ألمانيا.. مشروع “نورد ستريم 2” بين المكاسب الاقتصادية والخسائر السياسية

1 min read

يرى خبراء أن ألمانيا وضعت المكاسب الاقتصادية المتوقعة من التوسع في مشروع “نورد ستريم 2” (خط لضخ الغاز الروسي لأوروبا)، في مقدمة أولوياتها، بغض النظر عن الخسائر السياسية التي قد تتكبدها جراء تبنيها له.

وفي تصريح للأناضول قال غاريث جنكينز، عضو في معهد آسيا الوسطى والقوقاز(مركزمستقل عالمي- يعنى بالبحوث والدراسات السياسية)، إن “خطط توسيع المشروع، الذي أثار جدلًا منذ البداية، أصبحت موضع نزاع في الآونة الأخيرة” بين الدول الأوروبية المؤيدة للمشروع على خلفية اقتصادية مثل فرنسا والمانيا وايطاليا وأخرى رافضة له على خلفية معارضتها لموقف روسيا من أوكرانيا وفي مقدمتها دول البلطيق.

وأوضح أن “تبني الجانب الألماني للمشروع، يظهر أن تطلعاتها بعيدة كل البعد عن الأزمة الأوكرانية”، مشيرًا أن ألمانيا، التي تقود السياسات الأوروبية، وتقوم أحيانًا بدور المفاوض باسم الاتحاد الأوروبي، في قضايا بالغة الأهمية، تتجاهل أحيانًا مطالب بعض الدول الأعضاء، كون هذه الدول أقل تأثيرًا في الاتحاد الأوروبي”.

ويهدف مشروع “نورد ستريم 2″، إلى ضخ الغاز الروسي إلى دول شمال أوروبا، انطلاقاً من ألمانيا، حيث وجهته الأولى.

وأضاف جنكينز، الباحث في مركز الدراسات “سيلك رود”، ومقره مدينة إسطنبول التركية، أن “التوتر يكمن على مستوى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (بشأن الموقف من روسيا)، وليس على مستوى المؤسسات والشركات العاملة فيها”.

من جانبه، قال فولكان أوزدمير، رئيس معهد “أسواق الطاقة وسياساتها” في العاصمة التركية، أنقرة، “هناك خلافات حول إنفاذ تشريعات الطاقة في الاتحاد الأوروبي، بما يخص مشروع “نورد ستريم 2”.

وتعليقًا على تركيز الدول الكبرى على مصالحها، قال إن “المشروع جاء تحقيقًا لأهداف روسيا السياسية من ناحية، ومصالح ألمانيا الاقتصادية من ناحية أخرى، في ظل تجاهل الالتزامات الدولية تجاه الأزمة الأوكرانية”.

وفي هذا الخصوص، أشار أن “الانقسام بين أوروبا الغربية والشرقية، بما يخص المشروع، على أساس التطورات السياسية والاقتصادية، سيفضي إلى إقصاء أوكرانيا وابتلاعها من قبل روسيا”.

وبهدف تسليط الضوء على تطلّعات ألمانيا، ذكر أنها “تسعى لتصبح مركزًا للطاقة، من خلال استيراد 100 مليون متر مكعب من الغاز الروسي مباشرة، ونقله إلى البلدان المجاورة لها”.

ويتشكل هذا الخط، الذي يبلغ طوله ألف و224 كم، من أنبوبين تبلغ الطاقة التمريرية لكل منهما 27.5 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

وقد بدأ تدفق الغاز في الأنبوب الأول من الخط في 6 أيلول/ سبتمبر 2011، وافتتح رسمياً في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وقد بلغت كلفة الإنشاءات 12.4 مليار دولار أمريكي.

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours