة الأولية، 300 مليون دولار، مع زيادة لاحقة تصل إلى 1.2 مليار دولار بحلول عام 2025.
وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي قراره الخاص بمنح أوزبكستان وضع الدولة المستفيدة من نظام الأفضلية التجارية، أخذا في الاعتبار بالنتائج الملموسة للإصلاحات والتحولات واسعة النطاق، التي جرت تحت قيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف وبمبادرة منه، والهادفة إلى تشكيل الدولة الديمقراطية صاحبة المؤسسات القوية للإدارة العامة والمجتمع المدني. فقد بادرت حكومة أوزبكستان بتنفيذ العديد من الإصلاحات الواسعة، وعلى وجه الخصوص تلك المتصلة بتحسين مناخ ريادة الأعمال، ومجالات: القضاء، والخدمات الأمنية، وشروط العمل، والمساءلة الإدارية والكفاءة.
باعتبارها عضوا في الخريطة العامة للتفضيلات، فسوف تحصل أوزبكستان على عدد من المزايا الاقتصادية الإضافية مقارنة بمعايير نظام الأفضليات المعمم، وذلك من خلال الإلغاء الكامل للتعريفات الجمركية على ثلثي خطوط الإنتاج التي يغطيها نظام الأفضليات المعمم، والذي بدوره يمكنه زيادة الصادرات وجذب الاستثمارات الإضافية إلى المنطقة. كما أن التزامات نظام الأفضليات المعمم في مجال التنمية المستدامة يعزز مكانة أوزبكستان، باعتبارها شريكا موثوقا به، ذا نظرة اقتصادية بعيدة المدى.
وفى إطار نظام الأفضليات المعمم “GSP”، يبلغ مستوى استخدام تلك الأفضليات في أوزبكستان 87 بالمائة حاليا. وتتمثل أكثر شرائح المنتجات المستفيدة من الحوافز المخفضة، في المنسوجات، والملابس، والمنتجات البلاستيكية، والفواكه والمكسرات والخضروات. مما يشير إلى أن تنوع هيكل الصادرات في أوزبكستان على نحو أكثر من جيرانها في آسيا الوسطى.
توفر خريطة الأفضليات المعممة “+ GSP”، فرصة إضافية لزيادة حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان، حيث يتم إلغاء التعريفات الجمركية على عدد من السلع التصديرية الهامة، مثل المنسوجات والملابس والبلاستيك. وبغض النظر عن القرب النسبي من أسواق الاتحاد الأوروبي، إلا أن استغلال الإمكانات التجارية بالكامل لم يتم بعد، حيث يحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة السابعة فقط في قائمة وجهات التصدير في أوزبكستان.
ويمثل نظام الأفضليات “+ GSP” أكثر من مجرد أداة تجارية. فمن خلال الانضمام إلى خريطة “+GSP”، تلتزم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بالتنفيذ الفعال للاتفاقيات الدولية الأساسية السبع والعشرين حول حقوق الإنسان وحقوق العمل، وحماية البيئة المحيطة والمناخ، والإدارة الرشيد. وتنص لائحة GSP على المراقبة المستمرة لالتزامات البلدان التى يشملها “+ GSP”.
لقد منحت جائحة فيروس كورونا المزيد من قوة الدفع نحو أهمية تعزيز تنويع سلاسل التوريد وطرق التجارة. كما أظهرت الجائحة على نحو أكثر الأهمية الأساسية للترابط المتبادل من أجل تحقيق النمو والأمن والاستدامة. وفى الوقت الراهن، وبعد اجتياح فيروس كورونا للعالم وترك آثاره السلبية على الاقتصاد العالمي، قام الشركاء الأوروبيون بدعم أوزبكستان، وذلك عبر تخصيص أكثر من 30 مليون يورو للتغلب على العواقب السلبية للجائحة. ويتم توجيه هذه الأموال إلى المجالات ذات الصلة.
ويجرى العمل على قدم وساق فى أوزبكستان للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. ويدعم الشركاء الأوروبيون هذه العملية من خلال تقديم المساعدة الفنية بقيمة خمسة ملايين يورو. كما يجري العمل على إجراء المفاوضات الثنائية المنفصلة بين أوزبكستان والاتحاد الأوروبي حول الوصول إلى أسواق السلع والخدمات.
تبذل أوزبكستان جهودا حثيثة لحل مشكلة بحر آرال، وتتعاون بشكل وثيق مع جميع الشركاء الدوليين في هذا الاتجاه. وقد قدم الجانب الأوروبي مساهمة مالية كبيرة (5.2 مليون يورو) لصندوق الأمم المتحدة الاستئماني متعدد الشركاء للأمن البشري لمنطقة بحر آرال.
في شهر يناير، حصلت أوزبكستان على 500400 جرعة من لقاح “موديرنا”، وذلك فى إطار برنامج COVAX العالمي، حيث يُعد الاتحاد الأوروبي أحد أكبر الجهات المانحة. وقد تم تقديم لقاحات فيروس كورونا من خلال منصة COVAX” “، وتجاوز عدد الجرعات 9.5 مليون جرعة.
جلسة لجنة التعاون البرلماني
تأسست لجنة التعاون البرلماني “أوزبكستان – الاتحاد الأوروبي” في عام 1999، وذلك طبقا لاتفاقية الشراكة والتعاون بين جمهورية أوزبكستان والاتحاد الأوروبي، وتعمل تلك اللجنة على توطيد الروابط الثنائية في المجال البرلماني.
وقد رحب الجانب الأوروبي بالإصلاحات التى أجرتها الجمهورية في مجالات العدل والشؤون الداخلية، وحقوق الإنسان وسيادة القانون والسياسة الاجتماعية. وفي أكتوبر لعام 2021، ولأول مرة في التاريخ، أرسل البرلمان الأوروبي وفده للرقابة على الانتخابات الرئاسية في أوزبكستان.
اللقاء مع رئيس مجموعة الصداقة بين الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان
في أبريل لعام 2021، تم إنشاء مجموعة الصداقة “الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان” في البرلمان الأوروبي، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات البرلمانية الثنائية. وخلال اللقاء مع عضو البرلمان الأوروبي ريتشارد تشيرنيكي رئيس مجموعة الصداقة “الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان”، تمت مناقشة قضايا تطوير الدبلوماسية البرلمانية. وجرى تعريف الجانب الأوروبي بجوهر وأهمية الاستراتيجية الخاصة بتنمية أوزبكستان الجديدة للفترة 2022-2026، والتي قدمها الرئيس شوكت ميرضيائيف مؤخرا.
وأبدى النائب الأوروبي اهتماما كبيرا بهذه الوثيقة، وأشار بإيجابية إلى التدابير المتحققة في السنوات الأخيرة التي اتخذتها أوزبكستان، لتعزيز المؤسسات البرلمانية وضمان سيادة القانون.
كما جرى فى سياق اللقاء بحث قضايا الساعة الخاصة بالتعاون الثنائي البرلماني في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأثمر هذا اللقاء عن الاتفاق حول عقد أول جلسة مشتركة لمجموعة الصداقة “الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان”، وكذلك المنتدى البرلماني لمناقشة قضايا التصديق على اتفاقية الشراكة والتعاون بين أوزبكستان والاتحاد الأوروبي.
الفعالية الإعلامية مع مجلة العالم الدبلوماسى “Diplomatic World”
خلال زيارة الوفد البرلماني، عُقد اللقاء مع ممثلين عن خبراء الهياكل التحليلية الاجتماعية والسياسية الأوروبية، ووسائل الإعلام.
وأظهر المشاركون في الفعالية اهتماما كبيرا باستراتيجية الخمس سنوات المعتمدة لتنمية أوزبكستان الجديدة، وأشاروا بإيجابية إلى الإصلاحات المرحلية المتة التي تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت المديرة التنفيذية لمجلة العالم الدبلوماسي، باربرا ديتريش، على أهمية تنفيذ التدابير الخاصة بضمان حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة. وقامت بالتقييم الإيجابي لخطط قيادة الدولة فى التوسع المستمر فى إتاحة فرص المرأة لتلقي التعليم والعمل. ورحبت الصحفية بالمهمة المحددة في الاستراتيجية للانضمام إلى عداد البلدان ذات المؤشر المرتفع لسيادة القانون. وترى من وجهة نظرها، أن هذه القضية سوف تظل دائما في بؤرة اهتمام المجتمع الأوروبي.
كما أبدى ألبرتو تركسترا، مدير مشروع المركز التحليلي التابع لمركز “مؤسسة العالم الدبلوماسي”، اهتماما خاصا بالتدابير الرامية إلى تطوير عمل أجهزة السلطة الحكومية. وأشار إلى أهمية مواصلة الجهود الخاصة بالتحول الهيكلى، مع التركيز على إقامة نظام الإدارة المدمج والفعال. وأعرب عن تقديره البالغ للخطط الموجهة نحو تحسين النظام القضائي والقانوني، ومؤسسة المحاماة وعمل أجهزة إنفاذ القانون، الذي يهدف إلى حماية حقوق رواد الأعمال والمالكين، مما سوف يتيح لأوزبكستان ضمان تطوير القطاع الخاص، وتحقيق الهدف المطروح، وهو- الانضمام إلى قائمة البلدان ذات مستوى الدخل الفردي فوق المتوسط بحلول عام 2030. وفي هذا السياق، تحظى باهتمام خاص من الجانب الأوروبي، خطط طشقند لتطوير الاقتصاد “الأخضر” والرقمي.
اللقاء مع مدير “معهد التعليم الحديث والبحوث”
في اللقاء مع مدير المعهد التعليمى البلجيكي “معهد التعليم الحديث والبحوث” (MERI) “يكاترينا تسارانوك”، تمت مناقشة قضايا التعاون في مجال التعليم. وقد أعربت عن استعدادها لتيسير دعوة العلماء والخبراء القانونيين الأوزبك، وعلى وجه الخصوص من معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان، وذلك للحصول على الدورة التدريبية في جامعة لوفين، لدراسة أنشطة مركز القانون الأوروبي العامل في هذا المعهد. بالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح العمل على مسألة توسيع دائرة التعاون مع جامعات أوزبكستان، فى إطار النهوض بمؤهلات أعضاء هيئة التدريس في شتى المجالات، وكذلك النهوض بأنشطتهم الدولية.
اللقاء مع المؤرخ والصحفي “ريمكو ريدينج”
فى إطار الزيارة، جرى عقد لقاء مع المؤرخ والصحفي المعروف “ريمكو ريدينج”، والذى يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الصندوق الهولندي “ميدان المجد السوفيتي”. وقد تحدث حول عمل المؤسسة الهادف إلى تخليد ذكرى الجنود السوفييت، الذين تم دفنهم بالمجمع التذكاري “ميدان المجد السوفييتي” في مقبرة “راستهوف” بالقرب من “أمرسفورت”.
قال ريدينج خلال اللقاء، إنه عمل لأكثر من 20 عاما على تحديد هوية 865 جنديا سوفيتيا دُفنوا في المجمع التذكاري. وطبقا لمعلومات ريمكو ريدينج، فمن بين الذين دُفنوا في “ميدان المجد السوفيتي”، يوجد 101 مقاتلا عسكريا من أوزبكستان، ضمن الذين سقطوا ضحايا للفاشية بمعسكر الاعتقال في “أمرسفورت”.
كما صرح ريمكو ريدينج أيضا أن صندوق “ميدان المجد السوفيتي” ينظم كل عام في يوم التاسع من أبريل، المراسم الاحتفالية المخصصة لإحياء ذكرى مقتل 101 جنديا أوزبكيا في موقع إعدامهم رميا بالرصاص، الواقع بإقليم معسكر الاعتقال السابق في “أمرسفورت”. وطبقا لحديث المحاور، فإن عام 2022 يصادف حلول الذكرى الثمانين لهذا الحدث الأليم، ويود الصندوق دعوة ممثلين عن أوزبكستان لحضور المراسم الخاصة بإحياء تلك الذكرى.
وقد جرى خلال الاجتماع بحث مسألة تكثيف التعاون لتحديد هوية الجنود الأوزبك المدفونين فى الأراضي الهولندية.
وقام الجانب الأوزبكي، بإهداء ريمكو ريدينج كتاب “فلسفة حديقة النصر”، المكرس للمجمع التذكاري “حديقة النصر”. كما تم تعريفه بالتفصيل بتاريخ إصدار الكتاب.
وأعرب ريمكو ريدينج عن استعداده لزيارة أوزبكستان في شهر مايو، وذلك لمناقشة مسألة تكثيف التعاون اللاحق مع الشركاء الأوزبك، وتوقيع مذكرة تفاهم مع متحف المجد في طشقند. كما تم الاتفاق على عقد عدد من اللقاءات في الدوائر المعنية، وذلك في إطار زيارته لأوزبكستان، من أجل إقامة التعاون العملي المشترك فى قضية تحديد هوية 101 جنديا أوزبكيا.
آفاق التفاعل المشترك
ترى أوزبكستان أن الاتحاد الأوروبي يمثل أحد الشركاء الدوليين المحوريين، الذين يقدمون إسهاما كبيرا في تعزيز القيم العالمية للديمقراطية، وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان، والحفاظ على السلم والاستقرار والتنمية المستدامة.
بمبادرة من الرئيس شوكت ميرضيائيف، فقد تقرر عقد المؤتمر الوزاري فى مدينة سمرقند، تحت عنوان “الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى”، حول تعزيز الروابط المشتركة والتنمية المستدامة. وسوف تسهم هذه المبادرة في الدفع نحو تحقيق المشروعات المشتركة في مجال التجارة والاستثمار، والنقل والطاقة، والرقمنة وغيرها من المجالات الواعدة.
وبهدف تعزيز التدابير المشتركة الفعالة لتطوير السياحة بعد فترة الجائحة، فمن المخطط عقد منتدى السياحة في أوزبكستان، تحت عنوان “الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى”.
تبدى طشقند أهمية خاصة نحو تكثيف التعاون ذى المنفعة المتبادلة مع الاتحاد الأوروبي في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
فى الوقت الراهن، تمر أوزبكستان بمرحلة حيوية من مراحل تطورها، وقد بدأ التنفيذ على أرض الواقع للاستراتيجية الإنمائية الطموحة واسعة النطاق. وعبر عملية تحديث البلاد واتخاذ التدابير اللازمة لضمان حقوق الإنسان وسيادة القانون، يجرى خلق الصورة الديمقراطية الجديدة للدولة.
+ There are no comments
Add yours